الصحة العالمية تحيي اليوم العالمي للسل غدا.. 10 ملايين شخص مصابون بهذا المرض

منظمة الصحة العالمية
كتب : وكالات

تحيي منظمة الصحة العالمية، غدا، اليوم العالمي للسل 2017 تحت شعار "اتحدوا من أجل إنهاء السل: لا تهملوا أي أحد"، ويعتبر عام 2017 هو ثاني عام في حملة مدتها عامان بعنوان "اتحدوا من أجل إنهاء السل" تشن في إطار اليوم العالمي للسل.

وستشدد المنظمة هذا العام في تركيزها على توحيد الجهود الرامية إلى "عدم إهمال أي أحد"، بوسائل منها اتخاذ إجراءات بشأن علاج الوصم والتمييز والتهميش وتذليل العقبات التي تعترض سبيل إتاحة الرعاية. وتضم خطة التنمية المستدامة مبدأً يكفل عدم إهمال أي شخص في محاولة لتغيير العالم وتحسين حياة الناس بما يحقق مصلحتهم على نحو أفضل.

ويقصد بتلبية الاحتياجات الصحية للفئات المحرومة والمهمشة وتلك التي لا تتمتع بسبل الوصول إلى النظام الصحي تحسين إتاحة الخدمات الصحية للجميع، وهو أمر لا يستغنى عنه من أجل بلوغ الغاية المحددة بشأن إنهاء السل بحلول عام 2030 في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة واستراتيجية المنظمة بشأن دحر السل.

ويؤمن اليوم العالمي للسل منبرًا للأشخاص المتضررين من المرض والمجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني ومقدمي خدمات الرعاية الصحية وراسمي السياسات والشركاء في التنمية وغيرهم من أجل الدعوة إلى وضع خطة ومناقشتها فيما يخص بذل المزيد من الجهود في مجال التعاون على الوفاء بالوعد المقطوع بشأن تزويد جميع الناس بخدمات جيدة للوقاية من السل ورعاية المصابين به على قدم المساواة، فضلًا عن تمكين الأفراد من الوقاية من السل بفضل جهود التنمية المتعددة القطاعات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت مرض السل "حالة صحية عالمية طارئة" في عام 1993. وفي عام 2006، وضعت "شراكة دحر السل" الخطة العالمية لوقف السل التي تهدف إلى إنقاذ حياة 14 مليون من لحظة إطلاقه وحتى عام 2015.

وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2016، إلي سقوط 10.4 مليون شخص في براثن السل. وشهد عام 2015 وفاة 1.8 مليون شخص جراء المرض، مما يجعله ثاني أكبر مرض قاتل ومعد في أنحاء العالم أجمع بعد مرض نقص المناعة البشري الإيدز.

وتضرب جذور هذا المرض بعمق في صفوف فئات السكان التي تعاني من محدودية تمتعها بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية. ومع أن السل يمكن أن يصيب أي شخص، فإن هذا المرض يجد له مرتعًا خصبًا فيما بين الأفراد الذين يعيشون في الفقر، وفيما بين المجتمعات والفئات المهمشة وغيرها من فئات السكان المستضعفة.

وتشمل تلك الفئات ما يلي: المهاجرون واللاجئون والأقليات العرقية وعمال المناجم وغيرهم ممن يعملون ويعيشون في أوساط معرضة للخطر والمسنّون والنساء والأطفال المهمشون في العديد من المواضع وهلم جرًا. وتؤدي عوامل من قبيل سوء التغذية وتدهور ظروف السكن وخدمات الإصحاح مقترنة بعوامل خطر أخرى مثل تعاطي التبغ والكحول وداء السكري، إلى التأثير في مدى هشاشة التعرض للسل وإتاحة الرعاية اللازمة لمرضاه. وعلاوة على ذلك، فإن إتاحة تلك الرعاية غالبًا ما تتعرقل بفعل ما يترتب عليها من تكاليف كارثية ناجمة عن الإصابة بالمرض والسعي إلى مراجعة مرافق الرعاية والرقود فيها والافتقار إلى الحماية الاجتماعية، مما يسفر عن الدوران في حلقة مفرغة من الفقر والاعتلال الصحي، وهي شواغل تزداد إلحاحًا بشدة بسبب تحول السل إلى مرض مقاوم للأدوية المتعددة.

والبكتيريا المسؤولة عن السل هي "المتفطرة السلية"، وينتقل المرض من شخص لآخر عن طريق الهواء، وذلك عندما يعطس أو يسعل أو يبصق الشخص المصاب. ومن المشاكل التي تواجه جهود التصدي للسل ظهور سلالات من البكتيريا القادرة على مقاومة العلاجات، والتي تتطلب استخدام أدوية أخرى لعلاجها.

وهناك نوعان من عدوى السل: الأول هو السل الكامن، وفيه يتلقى الشخص العدوى، لكن البكتيريا تبقى خاملة وغير نشطة، ولذلك لا تظهر أعراض، والشخص المصاب بالسل الكامن لا ينقله للآخرين، ويقدر أن هناك ملياري إنسان على وجه الأرض يحملون السل للكامن. أما النوع الثاني فهو السل النشط، وفيه تنشط البكتيريا وتسبب الأعراض، كما أن الشخص يكون قادرا على نقل العدوى للآخرين.

ويؤثر السل بشكل أساسي على الرئتين، وتشمل أعراضه السعال والحمى والتعرق الليلي وفقدان الوزن وأعراضا أخرى. ودون تلقي العلاج المناسب فإن شخصين من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالسل النشط سوف يموتان. ويمكن لمرضى السل أن يسببوا العدوى لما يتراوح بين 10 أشخاص و15 شخصًا آخرين من خلال المخالطة القريبة على مدى سنة. وفي غياب العلاج السليم، يموت ما يصل إلى 45 % من مرضى السل.

وينتشر السل في جميع أنحاء العالم، ويصيب، في الغالب، شباب البالغين خلال السنوات التي يبلغ انتاجهم فيها أوجّه. بيد أن كل الفئات العمرية معرضة لخطره. وتحدث نسبة تتجاوز 95% من الحالات والوفيات في البلدان النامية. واحتمال تعرض مرضى فيروس نقص المناعة البشري الإيدز للإصابة بالسل تتراوح بين 26 و31 مثل احتمال تعرض غيرهم للإصابة به. واحتمال الإصابة بالسل النشط أكبر أيضًا بين الأشخاص الذين يعانون من اعتلالات أخرى تضعف جهازهم المناعي.

وفي عام 2015، أصيب بالسل أكثر من مليون طفل (تتراوح أعمارهم بين صفر و14 عامًا) ومات 170 ألف طفل من غير الحاملين لفيروس العوز المناعي البشري من جراء السل. ويزيد تعاطي التبغ بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالسل والموت من جرائه. وتعزى نسبة تتجاوز 20% من حالات السل على الصعيد العالمي إلى التدخين.

وفي عام 2015، تم تسجيل أكبر ظهور لعدد من حالات السل الجديدة في آسيا، حيث تم تسجيل 61 % من الحالات الجديدة على الصعيد العالمي؛ تليها أفريقيا حيث سجلت 26 % من الحالات الجديدة مقارنة بالسكان وهي 280 حالة لكل 100ألف من السكان في عام 2015.

وتستأثر 6 دول علي 60% من حالات السل الجديدة وهي: الهند؛ أندونيسيا ؛ الصين؛ نيجيريا؛ باكستان؛ وجنوب أفريقيا. وفي عام 2015، حدثت نسبة قدرها 87 % تقريبًا من حالات السل المبلغ عنها في 30 بلدًا. وتشهد بعض البلدان انخفاضًا كبيرًا في الحالات، في حين تنخفض الأعداد في بلدان أخرى ببطء شديد. وجاءت البرازيل على سبيل المثال من البلدان الـ 30 التي شهدت انخفاضًا متواصلًا في حالات السل على مدى السنوات الـ 20 الماضية.

وخلال العقد الماضي، انخفض انتشار السل في كمبوديا بما يقرب من 50%. في حين أعلن المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص الذين يصابون بمرض السل ويتوفون بسببه يتراجع في أوروبا. ولكن في المقابل سجلت زيادة مثيرة للقلق بين الأكثر عرضة للإصابة به خاصة المهاجرين والسجناء والمصابين بفيروس "أتش آي في" المسبب لمتلازمة نقص المناعة المكتسب إيدز.

وأظهرت أرقام من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أن حالات الإصابة والوفاة الجديدة بمرض السل في 53 دولة بالمنطقة الأوروبية تراجعت كل عام بواقع 4.3% و8.5% على الترتيب بالفترة من 2011 حتى عام 2015. لكن عدد حالات الإصابة بمرض السل وفيروس الإيدز معا زادت بواقع 40% من عام 2011 وحتى 2015، مما يظهر أن المساعي لاحتواء المرض ينبغي أن تتركز بشكل أكبر على المجموعات المعرضة للخطر بشكل أكبر.

وقالت أندريا أمون القائمة بأعمال مدير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، إن التوجه العام للانخفاض في حالات الإصابة بالسل أمر مشجع، لكن بعض الجماعات لا تنتفع من هذا التوجه، ونحن بحاجة لتوجيه جهودنا بشكل أفضل إذا كنا نريد القضاء على وباء السل. وأضافت أندريا أمون إن توفير اختبارات فيروس الإيدز لكل مرضى السل والعكس، ثم تقديم المشورة والعلاج بشكل سريع، قد يغير الاتجاه السلبي للعدوى المشتركة.

وتواجه مكافحة السل على الصعيد العالمي تحديات عظيمة في الوقت الراهن. ولا يزال يتعين عمومًا، بذل جهود كثيرة لتوفير خدمات الرعاية الجيدة للمرضى دون التعرض لعقبات من قبيل الفوارق بين الجنسين والعمر ونوع المرض والموقع الاجتماعي والقدرة على سداد تكاليف الخدمات.

والجدير بالذكر أن حالات ترافق المتفطرة السلية بفيروس الأيدز، لاسيما في أفريقيا، وحالات السل المقاوم للأدوية المتعددة وحالات السل الشديد المقاومة للأدوية المنتشرة في جميع المناطق تعقد أنشطة المكافحة وتزيد من متطلباتها.

ويمثل فيروس الأيدز أهم أسباب الفشل في بلوغ الأهداف المرتبطة بمكافحة السل في المواقع التي ترتفع بها معدلات الإصابة بذلك الفيروس. أما السل فيمثل أهم أسباب وفاة المتعايشين مع الأيدز والعدوى بفيروسه.

وتتحمل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عبء فيروس الأيدز الذي يسهم وباء السل في استشرائه. كما يمكن لوباء فيروس الأيدز، الذي ما فتئ نطاق استفحاله يتسع بسرعة في مناطق أخرى من العالم، الإسهام في زيادة عدد حالات السل المرتبطة بذلك الفيروس ويشكل فيروس نقص المناعة البشري والسل توليفة قاتلة، حيث يسرع كل منهما من تطور الآخر.

وفي عام 2015، توفي نحو 400 ألف شخص من جراء السل المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري. وتعزى نسبة قدرها 35% تقريبًا من وفيات مرضى فيروس العوز المناعي البشري إلى السل. وفي عام 2015، كان هناك طبقًا للتقديرات 2ر1 مليون حالة سل جديدة بين مرضى يحملون فيروس الإيدز، 71 % منها في أفريقيا.

ولا بد من مكافحة السل في المواقع التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس الأيدز، مع استكمال استراتيجية الدوتس بأنشطة تعاونية إضافية في مجالي مكافحة السل ومكافحة فيروس الأيدز. والأغراض المنشودة من تلك الأنشطة هي إنشاء آلية للتعاون بين برامج مكافحة السل وبرامج مكافحة الأيدز والعدوى بفيروسه، والتخفيف من عبء السل بين المتعايشين مع الأيدز والعدوى بفيروسه، والحد من عبء فيروس الأيدز بين مرضى السل.

كما تبين عمليات تشخيص السل في معظم أنحاء العالم، أن إصابات هذا المرض ووفياته بين الرجال تفوق إصاباته ووفياته بين النساء. غير أن السل من أهم الأمراض المعدية المسببة للوفاة بين النساء. فلا يمر عام واحد إلا ويشهد وفاة نحو 750 ألف امرأة بسبب هذا المرض وإصابة أكثر من 3 ملايين امرأة به، مما يمثل قرابة 17 مليون سنة من سنوات العمر المفقودة باحتساب مدد العجز. وحيث أن السل يصيب النساء أساسًا في مراحل العمر التي تتميز بالنشاط الاقتصادي وبالإنجاب، فإن أطفالهن وأفراد أسرهن يشعرون بقوة أيضًا بآثار المرض.

ويذكر في هذا الصدد أن المؤشرات، مثل معدل وفيات المرض ونسبة وقوعه والسنوات المفقودة باحتساب مدد العجز، لا تعكس هذا العبء الخفي الناجم عن الآثار الاجتماعية.

أما بخصوص سل الأطفال، فما زال الغموض يكتنف سل الأطفال والتقديرات تشير إلى أن هذا السل يمثل نحو 6% من مجموع حالات السل العارضة، علمًا بأن البلدان التي تنوء بعبء فادح جراء السل تشهد وقوع غالبية الحالات.

ومن المشكلات العديدة التي تعترض سبيل تقدير عبء السل الذي يصيب الأطفال صعوبة إجراء تشخيص نهائي ووجود أمراض خارج الرئة (تقتضي استشارة طبية متخصصة) وتدني مرتبة هذه المسألة في سلم الأولويات الصحية العمومية،لأن سل الأطفال لا يعطي إلا نادرًا نتائج إيجابية للطاخة البلغم، وانعدام الروابط بين أطباء الأطفال التابعين للقطاع الخاص وبين البرنامج الوطني لمكافح السل. ويمكن أن يصاب الأطفال بالسل في أي مرحلة من مراحل الطفولة، ولكن غالبية الأعمار التي يصابون فيها تتراوح بين 1 – 4 سنوات. وتعتمد عمليات الإبلاغ عن حالات سل الأطفال على شدة الوباء والهيكل العمري للسكان وتوافر أدوات التشخيص وحجم الأنشطة الروتينية الرامية إلى اقتفاء أثر المخالطين.

ويمثل السل المقاوم للأدوية المتعددة شكلًا معينًا من أشكال السل المقاوم للأدوية. ويحدث هذا النوع من السل عندما تصبح العصيات المسببة للمرض قادرة على مقاومة الإيزونيازيد والريفامبيسين على الأقل، وهما أكثر الأدوية نجاعة ضد السل. وتظهر مقاومة المرض للأدوية جراء استعمال المضادات الحيوية بشكل غير مناسب لدى توفير المعالجة الكيميائية للمصابين بحالات السل الحساس للأدوية.

ويأتي هذا الاستخدام غير المناسب نتيجة عدد من الإجراءات، بما في ذلك إعطاء مقررات علاجية غير ملائمة من قبل العاملين الصحيين وعدم ضمان إكمال المرضى مقرراتهم بشكل تام. وتظهر مقاومة المرض للأدوية أساسًا، لاسيما في الأماكن المزدحمة كالسجون والمستشفيات، وفي المناطق التي تقل فيها برامج مكافحة السل. ففي عام 2015، كان هناك نحو 480 ألف مصاب بالسل المقاوم للأدوية المتعددة على مستوى العالم فضلًا عن 100ألف شخص مصاب بالسل المقاوم للريفامبيثين مؤهلين حديثًا لعلاج السل المقاوم للأدوية المتعددة.

واستأثرت الهند والصين والاتحاد الروسي بنحو 45% من الحالات البالغ عددها 580ألف حالة. وبحسب التقديرات فإن 9.5% من هذه الحالات من السل الشديد المقاومة للأدوية. إن معالجة السل المقاوم لأدوية متعددة في بعض البلدان تزداد صعوبة، فخيارات المعالجة محدودة وباهظة الثمن، والأدوية الموصى بها ليست متوفرة دائمًا، والمرضى يعانون من آثار ضارة عديدة من جراء الأدوية. بل إنه في بعض الحالات قد يظهر سل أشد مقاومة للأدوية. السل الشديد المقاوم للأدوية على نطاق واسع هو شكل من أشكال السل المقاوم لأدوية متعددة، لا يستجيب إلا لعدد أقل من الأدوية المتوفرة. وقد أبلغ عنه في 117 بلدًا حول العالم.

ويمكن الكشف عن مقاومة الأدوية باستخدام فحوصات مختبرية خاصة لاختبار حساسية البكتيريا للأدوية أو الكشف عن أنماط مقاومتها لها. ويمكن أن تكون تلك الفحوص من النوع الجزيئي (مثل الفحص Xpert MTBRIF)، أو تكون مبنية على أساس ثقافي بخلاف ذلك. وبإمكان التقنيات الجزيئية أن تعطي نتائج في غضون ساعات أو خلال يوم أو يومين، وهي تقنيات تكلل تطبيقها بالنجاح حتى في المواضع القليلة الموارد.

تهدف توصيات منظمة الصحة العالمية الجديدة إلى تسريع اكتشاف السل المقاوم للأدوية المتعددة وتحسين حصائل علاجه باستخدام اختبار مبتكر للتشخيص السريع ونظام علاج أقصر وأقل تكلفة. فبأقل من 1000 دولار أمريكي لكل مريض، ويمكن استكمال نظام العلاج الجديد في غضون فترة تتراوح ما بين 9 و12 شهرًا. وهذا العلاج لا يعتبر أقل تكلفة فحسب من النظم الحالية، ولكنه من المنتظر أن يحسن النتائج الحالية ويقلل الوفيات بسبب تحسين الالتزام بالعلاج وتقليل الافتقاد إلى المتابعة. وفي جميع أنحاء العالم، يعالج حاليًا 52% فقط من مرضى السل المقاوم للأدوية و28% من السل الشديد المقاومة للأدوية بنجاح.

وفي عام 2016، وافقت منظمة الصحة العالمية علي استخدام نظام علاج قصير موحد لمرضى السل المقاوم للأدوية الذين ليس لديهم سلالات مقاومة لأدوية السل من النوع الثاني.

والعلاج وفق هذا النظام يستغرق 9-12 أشهر وأقل تكلفة بكثير من العلاج التقليدي لميدر – تب MDR-TB الذي يمكن أن يستغرق مدة تصل إلي سنتين. أما المرضى الذين يعانون من السل الشديد المقاومة للأدوية أو مقاومة النوع الثاني من الأدوية المضادة للسل لا يمكن استخدام هذا النظام، ومع ذلك، تم استخدام أدوية السل الجديدة بيداكيلين وديلامانيد.

كما وافقت منظمة الصحة العالمية أيضًا في عام 2016 في اختبار تشخيص سريع لتحديد بسرعة هؤلاء المرضى الذين لديهم مقاومة لأدوية السل من النوع الثاني أو نظم السل المقاوم للأدوية المتعددة، وبدأ استخدامة في أكثر من 20 بلدا في أفريقيا وآسيا.

وبحلول نهاية عام 2015، كان هناك 70 بلدا اعتمدت أدوية السل الجديدة من نوع بيداكيلين، و39 بلدًا اعتمدت علي دواء ديلامانيد، في محاولة لتحسين فعالية نظم العلاج. ويشفى معظم المصابين بالسل إذا ما اتبعوا بصرامة مخططًا دوائيًا على مدى 6 أشهر مع الاستفادة من خدمات الدعم والإشراف.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أنه تم انقاذ حياة 49 مليون شخص من خلال التشخيص والعلاج فيما بين عامي 2000 و2015. كما انخفض انتشار السل بمعدل 1.5% سنويا منذ عام 2000. وهذا يحتاج لزيادة معدلات الانخفاض سنوي إلي معدل من 4 – 5 % ليصل إلى الهدف المعلن "استراتيجية السل النهاية" لعام 2020، والقضاء على وباء السل بحلول عام 2030.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً