لا يزال تسمم طلاب المدارس بعدد من المحافظات بسبب الوجبة الغذائية لغزًا محيرًا خصوصًا أن الجاني حرًا طليقًا، وتأتي الأزمة التي هزت الحكومة كافة وليس وزارة التربية والتعليم وسط تصريحات مستفزة من المسئولين كان آخرها تصريح وزير التعليم الدكتور طارق شوقي التي قال فيها:" لست مسئول التغذية أنا وزير للتعليم ولن أتحدث إلا عن التعليم حتى نهاية حياتي"، مضيفا:"التغذية المدرسية منظومة كبيرة بها عدد من الوزارات والمدارس والمخازن وسلسلة طويلة ووزارة التربية والتعليم جزء صغير في هذه المنظومة غير المركزية لأن كل محافظة لها متعهدين مختلفين".
ثم انتبه الوزير لخطورة الأزمة التي آثارت غضب المجتمع المصري بعد أن وصلت إلى عدد من المحافظات، إضافة إلى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بها وطلبه التحقيق الفوري وضبط المتورطين، ما جعل "شوقي" يقرر إيقاف صرف الوجبة المدرسية (جافة – بسكويت) اعتبارًا من اليوم الخميس لحين إشعار آخر.
وقررت الوزارة تشكيل لجنة من كافة الأجهزة للوقوف على أسباب حدوث مثل تلك الحالات التي ظهرت مؤخرًا وإجراء التحقيقات اللازمة، ووضع الآليات المناسبة والكفيلة بعدم تكرارها مستقبلًا، موضحةً أن ذلك يأتي استكمالا للجهود المتواصلة التى تبذلها للحفاظ على أمن وسلامة أبنائها الطلاب بجميع مدارس الجمهورية.
كانت وزارة الصحة والسكان، أعلنت إصابة 312 تلميذًا بأعراض التسمم الغذائي بمحافظات السويس وأسوان والقاهرة، مشيرة إلى أنه تم نقل المصابين بواسطة سيارات الإسعاف إلى المستشفيات لتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم. وأوضحت الوزارة، أنه تمت إصابة 211 تلميذًا بأعراض التسمم الغذائي في مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بمنطقة كبريت البحارة مركز الجناين بمحافظة السويس وتم نقلهم لمستشفيي السويس العام والسويس للتأمين الصحي، وذلك بواسطة 24 سيارة إسعاف. أما في مدرسة رفقة الابتدائية المشتركة بنجع العرب مركز نصر النوبة بأسوان، فقد أصيب 98 تلميذًا بأعراض التسمم الغذائي وتم نقلهم إلى مستشفيي كوم أمبو العام ونصر النوبة وذلك بواسطة 16 سيارة إسعاف. بينما في مدرسة طلعت حرب الصناعية- بنات، بشارع شمبليون، بمحافظة القاهرة، فقد أصيبت ثلاثة طالبات بأعراض التسمم الغذائي، وتم نقلهن إلى مستشفى قصر العيني بواسطة سيارات الإسعاف.
كانت الأزمة أشعلت الغضب بمجلس النواب، وطالب وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى عبد الرحمن برعى، باستجواب وزير التعليم، مشددًا على ضرورة محاسبة أي مسئول يثبت تقصيره، كما دعا عضو لجنة الصحة عصام القاضي، إلى وقف الوجبات المدرسية لما تمثله من خطر على صحة الطلاب واستبدالها بمقابل مادي للطلاب، فيما اقترح النائب مصطفى بكري إسناد الإشراف على الوجبة المدرسية إلى هيئة الإعداد والتموين بالقوات المسلحة.
من جانبهم طالب عدد من أهالي الطلاب بمعاقبة مسؤولي وزارة التعليم بسبب ما وصفوه بمنظومة "الفساد" بالتغذية المدرسية، وقال محمود سيد والد أحد الطلبة، إن أحد الطلاب نجله أصيب بإسهال وظل يصرخ حتى تم نقله للمستشفى وتبين إصابته بقيئ ومغص إثر تسمم غذائي بسبب الوجبة المدرسية، مشددا على أنه سيقاضي وزارة التربية والتعليم ولن يترك حق ابنه.
وانتقد عدد من خبراء التغذية تخزين الوجبات بدون رقابة صحية، مشددين على ضرورة أن تصل للطلاب في يوم إعدادها عن طريق موردين ومتعهدين، مؤكدين أن المنظومة معقدة ومن الوارد حدوث فساد في أي من مراحلها.
يذكر أن الوجبات المدرسية تكلف ميزانية الدولة نحو 8 مليارات جنيه وسط فساد كبير في النقل والتخزين.