من الهجمات الكبرى إلى الدهس بالسيارات..داعش يغير خطته بعد استهداف قادته

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة واشطن بوست عن تغيير خطة تنظيم داعش الإرهابي واستخدامه استراتيجية جديدة ليعود بقوة مرة أخري بعد استهداف قادته في الموصل وسوريا.

وقالت الصحيفة أن التنظيم الإرهابي استخدم في هجوم لندن، أحد أحدث التكتيكات الإرهابية وهي دهس الحشود بالسيارة.

ووفقًا للصحيفة فإن الحادث الأخير ينضم إلى سلسلة من الهجمات التي تتسم بأسلوبِ عملٍ جديد يشمل استخدام أدوات بسيطة ومتاحة في الحياة اليومية لتنفيذ هجمات إرهابية، في مناطق من المضمون أنها تجذب الانتباه العالمي.

ويقول فرانك فولي، وهو باحث في شؤون الإرهاب بقسم دراسات الحرب في كلية كينجز لندن "يحرص الإرهابيون على أن يشاهد الكثير من الناس هجومهم الإرهابي، ربما يكون ذلك أقوى من قتل العديد من الأشخاص".

ويضيف فولي يبدو أن التنظيم بدأ باستخدام أسلحةٍ بدائية نسبيًا، ولم يكن هناك استخدام للمتفجرات في هجوم لندن،لكنهم هاجموا أهدافًا بارزة البرلمان وجسر ويستمنستر.

1-"آلة السحق المثالية"

وفي عام 2010 حث فرع تنظيم القاعدة في اليمن على استخدام الشاحنات كسلاح. وقالت الصحيفة أن مجلة "إلهام" وهي المجلة الرسمية لتنظيم القاعدة نشرت مقالًا بعنوان "آلة السحق المثالية"، يدعو فيه التنظيم أتباعه لاستخدام الشاحنة "كآلة سحقٍ، ليس لجز العشب بل لإبادة أعداء الله" حسب وصف الإرهابيين.

وشمل المقال المكون من ثلاثة صفحات إرشادات حول كيفية إحداث أكبر عدد ممكن من الضحايا، وإرشادات بشأن أفضل السيارات لاستخدامها وصورة لموكب احتفال عيد الشكر الأميركي، واصفًا إياه بـ"الهدف الممتاز".

وفي مقطع فيديو نشر في 2014، قال أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم داعش، لمستمعيه: "إذا لم تتمكن من العثور على عبواتٍ ناسفة أو طلقات رصاص، عليك بانتقاء أي أميركي أو فرنسي مشرك أو أي من حلفائهم.

حطِّم رأسه باستخدام حجر، اذبحه بسكين، ادهسه بسيارة، أو ألق به من فوق مبنى مرتفع، أو اخنقه".

وفي إصدار شهر نوفمبر من مجلة "رومية" التابعة لتنظيم داعش، أثنى التنظيم على مزايا استخدام الشاحنات الكبيرة لإحداث "حمام دم".

وقال مسؤول أمني أوروبي: "لقد وصلنا إلى مرحلةٍ تريد فيها الجماعات الإرهابية خلق مناخ يمكنها من استهدافِ أي شخصٍ في أي مكان وباستخدام أية وسيلة.

2-بداية العاصفة

ويقول خبراء في شؤون الإرهاب ببريطانيا، إن حادث أمس الأربعاء، تمثل نهايةَ مرحلةٍ كانت بريطانيا قد نجحت فيها نسبيًا في صد مثل هذه الهجمات الإرهابية، مقارنة بدولٍ أخري مثل فرنسا وبلجيكا.

ويرى هيويت أن التشريعات بشأن منح تراخيص الأسلحة النارية في بريطانيا مقارنةً بالولايات المتحدة التي تنتشر فيها هذه الهجمات بسبب انتشار استخدام الأسلحة الخاصة ربما كانت سببًا في خفض حجم حوادث العنف بها.

وأضاف نحن نعيش في بلدٍ، توجد به قوانين مُشدَّدة بشأن امتلاك أسلحةٍ نارية خاصة، على النقيض من الولايات المتحدة، حيث يمكن لفرد واحد، يمتلك سلاحًا بشكل قانوني، أن يتسبب سريعًا في حوادث تدميرٍ وقتلٍ كبيرة.

يتساءل هيويت كيف يمكنك إيقاف شخصٍ يقود سيارته في الشارع، وقد قرر التوجه بها صوب المشاة لدهسهم؟.

وأصبحت الإجابة عن هذا التساؤل أمرًا مهمًا خلال السنوات الأخيرة القليلة، إذ بدأ الإرهابيون في تغيير خططهم وأسلوبهم.

في الماضي، كان التركيز على الهجمات المثيرة كبيرة الحجم، التي يشمل تنفيذها عددًا كبيرًا من الأشخاص وتدريبًا مُتقنًا على الكثير من التفاصيل المُتعلقة بالهجوم.

لكن مؤخرًا، دعت تنظيمات مثل داعش والقاعدة، إلى تنفيذِ هجمات إرهابية عفوية بإستخدام الوسائل المتاحة.

وأشارت هذه التنظيمات إلى إمكانية استخدام السيارات، ليس كسيارات مُفخخَة بمتفجرات يمكن اكتشافها، بل كسلاح غير متوقع لدهس الحشود.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً