كشفت وكالة "ريا نوفوستي "الروسية عن رفض دمشق استقبال ستيفان دي ميستورا، وأكدت أن الرفض يرتبط بعدم الرضا عن عمله مبعوثًا خاصًا للأمم المتحدة لتسوية الأزمة السورية.
وقالت الوكالة نقلا عن مجلس الاتحاد الروسي، إن دي ميستورا في كثير من الأحيان لم يلتزم الحياد، وبالتالي فقد تراكمت الكثير من الأسئلة الموجهة إليه.
ويجب القول أن فقدان الثقة هذا يمكن أن يشكل عائقا أمامه، في عقد جولة جديدة بطريقة بناءة من الحوار بين أطراف النزاع السوري في جنيف.
وقالت الوكالة إن ستيفان دي ميستورا يتعرض منذ فترة طويلة لانتقادات من قبل السلطات السورية، التي تتهمه بالتحيز للمعارضة السورية.
وأكدت الوكالة أن دي ميستورا سمح لنفسه بالإدلاء بتصريحات منحازة ضد الحكومة في دمشق، لذلك فإذا رفضوا استقباله في العاصمة السورية، فإن ذلك سيكون رد فعل على نشاطاته غير المقبولة من قبل السلطات السورية.
وكما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" فإن دمشق رفضت لقاءه من دون توضيح الأسباب، وأضاف المصدر أن ستيفان دي ميستورا "أصبح شخصًا غير مرغوب فيه في العاصمة السورية سواء في الحاضر والمستقبل".
ووفقا للوكالة فإن المبعوث الأممي قد يواجه الإحالة للتقاعد خلال الفترة القادمة، بعد اتهامه بعدم الالتزام بمبدأ الحيادية، الذي شكل في الكثير من الأحيان عائقًا أمام إحراز تقدم في الحوار بين أطراف النزاع، وهو على الأرجح انشغل بشكل متزايد في محاولات الحفاظ على المنصب، الذي يشغله بدلًا من العمل على تسوية الأزمة في سوريا.
ومن اللافت أن عدم الرضا عن ميستورا لم يقتصر على السلطات السورية، فقد أعربت المعارضة الداخلية كذلك عن استيائها من المبعوث الخاص، ويتفق معها في هذا الموقف روسيا.
وقال عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد إيغور موروزوف للوكالة، إن المبعوث الخاص الحالي حط من سمعته إلى الحضيض، ولهذا فان موقف دمشق الرافض له مقنع تمامًا.
وقال موروزوف إن "دي ميستورا يمارس الضغوط علنًا للدفاع عن مصالح المعارضة الخارجية المدعومة من قبل الغرب، وهو كذلك اتهم روسيا زاعمًا أنها تمارس الضغوط على المعارضين للسلطات السورية، التي لم تعد تثق به".
وأضاف أن "المبعوث الخاص فقد واقعيا قيادة عملية التفاوض، ويجب عليه الخروج من هذا المأزق".
وأكد موروزوف أن "مباحثات جنيف لم تحرز فعليًا أي نتائج ملموسة، في حين أن الحوار في أستانا، على سبيل المثال، أظهر فعاليته بشكل سريع، وعلى الرغم من كل المحاولات، التي تبذل لعرقلة هذه العملية، تناقش الأطراف موضوع مراعاة الهدنة والمصالحة، وعملية الفصل بين المعارضة المسلحة والإرهابيين. ويرسمون معالم وضع سوريا ما بعد انتهاء الحرب بما يشمل مناقشة الدستور الجديد للبلاد".