ولدت إليزابيث الأولى في 7 سبتمبر عام 1533 كابنة غير شرعية للملك هنري الثامن وآن بولين التي اتهمت بالخيانة، وأعدمت عام 1536 لتصبح "إليزابيث الأولى" ابنة غير شرعية منذ أن كان عمرها عامين ونصف فقط، تولت حكم إنجلترا في الخامس والعشرين من عمرها، استطاعت أن تحكم انجلترا وبولندا لتلقب بـ"الملكة المباركة الفاضلة" ويتحول عصرها إلى "العصر الذهبي".
عاشت إليزابيث حياة غير مستقرة بعد إعدام أمها وتولى أخواتها غير الأشقاء للعرش، إلا أنها استطاعت الصمود عن طريق ذكاءها السياسي والاجتماعي، فاستطاعت في وقت قصير أن تكسب دعم الديوان الملكي والشعب أيضا عن طريق الاصلاحات السياسية والدينية التي قامت بها، فعلى الرغم من اشتعال الصراعات بين معتنقي المذهبين الكاثوليكي والبروتوستانتي؛ وعلى الرغم من توجهها البروتوستانتي؛ إلا أنها اتخذت بين ذلك سبيلا بعدم الاضطهاد، وهو ما جعلها ملكة متوجة في 15 يناير عام 1559 لترسم العصر الإليزابيثي بخطوط من ذهب.
وفي حين تسعى العائلة الملكية إلى زيادة نسلها لتوارث الحكم؛ إلا أن الملكة "إليزابيث الأولى" لقبت بـ"الملكة العذراء" لأنها لم تتزوج على الرغم من سعي الكثيرين للزواج منها، ولا تعرف أسبابا محددة لذلك، فالبعض يعتقد أنها عانت من أزمة عاطفية قاسية نفرتها من الزواج، ويعتقد آخرون أنها عانت في طفولتها من تحرش "توماس سيمور" زوج أرملة والدها "كاثرين بار" وهو ما جعلها معقدة من أي علاقة جنسية، كما يرى آخرون أنها لم تكن قادرة على الإنجاب ولذلك لم تتزوج، وتبقى الحقيقة الثابتة أن "إليزابيث الأولى" ملكة عذراء.
عدم زواج الملكة زاد من مكانتها عند الشعب؛ فالبعض شبهها بالآلهة الطاهرة ورسمت صورها محاطة بهالة بيضاء، كما أنها طلبت من البرلمان أن يلقبها الناس بـ"الملكة العذراء" قائلة: "يكفيني أن يوضع على قبري حجر رخام مكتوب عليه ملكة حكمت إنجلترا لفترة طويلة وعاشت وماتت عذراء".
لا وريث
تعتبر "إليزابيث الأولى" أول من رفضت فكرة وجود وريث للعرش؛ فنظرا لأنها لم تتزوج ولم تنجب دعاها البعض إلى تعيين وريث شرعي يتولى حكم البلاد في حال موتها؛ إلا أنها رفضت ذلك خوفا من تهديد عرشها وحدوث مؤامرات أو انقلابات، حيث إنها وضعت في نفس الموقف عندما تولت أختها "ماري" حكم إنجلترا قبلها وكانت "إليزابيث الأولى" خليفة لها، وهو ما جعلها متهمة بتدبير المؤامرت والانقلابات وغيرها، ولذلك فضلت أن تتزوج من مملكة إنجلترا.
بشرية قتلتها الوحدة
إليزابيث الأولى لم تكن إله؛ فالآلهة لا تموت، بل أنها بشرية قتلتها الوحدة، فهي في النهاية امرأة، وأدخلتها الوحدة في حالة اكتئاب خاصة بعد توالي الوفيات من صديقاتها، وهو ما أدخلها في دوامة من الحزن الشديد أدى إلى وفاتها في مثل هذا اليوم، 24 مارس، عام 1603م.
وذكر موقع "إكسبريس" بعض المعلومات الشخصية عن الملكة إليزابيث الأولى وبعض الحقائق عن فترة حكمها، أهمها:
1- أسنان الملكة إليزابيث الأولى كانت سوداء اللون بسبب كثرة تناول السكريات.
2- الملكة "إليزابيث الأولى" كانت تستحم مرة واحدة في الشهر.
3- تاريخ تتويج الملكة كان متوقع من عالم الفلك "جون دي".
4- الملكة العذراء كانت تضع طبقة سميكة من الماكياج على وجهها لإخفاء العلامات التي خلفها مرض الجدري.
5- عندما اعتلت عرش إنجلترا حولت والدتها "آن بولين" من امرأة آثمة إلى شهيدة وبطلة من أبطال الإصلاح الإنجليزي.
6- الملكة إليزابيث الأولى كانت قصيرة يصل طولها إلى 5 أقدام و4 بوصة تقريبا، ومع ذلك كانت أصابعها طويلة جدا.
7- أول من لعب دور الملكة إليزابيث الأولى كانت الممثلة الفرنسية "سارة برنار" في عام 1912.
8- اشتهر العصر الإليزابيثي بالنهضة الأدبية؛ حيث عاصره عدد من المشاهير، مثل الكاتب المسرحي "شكسبير" و"كريستوفر مارلو".