تشهد المنطقة الصناعية بمدينة العريش، مأساة حقيقية بعد إغلاق كافة الطرق المؤدية إليها من قبل قوات الأمن ضمن الاحتياطات الأمنية المتبعة داخل محافظة شمال سيناء بسبب العمليات الإرهابية التى تشهدها المحافظة.
يتعرض أصحاب المصانع والورش داخل المنطقة الصناعية بمدينة العريش، إلى مأساة حقيقية حيث تم إغلاق عدد كبير من المصانع والورش بسبب الإجراءات الأمنية المتبعة بمحيط المنطقة نظرا لوقوعها على أطراف مدينة العريش، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن مساحة المنطقة تبلغ مليون كم مربع، تشمل 1595 قطعة، مقسمة إلى 24 قطاعًا، تضم 50 مصنع طوب، و3 مصانع بلاط، و20 مصنع رخام، وورش نجارة وحدادة وكريتال وميكانيكا، ويعمل بها قرابة 5 آلاف عامل وفني.
طرحت محافظة شمال سيناء فى العام 2004 حق الانتفاع بالمدينة الصناعية بسعر 12 جنيهًا للمتر الواحد، وفي العام التالي، أجبرت أصحاب الحرف على نقل ورشهم ومصانعهم من جميع مدن وأحياء مدينة العريش إلى المنطقة الصناعية؛ للحفاظ على المظهر الحضاري.
إبراهيم محمد، أحد أصحاب مصانع الرخام الذي أبى أن يترك المنطقة بالرغم من الصعوبات والمخاطر التي يواجهها، وأكد أن الوضع أصبح سيء للغاية خاصة بعد قيام قوات الأمن باغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة من جميع الجهات ووضع اكمنة ثابتة تقوم بتفتيش دقيق للسيارات، موضحًا ان المنطقة الصناعية جنوب العريش لها ثلاثة مداخل الأول "بوابة العريش" والثانى "بجوار بنزينة توتال" والثالث "بجوار مصانع درغام للرخام" غرب المدينة، والأن تم اغلاق جميع المداخل ماعدا مدخل بوابة العريش وتم تقليص حارات الطريق إلى نصف حارة فقط للدخول والخروج مع تفتيش دقيق يستمر بالساعات على مدار اليوم.
وعن ماترتب عن تلك التشديدات اكد ابراهيم، ان عدد كبير من اصحاب الورش تركوا ورشهم داخل المنطقة وفتحوا ورش اخرى وسط مدينة العريش، لافتًا ان اجرة التاكسى للقدوم من وسط العريش إلى المنطقة وصلت إلى 30 جنيه بسبب إغلاق الطرق على الرغم أنها فى العادة 10 جنيهات.
وأشار إلى ان المنطقة الصناعية كان يوجد بها حوالى 5 آلاف عامل يعنى 5 آلاف اسرة كانت مفتوحة بيوتهم من المنطقة الصناعية حرام نقطع عيش الناس مؤكدًا ان عدد كبير من اصحاب الورش والمصانع اضطروا إلى تسريح اعداد من العمالة لديهم بسبب انخفاض الدخل المالى للورشة او المصنع.
أما محمود الشوربجى، صاحب مصنع سيناوى للأسفنج، يؤكد ان حال المنطقة اصبح سىء جدًا جدًا، بسبب اغلاق مداخل ومخارج المنطقة الصناعية، علاوة على منع دخول مادة البليول التى تدخل فى تصينع الاسنفج، مؤكدا الى انه تم اغلاق قسم الانتاج داخل المصنع وتسريع العمال.
ولفت إلى أن أجرة سائقي سيارات النقل سواء القادمين، من خارج المحافظة أو سيارات التوزيع داخل المحافظة ارتفعت إلى حوالي 30%، بالإضافة إلى التفتيش الدقيق على السيارات الداخلة إلى المنطقة فى حين ان حظر التجوال يطبق جنوب العريش من الساعة السابعة مساء كل يوم مما يجعل اليوم قصير جدًا.
وطالب أصحاب المصانع، بضرورة وجود حلول سريعة من قبل مسؤلي المحافظة وايجاد اماكن بديلة ونقل تلك المصانع بعيدا عن مسرح العمليات والإجراءات الأمنية المتبعة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
