بعد هجوم إعلامي من الجانبين..عودة العلاقات المصرية السودانية.. والخرطوم: "قضية حلايب ستحل بالحوار المباشر"

السيسى والبشير

تشهد العلاقات المصرية السودانية، تحسنًا، عقب زيارة طه عثمان الحسين، وزير الدولة السوداني ومدير مكتب الرئيس عمر البشير، للقاهرة، وذلك بعد المعركة الإعلامية بين مصر والسودان على خلفية زيارة والدة أمير قطر الشيخة موزا بنت ناصر، للخرطوم.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، في بيان، إن الحسين نقل إلى السيسي تحيات البشير، وسلمه رسالة خطية تضمنت "التأكيد على ما يربط البلدين من علاقات أخوية وتاريخية، وحرص الجانب السوداني على مواصلة العمل مع مصر من أجل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين".

وأضاف يوسف أن الوزير السوداني أشار إلى أن "ما يتناوله الإعلام في بعض الأحيان لا يمثل مستوى العلاقات المتميزة التي تربط بين الشعبين الشقيقين، وأعرب عن تقدير بلاده لدور مصر المحوري في الحفاظ على استقرار الأمة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك".

وتابع المتحدث الرسمي أن السيسي رحب بالوزير السوداني، مشيرًا إلى وجود علاقات خاصة ووثيقة تجمع بين مصر والسودان، وحرص مصر على توطيد التعاون والتنسيق المشترك مع السودان الشقيق في مختلف المجالات"، موضحًا أن "مصر تسعى دومًا إلى الحفاظ على كيان الأمة العربية والعمل على تعزيز التضامن والتكاتف العربي".

وأعلن يوسف أنه "تم خلال اللقاء الاتفاق على الاستمرار في العمل على تطوير العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، فضلًا عن تشجيع وسائل الإعلام في البلدين على التناول الإيجابي لمختلف جوانب العلاقات".

فيما أكد وزير الخارجية السودانى إبراهيم غندور، أن قضية حلايب لا بد أن تحل عن طريق الحوار والصراح والوضوح مع مصر، قائلًا: "هناك وثائق موجودة وقضية حلايب ستحل بالحوار المباشر أو التحكيم وهذا هو موقف السودان".

وشدّد غندور، على أن العلاقات بين السودان ومصر علاقات خاصة ويربط بيننا جوار وتاريخ ودم، مشيرًا إلى أن البعض يريد تعكير صفو هذه العلاقات.

وقال غندور، حول ما يتعلق بما تناولته بعض أجهزة الإعلام المصرية من حملات إعلامية تجاه السودان، إن التواصل مستمر مع وزير خارجية مصر حول ما يحدث من الإعلام المصرى، وزاد "علينا أن نحرص على أن نضع هذه العلاقات فى إطارها الصحيح".

واتهم وزير الخارجية السودانى إبراهيم غندور جهات لم يسمّها بالعمل على توتير الأجواء بين الخرطوم والقاهرة، ووضع القاهرة أمام خيارين لتسوية النزاع حول مثلث حلايب المتنازع عليه بين البلدين، مستبعدًا أن تنتهى الحملات غير المبررة من بعض وسائل الإعلام المصرية.

فيما قال الدكتور إبراهيم أحمد، أستاذ القانون الدولي، ردًا عل سؤال "العلاقات المصرية السودانية إلى أين؟"؛ إن مصر والسودان دولتان تجمعهما علاقات وثيقة للغاية، مشددًا على أن الدولتين كانتا في يومٍ من الأيام دولتا واحدة، وروابط الأخوية والدين والدم والتاريخ ستظّل قائمة".

أضاف أحمد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "بعض الإعلاميين من الجانبين حاولوا تشويه الصورة، وإفساد العلاقات بافتعال أسباب غير حقيقية، فمثلُا ما علاقة مصر بأن تزور موزا الخرطوم؟"، مطالبًا بمحاكمة هؤلاء الإعلاميين.

تابع: "حلايب وشلاتين مدينتان مصريتان، وهناك إنكار سوادني، ولكن مجال الاختلاف وأرد، ولا يجب أن يستتبعه قطيعة ولا صراع، والخلافات لابد من تسويتها في هدوء"، معربًا عن سعادته على الحرص السوادني على العلاقات مع القاهرة، بعد زيارة "الحسين" إلى مصر.

وأكد الدكتور طارق فهمي، الخبير الدولي، أن السودان سعى إلى التهدئة "الشكلية" مع الجانب المصري، لافتًا إلى أن "قضية حلايب وشلاتين مُثارة على كل المستويات، على اعتبار أنهم يريدوا استثمار طرح هذا الموضوع إعلاميًا وربطه بقضية جزيريتي تيران وصنافير".

أضاف فهمي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "يبقى ما في الصدور بداخلها، حتى وإن تم التهدئة على الملأ، وترمومتر العلاقات هو موضوع حلايب وشلاتين، وبناءً عليه لا يمكن أن نفُسر إرسال مبعوث للرئيس السيسي، بعد تصريحات رسمية سودانية، إلا أن ذلك شكلي".

تابع: "يبدو أن السودان يتبع سياسية نصف حل وشبه خيار، في إطار التعامل مع هذا الملف، ما يعني تصعيد رسمي على لسان مسئولين كبار، وحينما تتأزم الأمور يلجأوا إلى محاولة التهدئة، لأنهم في كل الخيارات لا يملك السودان حق في حلايب وشلاتين، ولن تسمح مصر باللعب في هذا الملف بأي صورة من الصور".

فيما عبّر الإعلامي مصطفى بكري، عن استيائه الشديد إزاء تسبب بعض الإعلاميين في صنع أزمة مع السودان، مؤكدًا: "السوداني ده أخويا دمه من دمي بيشرب من مية النيل زيي".

وأضاف خلال برنامج "حقائق وأسرار" المذاع على فضائية "صدى البلد"، "إخوانا في الإعلام بيولعوا الأزمات ومش مهم عندهم نعمل أزمة مع السعودية ولا فلسطين ولا السودان".

وتساءل بكري: "سياسة الولعة دي مين المستفيد منها؟، مشددًا على وجوب سيطرة صوت العقل في علاقات مصر مع الدول الشقيقة.وشهدت الفترة الأخيرة، توتر في العلاقات المصرية السودانية، عقب زيارة والدة أمير قطر، الشيخة موزا بنت ناصر، إلى الخرطوم، وزيارتها إلى أهرامات منطقة مروي التاريخية شمال السودان، ما أدى تراشق إعلامي متبادل. 

أهرامات السودانواتهم سفير السودان بمصر، عبد المحمود عبد الحليم، الإعلام المصري شن حملة ممنهجة ضد بلاده والسخرية من تاريخها، على خلفية هجوم بدأ في الإعلام المصري على زيارة قامت بها والدة أمير قطر، الشيخة موزا بنت ناصر، للسودان، وجالت خلالها على الأهرام والأماكن الأثرية في البلاد، ما دفع بعض الإعلاميين إلى التساؤل عن وجود أهرام في السودان من الأصل.

وأعقب ذلك هجوم ساخر من الإعلامي المصري محمد الغيطي، في برنامجه "صح النوم" على الإعلام القطري الذي اتهمه بأنه وصف القول بأن الأهرام السودانية أعرق من نظيرتها المصرية بأنها "كلام رخيص ما يستحقش الرد"، مضيفًا أن السودان كان جزءا من مصر، كما سخر من شكل الأهرام السودانية، واصفا إياها بأنها "جبنة مثلثات".

واستدعت تعليقات الغيطي والحملة في بعض وسائل الإعلام المصرية على الزيارة القطرية رد فعل من وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، الذي اعتبرها "مسيئة إلى حضارة وآثار السودان"، مشيرًا إلى أن الأهرام السودانية "أقدم من نظيرتها المصرية بألفي عام".

فرعون سودانيفجر أحمد عثمان، وزير الإعلام السوداني والناطق باسم حكومة بلاده، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات قال فيها إن فرعون النبي موسى هو سوداني، وذلك في خضم أزمة تبادل الاتهامات بين القاهرة ومصر بعد زيارة الشيخة موزة للأهرام السودانية.

وقال عثمان، خلال مؤتمر صحفي: "الذين عمدوا إلى السخرية يقرأون التاريخ بأقلام أجنبية زيَّفت الحقائق، لا يعلم الكثيرون أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر”، مستندًا إلى آية في القران: "وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْم أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ."

وتابع الوزير السوداني: "مصر بها نهر واحد، بينما السودان بها عدة أنهار، وهذا دليل واحد من عدة أدلة علمية وأثرية سنقدمها في القريب العاجل.. عدد من أساتذة التاريخ السودانيين يعملون الآن على تنقيح الكتب التاريخية من الأخطاء التي وردت فيها، لتثبت حضارة بلاده الضاربة في القدم"، لافتًا إلى أن "أهرامات البجراوية أقدم من الأهرامات المصرية بألفي عام، وهو ما سنعمل على توضيحه للعالم".

حلايب وشلاتينكما عادت قضية "حلايب وشلاتين" إلى سطح الأحداث بين مصر والسودان، بعدما أعلنت الأخيرة، تكوين لجنة لحسم قضية منطقة مثلث حلايب وأبو رماد وشلاتين الحدودية، وترحيل المصريين منها.

وصرّح عبد الله الصادق، رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان، إن "وزارة الخارجية دعت عدة أطراف تشمل وزارات العدل والداخلية والخارجية ودار الوثائق القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود، لتجميع أعمال اللجان السابقة حول حلايب وتحديث مخرجاتها"، وأضاف "يبدو أن الوزارة تريد تحريك ملف حلايب".

أضاف الصادق أن "اللجنة عقدت اجتماعا تمهيديا لوضع موجهات العمل ووضع خارطة طريق بشأن المنطقة وكيفية إخراج المصريين منها عبر الدبلوماسية"، مشيرًا إلى أن السودان لديه وثائق تثبت "سودانية حلايب التي تبلغ مساحتها 22 ألف كيلومتر، أي ما يعادل مساحة (ولاية الجزيرة) في أواسط البلاد".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً