استنكر الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، ما وصفه بـ"هوس الأولياء"، قائلًا: "إنه من وقت إلى آخر نسمع عن ميت يطوف به الناس بالطبل والزمر وقتًا طويلًا قبل دفنه في موقع مقامه الذي سيبنى بعد ذلك ليكون مزارًا وربما يتحول إلى ما يسمى بالمولد السنوي الذي يحتفي فيه المريدون بذكرى وليهم".
وأضاف شومان، في تدوينه له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أشد من ذلك أن يكتشف بعض أهل ميت بعد دفنه في قبره ربما بسنين أنه ولي من أولياء الله الصالحين الذي لا ينبغي أن يبقى قابعًا في قبره بين عامة الميتين من غير الأولياء، لأنه جاء إلى أحد الأقارب أو المحبين في منامه وأخبره بذلك، فيقومون بنبش قبره وفك سجنه وإخراج ما تبقى من عظامه ليدفن في مقره الجديد الذي شيده أهله ليكون مقامًا".
وأوضح شومان، أن كل هذا عبث لا أصل له في الدين، فإكرام الميت دفنه في سكينة ووقار وعظة واستعداد للحاق به قريبا أو بعد حين وليس الرقص على صوت الطبل والمزمار وكأن الناس في عرس وليس جنازة، ونبش القبور لايجوز إلا لضرورة أو حاجة شديدة كتخرب أرض المقابر بغمر الماء ونحوه وعدم صلاحيتها كمقابر أو استخراج الجثة لمعرفة سبب الوفاة حال وجود شك في موته جنائيا أو حاجة ماسة لشق طريق يمر بالقبور لتنقل إلى موضع آخر.
وأكد شومان: "أيها الناس إن أولياء الله هو أعلم بهم وقد أعلمنا بأنهم لاخوف عليهم ولاهم يحزنون، فوفروا طبلكم وزمركم واستغلوا ما تبنون عليه مقامات لا يحتاجونها لإسكان من يفترشون الطرقات ولا يجدون موضعًا ينامون فيه في المقابر التي لا ترضونها لأوليائكم".