انهار مساء أمس الجمعة، عقار بالحى الراقى "جاردن سيتى" وتحديدًا بشارع جلال الدين أبوالمحاسن، ووصلت عدد إصابات السكان إلى 7 حالات من بينهم سيدة أجنبية الجنسية، وتم على الفور نقل المصابين إلى مستشفى المنيرة العام للاطمئان على حالتهم، طبقًا لما قاله الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى عن وزارة الصحة.
و عثرت قوات الانقاذ صباح اليوم السبت، على جثة أحد السكان تحت الانقاض، والذى لقى مصرعه أثناء انهيار العقار نتيجة لوجوده داخله.
انتقلت عدسة "أهل مصر" إلى موقع العقار المنهار لإكتشاف ما حدث وإلقاء الضوء على سكان العقار المنهار وسكان العقارات المجاورة لهم فى نفس الشارع.
وقالت إحدى ساكنات العقار تدعى السيدة عائشة، أن ما حدث جاء فجأة دون أى دلائل سابقة يمكن من خلالها التنبأ بإمكانية انهيار العقار، موضحة أنها تسكن فى الدور الثانى وتمكنت من الخروج قبل الانهيار بدقائق، هى وأطفالها ولكن الواقع الآن أكثر أسفًا، لأنها لا تملك مكان آخر يمكنها الاستقرار به بعد أن انهيار العقار، وهى آلان فى حالة يرسى جالسة فى الشارع هى وبناتها.
وعبرت عائشة عن مدى خسارتها بعد ما حدث، نظرًا لأنها قامت بتجهيز بناتها الاثنتين، ولكن كما يقول المثل " تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن"، ووضع هذا السيدة بعد انهيار العقار يصف هذا المثل بكل حذافيره، فقد ضاعت كل الأموال التى ظلت توفرها لشراء "جهاز بناتها" وضاع كل ما اشترته لتدخل الفرحة به على أسرتها، وأكملت السيدة قائلة " أنا كل شقى عمرى ضاع وجهاز بناتى كمان، البيت لما وقع مفيش حاجة عرفت أخدها وأنا خارجة، وطلعت بهدوم البيت والجيران هما اللى ادونى لبس من عندهم".
و على نفس المنوال قال عبد العزيز، أحد سكان الشارع الذى يقع به العقار، بأن العقار إنهار بالأمس ولم يسفر الانهيار إلًا عن موت السيد "على" رجل كبير فى السن ويقطن بالدور الخامس فى العقار المنهار، وأن العقار لم يكن به سكان سوا أسرتين فقط، الأولى سيدة وبناتها والأسرة الثانية كان "على" الذى لاقى مصرعه إثر الانهيار، ولديه ابن يعيش معه.
وأوضح أن صاحب العقار توفي بالأمس قبل انهيار العقار بعدة ساعات وذلك أثناء إجراء عملية قلب مفتوح له، ولديه ابنه واحدة هى من كانت معه خلال الفترة الأخيرة، أمًا عن سكان العقار الغير موجودين فى الوقت الحالى، فهناك 3 شقق يسكنها أجانب، واحدة منهم تم نقلها بعد انهيار العقار أمًا الآخرين فهم خارج البلاد، وهناك سيدة فى الدور الثانى ولكنها لم تكن متواجدة وقت وقوع الحادث، وأخيرًا شقيق مالك العقار المنهار الذى أنقذته العناية الآلهية هو وأسرته، نتيجة وفأة أخيه وذهب لدفنه فى الصعيد ومن ثم تلقى خبر انهيار العقار.
وقال أحمد، صاحب سوبر ماركت فى شارع العقار المنهار، أنه تم تبليغه بما حدث بالأمس وهو لم يكن متواجد فى المحل آنذاك، ولكنه يعلم أن العقار يعانى من تصدع فى منتصفه، وهناك ساكنة قدمت شكوى إلى رئاسة الحى، لسرعة تشكيل لجنة هندسية للكشف عن صحة متانة العقار، ولكن القدر كان أسرع من اللجنة الهندسية، فبعد مرور يومان على تقديم الشكوى انهار العقار ونتج عنه تشريد السكان بلا مال أو مكان يستر عوراتهم.
وأوضح أن العقار أسفر عن تدمير 5 سيارات، نتيجة وقفهم أسفل العقار أثناء انهياره، نظرًا لوجود مكان فارغ بين العقار المنهار والعقار الذى يجاوره، وأصحاب السيارات يستغلون هذا المكان لركن سياراتهم، والانهيار دمر كافة السيارات.
أمًا عن مصطفى، فقال إن العقار يعانى من تصدع منذ عدة أشهر ولكن صاحب العقار لم يهتم بذلك، والأصعب من ذلك أن صاحب العقار قام ببناء دورين مخالفين فوق العقار، ليصبح العقار مكون من 6 أدوار بعد أن كان مكون من 4 أدوار فقط منذ الإنشاء، مشيرًا إلى أن هناك سكان قاموا بتقديم شكاوى إلى الحى لخوفهم على أرواحهم داخل العقار، ولكن لم يحدث شئ إلى أن وقعت الحادثة وانهار العقار وراح ضحيته ساكن فى الدور الخامس يدعى "على"، ولم تكن هذه هى الشكوى الأولى، فالعقار تلقى قرار إخلاء وإزلة ولكن لم يتحرك أحد وعلى وجه الخصوص صاحب العقار لم يتدخل لحماية نفسه وسكان العقار من الانهيار.
و أوضح عمر، أحد سكان شارع العقار المنهار وصاحب أحدى السيارات المدمرة أسفل العقار، أن سيارته كانت أمام الجراج التابع للعقار المنهار، وفى البداية سقطت "طوبة" على السيارة ولكن توقعوا أن هناك طفل قد قذفها وبعدها بحوالى نص ساعة سقطت قطعة أكبر وبعدها مباشرةً سقط نصف العقار ولم يكن هناك وقت متاح لإزالة السيارات من أسفل العقار والسيارات التى أمامه أيضًا.
وأشار إلى أن قوات الحماية المدنية والأوناش قاموا بإبعاد السيارات عن محيط العقار المنهار قليلًا ليتمكنوا من اكتشاف عدد ضحايا الانهيار، وصباح اليوم قام باثبات ما حدث لسياراته فى محضر رسمى.
وقال عبد الباسط، بواب عقار فى الشارع، إن بواب العمارة المنهارة قد اكتشف منذ يومين إن هناك بعض "الطوب" الصغير يتساقط من الجانب الخلفى للعقار عوضًا عن وجود الكثير من الرمال فى الأرض، وأبلغ السكان ولكن لم يتم أخذ الموضوع على موضع الجدية، وكانت هذه هى النتيجة، أما عن صاحب العقار فكان حينها فى المستشفى ليجرى عملية قلب مفتوح.
وأوضح أن هناك شرخ فى العقار من الجهة الأمامية، وهذا أدى إلى فصل العقار إلى نصفين أثناء الانهيار، لينهار الجزء الأيمن ويبقى الجزء الأيسر من العقار سليمًا، ولكن غير مسموح بتواجد أى سكان به، وقامت قوات الحماية أيضًا باخلاء العقار المجاور كإجراء احترازى من حدوث أى انهيار آخر لبقية أجزاء العقار المنهار.