انهار عقار بالكامل فى منطقة بولاق أبو العلا وتحديدا في شارع درب نصر الخصوصي، ولقي شخص مصرعه تحت الأنقاض، فشل في الهروب وقت الانهيار، إلى جانب وقوع مصابين تم نقلهم على الفور بعربات الإسعاف إلى المستشفى للاطمئنان على حالتهم الصحية.
وتسبب انهيار العقار إلى انهيار عقارين آخرين، ولكن العقار الأساسى انهار بشكل كامل وهو المنزل رقم "7" وانهارت أجزاء من العقارين الآخرين بجانبه، "أهل مصر" التقت عددًا من قاطني هذه العقارات للوقوف على الواقعة.
وقال مصطفى، أحد سكان المنزل المنهار، إن المنزل لم يكن يعانى من شروخ أو أي تلفيات خارجه أو داخله، وإن ما حدث جاء فجأة.وأوضح أنهم شعروا بهزة قوية فى المنزل وخرجوا على الفور وتمكنوا من النجاة بفضل العناية الإلاهية، ولكن تبقى "عم حسين" لم يستطع الخروج سريعا، نظرا لتقدمه في العمر.وأضاف أنه منذ الأمس، لم يستطيع النوم أو حتى تبديل ملابسه، لأن الانهيار ابتلع كل شئ فى منزله من أموال وأجهزة وملابس، وهو حتى الآن يجلس أمام بيته المنهار ولا يملك ما يمكن ان يصرفه على أسرته، وأنه لا يستطيع أن يجد مكان يأويهم.
وقال صاحب مخزن خلف المنازل المنهارة، إن المنزل رقم 7 انهار بشكل كامل فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وأدى ذلك إلى انهيار منزلين بجانبه، ولم يكن المنزل الأول بكامل هيئته، والثانى على نفس المنوال، فقط بقايا منازل ولكن كان هناك من يسكن بهم لعدم تمكنهم من شراء منزل آخر أو حتى غرفة خارج المنطقة.وأضاف أن مخزن الخردوات الخاص به انهار حائط كامل منه، والخطر الآن يتشكل فى إمكانية انهيار باقى المنزل على المخزن وبهذا يكون قد ضاع باب الرزق الوحيد لعائلتى.وأوضح صاحب المخزن أن هناك تسرب ماء كبير من العقار المنهار داخل المخزن ويرجع هذا الماء إلى كسر مواسير المياه إثر الانهيار.
وقالت شادية، زوجة معاق يسكن فى العقار الذى تم إخلاء سكانه بعد الانهيار، إنها وزوجها الذى يجلس على كرسى متحرك يبتون في الشارع بلا مأوى ولا يوجد مكان يمكن أن يذهبوا إليه، بعد أن انهارت العقارات المجاورة لمنزلهم، موضحة أنها سمعت صوت ارتطام قوى في الأرض وعرفت بعدها أن المنزل المجاور انهار، وهذا ما دفع قوات الأمن لإخلائهم من منزلهم خوفا عليهم من انهياره هو الآخر.وعبرت عن مدى خوفها إذا وقع المنزل الخاص بها، سيصبحون مشردين في الشارع بدون حوائط تحميهم أو رعاية لزوجها المعاق.
وقال عبد الخالق، صاحب محل أمام الحارة التى يقع بها العقارات المنهارة، إن هناك اهمال كبير من جانب الفرقة المكلفة بالبحث عن الضحايا وإخراج جثثهم، ولهذا قامت قوات الأمن بإخراج عم حسين الذى فقد حياته تحت الأنقاض، موضحا أن ابنته لم تتمكن من رؤيته عقب اخراجه من تحت الانقاض لمنع قوات الامن لها، نظرا لصعوبة الموقف.
وقالت الحاجة أم خالد، تقيم فى منزل أمام المنازل المنهارة، إن المنزل المنهار بشكل كامل لم يكن يعاني من أي تسريب للمياه أو صرف صحي تالف أو حتى أى شروخ، وهذا ما جعل الصدمة تزيد لدينا ولدى سكان المنزل، موضحة أن المنزلين الواقعين جانب المنزل المنهار قد انهار جزء منهم، نتيجة لأنهم يعانون من وجود شروخ.
وأوضح عبد الحميد، أحد سكان العقار المنهار، أن ما حدث يعد مصيبة بكل ما توصفه الجملة من معنى، نظرا لأننا الآن لا نملك حتى أن ندخل "الحمام" أو حتى ننام، لتواجدهم فى الشارع منذ وقوع المنزل امس.وأشار إلى أنهم لا يملكون مال حتى يستطيعوا الانتقال إلى مكان اخر، حتى إننا لو كنا نعلم أن المنزل سينهار، فلن نكون قادرين على الانتقال لمنزل آخر مع ارتفاع الأسعار ووجود أطفال فى الأسرة والسعى لتنفيذ طلباتهم من أكل وتعليم.