كشفت صحيفة نيويرك تايمز حقيقة أكل الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما للحم الكلاب، في إندونيسيا خلال طفولته هناك.
ووفقا للصحيفة فإن التجارة كلها في إندونيسيا في الخفاء، والبيانات الموثوقة عن معدلات الاستهلاك نادرة جدًا، لكن أصحاب المطاعم، والجزارين، والباحثين، والمدافعين عن حقوق الحيوان، كلهم يتفقون في أن الكثير من الكلاب تقتَل وتؤكل هناك.
المفاجأة أن هذا عكس ما يحدث تمامًا في باقي دول آسيا، مثل كوريا الجنوبية والصين، حيث تقل هذه الممارسات.
وتُعد إندونيسيا مثالًا على أن النمو الاقتصادي قد تكون له نتائج عكسية، بإتاحة لحم الكلاب في متناول الناس الذين لا يبدون أي اعتراض.
ويقول الطبيب البيطري إريك برام، الذي يعمل بوكالة الزراعة التابعة للأمم المتحدة في بنغلاديش، والذي عمل في إندونيسيا لمدة تسع سنوات "إنه نمطٌ غذائي، ليس في إندونيسيا وحدها، بل في كل منطقة جنوب شرق آسيا".
و تقول الصحيفة أن عادة أكل لحم الكلاب يعود تاريخها إلى 400 أو 500 سنة في الصين وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول الآسيوية.
ويميل الكثير من المسلمين وهم أغلبية الشعب الإندونيسي، إلى عدم تناول لحم الكلاب ويعتبرونه غير نظي،. على الرغم من أن الشريعة الإسلامية لا تحرم أكله تمامًا مثل الخنازير، وفقًا لتقرير نيويورك تايمز.
يشار إلى أن كل المذاهب الإسلامية تحرم أكل الكلاب، استنادًا إلى انتمائه للحيوانات ذات الظفر والناب، أي الحيوانات المفترسة وآكلة اللحوم، ولكن يُقال أن هناك آراء في المذهب المالكي تجعله مكروهًا وليس محرمًا، وقد أثير جدل مؤخرًا في مصر عندما قال رجل دين أزهري إن أكل لحم الكلاب حلال حسب الفقه المالكي، وهو ما نفاه علماء آخرون.
وتتناول الكثير من الأقليات العرقية في إندونيسيا مثل قبيلة الباتاك التي ينتمي إليها سيتيو بعد أن ترك المسيحية لحم الكلاب لقرون عديدة.
وتُقدر جمعية الرفق بالحيوان في بالي عدد الكلاب التي تذبح وتستهلك هناك بحوالي 70 ألف كلب سنويًا.
تقول مؤسسةُ الجمعية، جانيس جيراردي، الأميركية المقيمة في بالي "بحسب الاستقصاءات التي نقوم بها، فإن 60% من المستهلكين هم من النساء اللاتي يعتقدن أن الكلاب هي المصدر الأكثر دفئًا والأرخص للبروتين. إنهن يعتقد أن تناول الكلاب السوداء يشفي من الربو، وربما من أمراض أخرى".
وسبب مهرجان لأكل لحم الكلاب في الصين غضبًا عالميًا في عام 2016، ووقع الملايين على عرائض مطالبين بإيقافه، بل يحضر الناشطون المهتمون بحقوق الحيوانات كل عام ليشتروا الكلاب وينقذوها من الذبح، وفقًا للصحيفة.
ولكن يبدو أن الوضع أسوأ في إندونيسيا، فجيراردي المدافعة عن حقوق الحيوان تقول إن الذبح يتم في بالي بطريقةٍ أكثر وحشية، الكثير من الكلاب تخنق ثم تُذبح في الحال، بحسب قولها، لاعتقادهم أن ذلك يجعل اللحم أطيب، وبعضها توضع في أكياسٍ وتُضرب حتى الموت.
وهناك قانون في إندونيسيا ضد التعامل بوحشية مع الحيوانات، لكنه يطبق فقط على المواشي، وليس القطط والكلاب والحيوانات البرية.