اعلان

زعيم محافظي بلغاريا يبحث عن تحالفات لولاية ثالثة على رأس الحكومة‎

رئيس الوزراء البلغاري السابق بويكو بوريسوف
كتب : وكالات

يبدأ رئيس الوزراء البلغاري السابق بويكو بوريسوف البحث عن حلفاء لتشكيل حكومة وضمان ولاية ثالث تحت شعار الاستقرار، غداة فوزه الكبير على الاشتراكيين في الانتخابات التشريعية.

وهذه المفاوضات لا بد منها ليتمكن زعيم المحافظين من تشكيل حكومة في النظام النسبي البلغاري بعد حصول حزبه "المواطنون للتنمية الاوروبية لبلغاريا" على 32،6 بالمئة من الاصوات و96 من مقاعد البرلمان ال240، أي أكثر من عدد نوابه في البرلمان المنتهية ولايته (84) وفق النتائج الرسمية بعد فرز 94 بالمئة من الاصوات.

وهذه النتائج نبأ سار لبوريسوف الذي كانت استطلاعات الرأي تشير الى تعادله مع الاشتراكيين.

أما الاشتراكيون فقد حصلوا على 27 بالمئة من الاصوات (79 مقعدا) وضاعفوا عدد نوابهم لكنهم اخفقوا في انتزاع السلطة من المحافظين الذين يهيمنون على الساحة السياسية منذ 2009.

وقال الخبير السياسي اونيان مينتشيف، إن "الحزب الاشتراكي البلغاري قدم نفسه على انه حامل للتغيير لكنه بالغ عندما قدم نفسه على انه بديل للوضع القائم في السياسة الخارجية" عبر الدعوة الى التقارب مع روسيا.

وأضاف اندري رايتشيف الخبير السياسي، أن الاشتراكيين "آثاروا الخوف".

وما زال بوريسوف يحتاج الى تأمين اغلبية لحكم افقر بلد في الاتحاد الاوروبي يستشري فيه الفساد، بينما اضطر لاختصار ولايته الثانية التي شابتها انقسامات داخل الائتلاف، بالاستقالة في نهاية 2016.

وقال مينتشيف ان الحكومة المقبلة قد لا تكون مستقرة كذلك.

لم يفز بوريسوف بفضل تأييد الناخبين له، كما يرى المراقبون، بل لأن "أشخاصًا غير راضين عن سياسة حزبه أيدوه لمنع الاشتراكيين من الوصول الى السلطة. تبنى بوريسف فكرة طمأنة مواطنيه ولعب دور الموحد والتصالحي"، على حد قول هارالان الكسندروف.

وهذا ما أكده عدد كبير من الناخبين الذين ملوا من عدم تبني الاصلاحات ضرورية خصوصًا في قطاعي العدل والصحة.

وقال الكسندر نادينوف (35 عاما) الذي يعمل في مجال المعلوماتية، الأحد، أن الأحزاب الكبيرة منفصلة تمامًا عن الواقع، مؤكدا أن لديه "أمل ضئيل جدًا".

ورئيس الوزراء السابق شخصية تتمتع بحضور كبير، كان حارسًا أمنيًا ثم قائدًا لشرطة صوفيا، ولعب على وتر الخوف في ظل وضع دولي يبدو غير مستقر بسبب أزمة الهجرة والتوتر مع تركيا المجاورة.

وقال إن "الوضع في البلقان لم يكن يوما على هذه الدرجة من التوتر، يجب أن يكسب +غيرب+ في الانتخابات لتبقى بلغاريا واحة استقرار".

وكان الاشتراكيون ورثة الشيوعيين الحاكمين قبل سقوط الستار الحديدي، يأملون في استغلال الحماس الذي حمل الى رئاسة الجمهورية في تشرين الثانينوفمبر 2016 مرشحهم قائد سلاح الجو السابق رومين راديف.

ومثل رئيس الدولة، تريد زعيمة الحزب الاشتراكي كورنيليا نينوفا رفع العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على روسيا وتعزيز التعاون مع موسكو.

وجاء في المرتبة الثالثة (9،1 بالمئة، 27 مقعدا) التحالف القومي "وطنيون موحدون" المعادي للمهاجرين والمسلمين وغجر الروما والذي سيكون على الارجح شريكا لا يمكن تجاوزه لبوريسوف. ودعم القوميون حكومته السابقة بدون ان يشاركوا فيها.

كما يمكن ان يشارك في الائتلاف الحكومي حزب "الارادة" (فوليا) الشعبوي الجديد الذي يقوده رجل الاعمال فيسيلين ماريشكي وحصل على 4،11 بالمئة من الاصوات وسيشغل مقعدا في البرلمان اذا بقيت النسبة بلا تغيير.

ولا يرغب بوريسوف في التحالف مع "حركة الحقوق والحريات" الحزب التاريخي للاقلية المسلمة التركية بشكل اساسي الذي تعادل تقريبا مع القوميين (8،9 بالمئة، 26 مقعدا).

لكن بوريسوف لا يستبعد الحصول على دعم برلماني من "حركة الحقوق والحريات" الذي يعاني من سمعة سيئة بسبب تورط عدد من نوابه في قضايا فساد.

ويعارض هذا الحزب علنا سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بينما ظهر حزب جديد يحمل اسم "حزب حرية وكرامة الشعب" (دوست) مدعوم من أنقرة وحصل على 3 بالمئة من الأصوات فقط لا تؤهله لدخول البرلمان.

ودفع هذا الدعم التركي خلال الحملة السلطات البلغارية إلى اتهام أنقرة بالتدخل وأدى الى توتر بين البلدين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً