اعلان

عامان على عاصفة الحزم.. خسائر وأهداف لم تحقق.. وخبراء: الانسحاب من الحرب اليمنية "كارثة"

صورة تعبيرية
كتب : أحمد سعد

مع اقتراب دخول عاصفة الحزم عامها الثالث، ومرور عامين كاملين على بدء تحرك السعودية على رأس قائمة من تاحلف دولي، لشن غارات عسكرية وجوية على جماعة الحوثيين في اليمن، يظل التساؤل الأقوى هو هل حققت عاصفة الحزم أهدافها في اليمن أمام الصمود الحوثي؟

عاصفة الحزم، هي عملية عسكرية سعودية، بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) والقوات الموالية لهم ولعلي عبد الله صالح، فقامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة أنصار الله والقوات التابعة لصالح في اليمن، وتعتبر عاصفة الحزم إعلان بداية العمليات العسكرية بقيادة السعودية في اليمن.

نتج عن عاصفة الحزم، السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية، كما أعلنت السعودية أن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية.

السعودية كانت حذرت قبل شن عمليات عاصفة الحزم من عواقب التحرك نحو عدن، وجاءت العمليات بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإيقاف الحوثيين الذين بدأوا هجومًا واسعًا على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن.

مصر أعلنت دعمها السياسي والعسكري للعمليات العسكرية وعن ترتيبات تجريها مع دول الخليج للمشاركة في العمليات ضد الحوثيين، وبدأت أول الضربات الجوية على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية ومقر قيادة القوات الجوية التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها، وعينوا قائدًا لها منهم، واعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي عبد الله صالح عدوانًا على اليمن.

في 21 أبريل 2015 أعلنت قيادة العملية عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدأ عملية إعادة الأمل، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديدًا لأمن السعودية والدول المجاورة، وبعد أن تم تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية والقوة الجوية التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح.

إعلان الحرب على جماعة الحوثيين في اليمن، لم يتوقف فقط عن المخاطر التي تتعرض لها الدول المشاركة، بل إن الغارات التي شنها التحالف كانت تقتلع الأخضر واليابس في الأرض اليمنية، وأزهقت أرواح الكثيرين.

في ذات السياق، قال الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلوم السياسية، إن عاصفة الحزم خلال العامين الماضيين، حققت انتصارات عدة، إلا أن استمرار الدعم الإيراني للحوثيين، ظل حائلًا أمام غارات وهجمات التحالف، مشيرا إلى أن الوضع في اليمن يحتاج لتكثيف جهود الدول العربية، للتصدي للنفوذ الإيراني من ناحية، والقضاء بشكل نهائي على الوجود الحوثي في المنطقة من ناحية أخرى.

وتابع اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن انسحاب السعودية من الحرب اليمنية، إذا حدث، سيكون بمثابة اخفاق كبير للدول العربية خاصة، في مواجهة إيران، ولن تتحمل المنطقة الخسائر اليمنية، مطالبا بضرورة التركيز خلال لقاءات القمة العربية المقبلة حول الحروب المتواجدة داخل الدول العربية، والتوحد حول هدف واحد وهو القضاء على الجماعات الإرهابية المتطرفة في كافة الدول، والتصدي للنفوذ الإيراني.

ومن جانبه، يقول العميد صفوت الزيات، الباحث العسكري، إنه مع مرور عامين على عاصفة الحزم، يجب دعم السعودية في قرارها ضد الحوثيين في اليمن، رغم الانتقادات التي وجهت للغارات العسكرية للتحالف، لكن الوضع اليمني وانتشار الحوثيين بهذ الشكل كان إلزاما على السعودية الدخول في الحرب اليمنية والتصدي للنفوذ الإيراني بها، مشيرا إلى أن العاصفة حققت انتصارات متعددة، أبرزها السيطرة على مواقع عدة في اليمن، وحماية حدود العربية، وإجلاء الحوثيين من المضايق على الحدود اليمنية العربية، مؤكدا أن مع خسائر الحوثيين في اليمن، زاد الدعم الإيراني لهم، ودعمهم بالصواريخ طويلة المدى، والتى لطالما وجهتها جماعة الحوثيين على المدن السعودية ومنها جدة والطائف، ونجران وغيرها.

وتابع الزيات في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن انسحاب السعودية أمر غير محتمل، بل من المتوقع زيادة ضربات التحالف ضد الحوثيين خلال الفترة المقبلة، وإذا حدث ذلك، لن تستطع الدول العربية تحمل الوجود الحوثي في المنطقة، مشيرا إلى أن السعودية أخذت على عاتقها حماية الأمن العربي، ولا يمكنها التخلي عن ذلك، كما أن الانسحاب من الحرب اليمنية سيعطى الفرصة لإيران لفرض نفوذها داخل الأراضي اليمنية، ويأتي بالسلب على الأمن القومي للمنطقة العربية ككل، وهو ماوصفه الزيات بـ"الكارثة".

وفي تصريحات تليفزيونية له، قال علي التواتي، الخبير الاستراتيجي، إن الحرب التي قادتها الرياض في اليمن ضد “الحوثيين”، عملت على توحيد العالمين الإسلامي والعربي ضمن تحالفات عسكرية واقتصادية متناغمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الدول العربية أثبتت، من خلال الحرب، قدرتها على حماية أمنها، والدفاع عن سيادتها، وقطع الطريق أمام أي اختراقات إقليمية أو دولية.

وتابع التواتي، "الحرب في اليمن كانت مصيرية وحتمية، لاسيما بعد استيلاء جماعة (أنصار الله) على صنعاء، ومحاولات تحويل البلاد إلى قاعدة إيرانية، عبر فتح جسر جوي للإمدادات العسكرية والتموينية من طهران إلى صنعاء، وتزويد (الحوثيين) بمنظومة صواريخ إيرانية لنشرها بمحاذاة الأراضي السعودية.

يذكر أن المشاركين في عاصفة الحزم هم " الأردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً