"وباء" اللدغة القاتلة.. "ذبابة" تهدد حياة سجناء وادي النطرون.. أحمد الخطيب "جرس إنذار".. و"الأطباء" تستغيث

سجن وادى النطرون

أصدرت إدارة سجن وادى النطرون قرار منذ يومين بنقل السجين "أحمد الخطيب"، لمستشفى حميات المعادى وسط حراسة أمنية، بعد الاشتباه فى إصابته بمرض "الليشمانيا الحشوية" أو "كالا آزار" كما يطلق عليه في الهند، و يصاب الانسان بهذا النوع من المرض عن طريق "ذبابة الرمل".

وذكر محمد الخطيب شقيق أحمد، أن أخيه يعانى من تضخم فى الكبد والطحال، بجانب نقص كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، و ذلك وفقًا للتقرير الطبى الصادر من مستشفى قصر العيني، مضيفًا ان العائلة استطاعت في 7 سبتمبر 2016 من اخذ عينة دم سرًا من أحمد لتحليلها، بعد ملاحظة تدهور فى حالته الصحية، و اثبتت التحاليل اصابته بمرض "الليشمانيا" منذ 8 أشهر و هذا سبب تدهور فى الحالة الصحية التى يعانى منها شقيقه أحمد، وأكد التقرير الطبى على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة، نظرًا لان التاخر فى العلاج يؤدي إلى الوفاة، يجب اتخاذ اجراءات سريعة للحد من انتشار الوباء.

وأوضح أمس ان شقيقه محجوز فى مستشفى الحميات بالعباسية وسط حراسة مشددة و انه معزول تمامًا واسرته غير قادرة على التواصل معه او التواصل مع الاطباء لمعرفة تطور حالة أحمد.

نقابة الاطباء تطالب بسمح طبى للمساجين بوادى النطرون.

وطالبت نقابة الاطباء أمس بعلاج السجين أحمد الخطيب، المصاب بـ"طفيل اللشمانيا"، ذلك حسبما ذكر التقرير الصادر من معامل قصر العينى.

واقترحت النقابة فى خطابها الذى أرسلته السبت الماضى إلى كل من الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والدكتور خالد فهمى وزير البيئة، بضرورة اجراء المسح الطبى والتحاليل اللازمة لكشف الإصابة بالطفيل من عدمه لجميع المساجين بوادى النطرون والأطقم الأمنية العاملين بالسجن، وكذلك لجميع المواطنين الموجودين بالمناطق وسرعة علاج الحالات المصابة، للقضاء على المرض قبل أن يصل إلى حالة الوباء.

و طالبوا ايضًا بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للقضاء على الحشرة التى تسببت بنقل المرض، بجانب تحسين حالة النظافة والصحة بالسجن، و ذلك لان الطفيل ينتقل بسبب تدنى مستوى النظافة العامة.

العجمي.. وادي النطرون

وفى سياق متصل قال الدكتور محمد قناوى، أستاذ الحشرات بكلية العلوم جامعة عين شمس، إن هذا المرض ظهر فى ثمانينات القرن الماضى فى منطقة العجمى و ذلك لكونها قريبة من حيث طبيعة البيئة فى سجن وادى النطرون، و ان الحشرة تتواجد فى المناطق الصحراوية، حيث تتكاثر عن طريق دفن بيضها فى الرمل او المخلفات ثم تتطور فى دورة الحياة إلى يرقة وتصبح فى النهاية "زبابة الرمل" و التى يكثر تواجدها فى اماكن حجور الفئران و تجمعات الكلاب.

وأوضح ان اصابة السجين أحمد الخطيب جاءت بسبب تعرضه للدغة من ذبابة الرمل، و هذا يؤدى الى تلف احشاء الانسان بعد ان تتضخم، مشددًا على ضروة اجراء مسح من خلال وزارة الصحة على المساجين الذين خالطوا المصاب حتى لا ينتشر المرض بين السجناء و يتحول إلى وباء.

وأضاف قناوى ان هناك أكثر من عقار يمكن من خلاله معالجة المرض، و جميع هذه العقارات متوفرة فى وزارة الصحة، مشيرًا إلى وجود ادارة كاملة بالوزارة تختص بمكافحة هذا المرض وتسمى " ادراة الليشمانيا".

مخاوف من انتشار المرض

والخوف هنا هو امكانية انتشار المرض بين السجناء الذين وصل عددهم إلى 80 ألف فرد بداخل السجون العمومية فقط ، كما يوجد عدد من الأفراد المحبوسين بمديريات الأمن المصري ومراكز الشرطة الفرعية، وأنه تم البدء فى بناء سجون أخرى بعد ثورة الـ 25 يناير 2011 لاستيعاب أعداد المسجونين المتزايدة ، و ذلك طبقًا لما ذكره رئيس مصلحة السجون المصرية بمداخلة تليفونية ببرنامج العاشرة مساءً فى مايو 2016.

وفي 2012 اكدت تقارير مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أن عدد السجناء فى مصر يتراوح بين 50 إلى 70 ألف سجين، منتشرين بـ45 سجناً فى مختلف محافظات الجمهورية، وبعد إضافة الذين قضوا فترة العقوبة وتم الإفراج عنهم، فضلاً عمن سبق احتجازهم أو اعتقالهم، ليصبح ضعف هذا الرقم أى فى حدود 180 ألف سجين، ليكون بذلك العدد ضخم جدًا و فى حالة انتشار مرض "الليشمانيا الحشوية" ستكون ازمة كبيرة فى مصر و وزارة الصحة على وجه الخصوص.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً