سلطت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الضوء على مباحثات القمة العربية خاصة الأزمة الفلسطينية حيث تساءلت الصحيفة هل ستنتج عن القمة العربية الحالية معادلة "دولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل" بدلًا من معادلة "الأرض مقابل السلام".
وقالت الصحيفة إن الأردن هذه المرة هي التي استضافت القمة العربية، وأن العمل السياسي والدبلوماسي يتم من وراء الكواليس في المكالمات الهاتفية وإرسال المبعوثين وصياغة التفاهمات كي تتمكن القمة من الخروج بإعلان مشترك يوافق عليه الجميع.
وأكدت الصحيفة أنه سيتم طرح 30 موضوعا في القمة على جدول العمل، بدءًا من الحرب في اليمن التي لا يهتم بها أحد بالفعل، على الرغم من قتل أكثر من 10 آلاف شخص هناك، ومرورًا بالحرب السورية التي قتل فيها في السنوات الست الماضية 350 – 450 ألف شخص وانتهاء بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
في هذه المرة يقول معظم المتحدثين بلسان الحكومات إن الموضوع الفلسطيني سيكون في مركز النقاش، وكأن هذا الصراع كان هامشيا في السنوات الماضية، إنه الصراع الوحيد الذي تعبر فيه الدول العربية عن الالتقاء، باستثناء الاستعراضات التي كان معمر القذافي يقدمها وهو يهزأ من التقصير العربي تجاه الفلسطينيين.
ووفقًا للصحيفة في هذه المرة قد تكون هناك مفاجأة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي كان رئيس الحكومة المصرية في عهد مبارك، قال إنه يتوقع أن يطرح الفلسطينيون اقتراحًا سياسيًا جديدًا.
وتساءلت الصحيفة فما هي التفاصيل وهل يوجد بالفعل اقتراح كهذا، وقالت إن الجامعة العربية يمكن أن تقترح موقفًا جديدًا من الصراع تستبدل فيه معادلة الأرض مقابل السلام، بمعادلة تأييد إقامة الدولة الفلسطينية مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن تقدير أبو الغيط يعتمد على الاعتراف العربي بأن المعادلة السابقة التي استندت إليها مبادرة السلام العربية لم تنجح في إقناع إسرائيل والإدارة الامريكية على العمل، لأنها كانت طموحة جدًا وشملت هضبة الجولان وقطاع غزة.
هناك محللون عرب تحدثت معهم الصحيفة يعتقدون أنه حان الوقت لتبني سياسة جديدة ملائمة للواقع الحالي حيث أن إسرائيل تستمر في البناء في المستوطنات وتعمل على منع فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية.
وتتوقع الصحيفة بعد مرور بضعة أيام على انتهاء القمة العربية في 2 أبريل أن يكون هناك لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس ترامب لفتح صفحة جديدة في علاقة مصر والولايات المتحدة، بعد عهد أوباما.
وسيطلب السيسي التسلح بالموقف العربي قبل هذا اللقاء من أجل المفاوضات مع الفلسطينيين، إلا أنه في مقابل المبادرة العربية التي تمت الموافقة عليها بالإجماع في العام 2002، مصر غير متأكدة من أن السعودية ستوافق في هذه المرة، وذلك بسبب التوتر السائد بين الدولتين.
وقالت الصحيفة إن سوريا التي كان لها قبل 15 سنة موقف أساسي في القمة، مطرودة منها الآن، رغم وجود كرسي فارغ وضع عليه علم سوريا، وأي ممثل سوري لن يشارك في القمة.
وأضافت الصحيفة أنه في الأسبوع الماضي وصل أبو مازن إلى القاهرة للقاء السيسي لأول مرة منذ عشرة أشهر لإقناعه بتليين شروطه للبدء في المفاوضات مع إسرائيل ولكن أبو مازن يصمم على أن تتوقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن البناء في المناطق الفلسطينية كشرط لاستئناف المفاوضات، وأن يكون الموضوع الأول هو رسم الحدود، والسؤال المطروح الآن هو كيف سترد إسرائيل على ترامب إذا طرح عليها خيار التطبيع مع العالم العربي مقابل إقامة الدولة الفلسطينية.