اعلان

هل صفى حزب الله اللبناني قائده العسكري مصطفى بدر الدين بأوامر إيرانية؟

مساء يوم الخميس 12 مايو 2016، أعلنت قناة الميادين اللبنانية المقربة من حزب الله، مقتل مصطفى بدر الدين الملقب بـ"ذو الفقار" قائد الجناح المسلح لحزب الله، بغارة إسرائيليّة الخميس قرب مطار دمشق الدولي، وهذا أعلنت قناة المنار قبل أن تتراجع عن اتهام إسرائيل وتحول سهامها نحو المعارضة السورية المسلحة، وهذه هي الرواية التي اعتمدها الحزب فيما بعد.

ولكن بعد عشر شهور، من إعلان موت الرجل، وفي 7 مارس الجاري، أذاعت قناة العربية تحقيق تلفزيوني قالت أشارت فيه إلى أن ذو الفقار لم يقتل في هجوم للمعارضة السورية على مطار دمشق، ودفعت كل الأسانيد التي جلعتها تقول هذا الكلام، واتهمت حزب الله بتصفية قائد الجناح المسلح بأوامر إيرانية من قاسم سليماني قائد فيلق القدس –فرقة النخبة في الحرس الثوري الإيراني-.

تحقيق قناة العربية

كشفت تحقيقات أجرتها قناة العربية، عن مفاجأة مدوية في حقيقة مقتل القائد بدر الدين، موضحةً أن "بدر الدين" لم يمت نتيجة المعارك في سوريا، حسب رواية حزب الله.وحسب التقرير فإنه في الوقت الذي طُلب من حزب الله في 2013 القتال في سوريا، قام الأمين العام للحزب بتكليف بدر الدين ليقود عناصره هناك، ومعه أرسلت إلى سوريا قوات الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، كأنها قوات شقيقة تقاتل سوية من أجل هدف واحد، أما في الواقع كان سليماني يتجاهل خبرة بدر الدين الكبيرة، ويطمح ليقود المعركة بأسرها. وتابع التقرير، كان "بدر الدين" يخاطر بحياته في الميدان مرة تلو الأخرى، ويقود عناصره لانتصارات كبيرة، كما يأخذ المسئولية على الخسائر التي تكبدها الحزب عندما يكتشف أن سليماني يفضل دفع عناصر الحزب إلى المعركة ليقوم بحماية الجنود الإيرانيين، ليقوم بمعارضته ويطلب منه أن يقود عناصره بنفسه حسب قراراته، ظهر عقب خلافًا ملحوظًا وصدامًا مع سليماني، الأمر الذي وضع بدر الدين موضع مشكلة كبيرة لطهران، حيث بدأت بالضغط على نصرالله الذي واجه الضغوط أولًا من قبل سليماني الذي طلب إزاحة بدر الدين من طريقه، وثانيًا من مسألة المحكمة الدولية، صمّم أن يجد طريقة للتخلص من هذا المقاتل.ولفت التقرير إلى أن أقرب قريتين يقعان بالقرب من مطار دمشق الدولي هما دير العصافير وتل دكوة، حيث تبعد كل احدة منهما 20 كم، مؤكدةً أنه لا توجد أي جماعة مسلحة قريبة كي تطلق صاروخًا باتجاه المطار.وذكر التقرير الذي أعدته القناة بأنه تم تصوير الموقع من الجو ساعات قليلة بعد العملية، والموقع يبدو سالمًا من أي استهداف، كما أنه كان هناك أربعة أشخاص اجتمعوا بالمبنى الأمني بالقرب من مطار دمشق، أحدهم بدر الدين، والثاني كشف عن هويته بعد العملية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وأن عدد من الأشخاص قالوا بأنهم شاهدوا قاسم سليماني يترك الموقع دقائق قبل العملية. وتابع تقرير العربية، أما الشخص الثالث فكان المرافق الشخصي لبدر الدين، وقام بتركه قبل موته بلحظات مع الشخص الرابع الذي اشترك في الاجتماع، وبحسب شهود عيان فإن الشخص الرابع هو "إبراهيم حسين جزيني"، هذا الشخص الذي وثق به بدر الدين، هذا رجل الحزب الذي انتظر للحظة المناسبة ليقوم بالقضاء على صديقه مصطفى بدر الدين، لا قنبلة ولا قذيفة قتلته، وإنما مؤامرة خيانة أصدقائه حسن نصرالله وقاسم سليماني.

الرواية الإسرائيليةوفي 21 مارس الحالي، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي جادي إيزنكوت، أن المسؤول العسكري في حزب الله اللبناني مصطفى بدر الدين، قتل بأيدي رجال من الحزب.وأشار إيزنكوت في مؤتمر أمني إلى أن المعلومات بهذا الشأن التي تم التداول بها أخيرا حول مقتل بدر الدين تتوافق مع المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها إسرائيل.وأضاف “نعتقد انه قتل على أيدي ضباطه” مشيرا إلى أن “هذه المعلومات تعكس مدى التعقيد والتوتر بين حزب الله وراعيته إيران”.وأضاف إيزنكوت أن الحزب الشيعي اللبناني يمر بـ”أزمات كبرى منها أزمة اقتصادية وأزمة قيادية”.وقبل ذلك سرب موقع "ديبكا" الإسرائيلي، المقرب من أجهزة الاستخبارات، معلومات أن تصفية بدر الدين قد تمت على يد سليماني وذلك بسبب لرفض بدر الدين استقدام المزيد من عناصر حزب الله، بل وقيامه بسحب مجموعات مقاتلة من سورية دون استشارة أمين عام الحزب، أو التنسيق مع إيران.

رواية عباس حطيطفي حين ظهر رجل الدين الشيعي عباس حطيط في الرابع عشر من مايو 2016، وصرح لموقع جنوبية اللبناني الشيعي –المعارض لسياسات حزب الله-، بأن "بدر الدين قتل برصاصتين غادرتين".واتهم حطيط، في مقال له على الموقع، حزب الله بقتل مصطفى بدر الدين، قائلا إن “قائدكم الكبير دفع قبل شهرين في سوريا حياته “ثمن وعيه وإدراكه لفخ حلب، وهو أراد أن ينجيكم من هذا الفخ كمسؤول حريص على جنده”، قائلًا إنهم “عاجلوه برصاصتين غادرتين ما تزالان تحومان حول كل ذي قرار في قيادتكم الحالية يمكن أن تفكر بوقف التدخل في تلك الحرب العبثية في حلب وغيرها”، داعيا الشيعة لأن يكونوا أوفياء لدم القائد “الحريص” وألا يقتلوه مرة ثانية، بحسب تعبيره.وقال الشيخ إنه “رغم المخاطر الكبيرة التي ستسببها هذه الرسالة التي لم أتحدث فيها إلا بما يوجبه علي ديني وعقلي ترميزا كي تعرفوا ما الذي ينتظرنا في آتي الأيام من أهوال دلتنا عليها سنن التاريخ وروايات الصادقين، إلا أن هذه المخاطر لا تساوي شيئا مقابل ما سنتعرض له لاحقا كطائفة من ثارات كبرى لضحايا كثر سقطوا بغير حق في حرب باتت عبثية لخدمة مشاريع سلاطين الأرض، ولا تساوي هذه المخاطر شيئا مقابل نجاتنا من فتنة ستجعلكم وتجعلنا في صفوف الظالمين في الدنيا والآخرة”، بحسب قوله.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الأهلي والاتحاد السكندري في نهائي دوري المرتبط للسلة (لحظة بلحظة)