"لن تذهب ضرائبنا إلى الإنجليز".. 5 أسباب تدفع أسكتلندا لـ"ترك التاج البريطاني"

تحاول رئيس الحكومة البريطانية تيريزا ماي إقناع رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن، بأن "الوقت ليس مناسباً" للمطالبة بالاستقلال، وذلك قبل يومين من بدء إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك عندما يجتمعان معا –هو الاجتماع الأول منذ إعلان الزعيمة الاسكتلندية عزمها المطالبة بإجراء استفتاء حول استقلال اسكتلندا عن بريطانيا نهاية 2018، أو مطلع 2019-، ويشير مراقبون إلى أن اللقاء لن يشهد أي مؤتمر صحفي عقب انتهائه، وأنه سيكون عاصفاً.

لحظة الخروجوبحسب وكالة "فرانس برس"، فإن لندن ستقوم، الأربعاء، بتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي ستطلق رسمياً عملية الخروج من الاتحاد الاوروبي بعد تسعة أشهر على الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو 2016 وصوت خلاله 52 في المئة من البريطانيين لصالح "بريكست".في السياق، أفادت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أن سفير بريطانيا في بروكسل تيم بارو، سيقوم بتسليم المجلس الأوروبي، الأربعاء، الرسالة الواقعة في ثماني صفحات حول خروج بريطانيا.وستلقي ماي كلمة أمام النواب البريطانيين لتضعهم بصورة الإجراءات التي تتخذها لعملية "بريكست".وبحسب نص "قانون الإلغاء الكبير" الذي ستنشره الحكومة البريطانية لتوضيح إلغاء بنود قانون عام 1972 الذي دمج القانون الاوروبي بالبريطاني وحوّل القوانين الاوروبية إلى تشريعات وطنية، فإنه "في كل مكان وأينما كان مناسباً، ستطبق القواعد نفسها والقوانين نفسها في اليوم الذي يلي الانسحاب من الاتحاد الاوروبي كما كانت تطبق قبل ذلك".

أسكتلندا مستقلةنيكولا ستورجون، رئيسة الوزراء الأسكتلندية دافعت عن طلبها في جلسة عامة أمام البرلمان الاسكتلندي في 17 مارس الجاري، قائلة: "أعتقد أنّ أغلبية الأسكتلنديين مهما كان تصويتهم بنعم أو لا للاستقلال، سيشعرون بالإحباط لفكرة أن الحكومة المحافظة التي لا تتمتع بولاية في اسكتلندا تسعى إلى الوقوف في طريق حكومة منتخبة ديمقراطيا مع ولاية واضحة".تصريح نيكولا ستورجون أتي ردا على نظيرتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي صرّحت الخميس أنّ الوقت “غير مناسب” لتنظيم استفتاء على استقلال اسكتلندا.وقالت ماي في مقابلة أجرتها مع “بي بي ٍسي”: “لو طلب من الناس في هذا الوقت، أن يكون عليهم اتخاذ قرار حاسم من دون المعلومات الضرورية، لا أعتقد أنّ هذا الأمر سيكون عادلا. هذا الاتحاد، في اعتقادي، هو ثمين جدا. وكما أقول ، كنا معا لأكثر من 300 عاما. لقد كان لدينا تاريخ عظيم معا، أعتقد أنه لدينا مستقبل عظيم معا.”وقالت أناند مينون من مجموعة الأبحاث "المملكة المتحدة في أوروبا متغيرة"، إن فرص فشل المفاوضات تصل الى 50 في المئة، الأمر الذي سيترك البلاد "من دون شبكة أمان" ويعرضها للقوانين الاساسية لمنظمة التجارة العالمية التي تشمل خصوصا الحواجز الجمركية. لكن من غير المعروف بعد ما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف، خصوصاً وأن ماي تقول إنه "من الافضل عدم التوصل الى اتفاق على ابرام اتفاق سيء".ويخشى مسؤولون من أن سيناريو تعثّر المفاوضات قد يترك البلاد من دون اتفاق، لكن اتحاد الصناعة البريطانية اعتبر، في بيان أصدره الاثنين، أن هذا السيناريو "غير مقبول". وأضاف "إن فقدان القدرة على دخول السوق الموحدة والاتحاد الجمركي ستحكم على قطاع الصناعة ببريكست مؤلم ومكلف".ومن المتوقع أن يصوت البرلمان الاسكتلندي، بأغلبية مريحة، على مذكرة تجيز مطالبة لندن بتنظيم اسكتلندا لاستفتاء الانفصال.وأكد استطلاع سابق للرأي، أن غالبية الإسكتلنديين يؤيدون الانفصال عن بريطانيا بنسبة 52 بالمئة. وجاءت نتيجة الاستطلاع على خلفية استفتاء بريطانيا الذي أسفر عن تأييد غالبية مواطنيها خيار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فيما أظهر الاستفتاء ذاته أن غالبية الإسكتلنديين يؤيدون البقاء ضمن الأسرة الأوروبية.ولكن ما هي النتائج المترتبة على انفصال اسكتلندا عن بريطانيا؟

1- التبعيةيقول موقع سكاي نيوز، إن الأسكتلنديين يشعرون بنوع من التبعية، فهم لا يعملون لصالحهم بل لصالح المملكة، ذلك الإحساس بالتبعية ربما يرجع أصوله لقرون طويلة تلت الوحدة بين البلدين منذ 300 عام.2- الاقتصاديفترض الأسكتلنديون أن الاستقلال عن بريطانيا سيجعل لبلادهم اقتصاد مستقل قوي، ويقول موقع "ياس سكوتلاند - نعم أسكتلندا"، إن اسكتلندا تتمتع بـ25% من طاقة أوروبا المولدة من الرياح، كما أن إنتاجها من البترول والغاز يصل إلى حوالي 1.500 مليار برميل، كما أنها تصدر خمور بحوالي 4.3 مليار إسترليني سنويا، ما يسمح لها حين تستقل أن تكون دولة ذات اقتصاد قوي.ويتسائل الموقع: "لما ندفع ضرائب لكل هذا لتذهب في النهاية إلى الإنجليز؟".

3- الاتحاد الأوروبيترغب أسكتلندا في أن تصبح عضوا بالاتحاد الأوروبي، فكونها جزءا من المملكة المتحدة، خاصة بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد.4- الحدودقائد البحرية الملكية، الأدميرال جورج زامبيلاس، أعلن بوضوح، في تصريح سابق له نقلته بي بي سي، أنه في حالة استقلال أسكتلندا، التي تحتل الثلث الشمالي من الجزيرة البريطانية، ستفقد إنجلترا جزءا مهما من أسطولها البحري فباستقلال أسكتلندا لن يصبح لبريطانيا الحق في التواجد في الثلث الشمالي، حيث ستصبح حدودا أسكتلندية، وحتى الآن، لا يحق لأسكتلندا تكوين جيشها الخاص، إذ أنها تعد جزءا من المملكة المتحدة، أما في حالة الاستقلال سيصبح لأسكتلندا جيشها الخاص.5- العلاقات الخارجيةينطبق ما قيل على الدفاع على حقيبة الخارجية، فباعتبارها جزءا من المملكة المتحدة، لا يحق لأسكتلندا أن يكون لها تمثيلا دبلوماسيا، أما في حالة الاستقلال، ستتمكن من إنشاء علاقات خارجية مستقلة عن بريطانيا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً