جيسي كلافر.. المغربي الذي هزم "الشعبوية" في هولندا

جيسي كلافر
جيسي كلافر

"إنه شغوف وموهوب ومثابر"، بهذه الأوصاف أثنت الصحافة الهولندية على الشاب الهولندي من أصل مغربي، جيسي كلافر، الذي أنتخب على رأس حزب الخضر في هولندا، وأبدى منذ البداية رغبته في تغيير هولندا عام 2015 بعد أن خلف برام فان أوييك على رأس الحزب، وبذلك يكون كلافر ابن التاسعة والعشرين هو أصغر زعيم حزب سياسي في البلاد.

وشبهته الصحف الأوروبية بجاستين ترودو، للشبه الذي بينهما في ملامح الوجه، والأكمام المطوية، والأحاديث الصحفية المنمقة، وبالإضافة إلى ذلك أيضًا كلاهما امتاز بالاهتمام الجماهيري، والانبهار الشعبي غير المفسر أحيانًا، فنجد كلافر على سبيل المثال، تختاره محطة (إيفن فانداج) الفضائية أفضل سياسي شاب لعام 2015، كما تنقل إحدى الصحف، بأن الاختيار فاجأ كلافر نفسه.

النشأةولد جيسي كلافر من أب مغربي وأم إندونيسية في 1 مايو 1986، بروزندال جنوب هولندا، ونشأ بعيدا عن أبيه في سكن اجتماعي بمنطقة ويستراند. 

وبعد حصوله على دبلوم الدراسات التحضيرية للتعليم الثانوي، واصل كلافر مساره الدراسي في العلوم السياسية بجامعة أمستردام. وبفضل نشاطه النضالي داخل هذه الجامعة، انتخب في 2009 رئيسا لنقابة الشباب، العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هولندا. 

حياته السياسيةبعد ما حافظ على عضويته لمدة عشر سنوات في حزب الخضر، انتخب جيسي نائبا برلمانيا في سنة 2010، ليصبح مكلفا في الغرفة الثانية بالعديد من الملفات، لاسيما تلك المرتبطة بالمالية والدراسات والعلوم وأوروبا ورعاية الحيوانات.

وفي أول ندوة صحفية يعقدها بعد تزعمه لحزب الخضر، قال الشاب كلافر إن “الاتجاه الذي يسير فيه المجتمع مرشح ليتغير جذريا، وإن لدي أخبارا سارة”، موضحا “لقد بنينا مجتمعنا ونحن من يملك القدرة أيضا على تغييره. إن ذلك مبعث أمل. إن بعض مستشاري ينصحونني بعدم قول ذلك، لكني أرى أن الناخبين الهولنديين يستحقون الأفضل”. 

وتؤشر هذه التصريحات بجلاء على طموح هذا الزعيم الشاب ذي الأصل المغربي، الذي لطالما اعتبرته وسائل الإعلام المحلية بمثابة “ولي عهد” سلفه برام فان أوييك، الذي كلف غداة الهزيمة الساحقة التي مني بها حزب الخضر في الانتخابات البرلمانية لسنة 2012 بإعادة بعض البريق والاعتبار لهذا الحزب. 

وفي رسالة نشرها على الموقع الإلكتروني للحزب، أعرب فان أوييك عن ارتياحه إزاء الإنجازات التي حققها على رأس حزب الخضر منذ سنة 2012، معربا عن ثقته بأن الحزب “سيكون قريبا أكثر، تحت قيادة كلافر، من مبادئنا ومثلنا سواء داخل أو خارج البرلمان”. 

وفي العام الماضي، سطع نجم هذا الشاب الهولندي-المغربي، بالخصوص، من خلال انتقاده لممارسات بنك “إي بي إن أمرو” الهولندي، ودعوته للاقتصادي توماس بيكيتي إلى البرلمان، ليعرض أمام السياسيين الهولنديين رؤيته لمجتمعات اليوم، التي أضحت تعيش بشكل متزايد على وقع مظاهر الظلم وغياب المساواة. 

النجاح الانتخابيوفي الانتخابات اليت أقيمت في منتصف مارس الحالي، برز حزب الخضر اليساري كأحد أهم الرابحين من الانتخابات بحصده 14 مقعدا، مقارنة بـ4 مقاعد فقط في الانتخابات الماضية، ويرجع الأمر لزعامة جيسي كلافر الذي قاد مسيرة الحزب في هذه الفترة واشتباكه مع الجماهير الهولندية في مواجهة ظاهرة الشعبوية التي يقودها جيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف.

تشكيل الحكومةوكان كلافر قد صرّح، قبل الانتخابات، بأنه يطمح في حكومة لا تكون برئاسة مارك روته، رئيس الوزراء الحالي، وهو الآن يدعو لحكومة برئاسة روته، فهل يقبل؟ أم ينتظم في دوائر المعارضة، متزعمًا بكتلته البرلمانية الجديدة أحزاب اليسار الهولندي، لتكوين جبهة معارضة حقيقية، لا يجد حزب الحرية المتطرف موضع قدم فيها؟

هذه الإشكالية على حزب الخضر أن يحسمها قبل انقضاء الفترة المتاحة لتشكيل الحكومة، وهي ثلاثة أشهر من تاريخ إعلان النتائج الانتخابية. الحكومة لأول مرة في التاريخ أم المعارضة وتأجيل الثمار لأربعة أعوام قادمة، يمكن للحزب أن يضاعف خلالها مكاسبه؟

يذكر أن حزب الخضر، ذي المرجعية الإيكولوجية، تأسس سنة 1989 بعد اندماج عدد من الأحزاب اليسارية الداعمة للبيئة الصغرى. كما أنه عضو في حزب الخضر الأوروبي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات