انطلقت فعاليات القمة العربية، في دورتها العادية الثامنة والعشرين، على ضفاف البحر الميت بالأردن، اليوم الأربعاء، بمشاركة ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء وفود الدول العربية.
وغادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قاعة اجتماعات القمة العربية، بعد ثوانٍ من بدء كلمة أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ما أثار الكثير من الجدل، بسبب وجود خلافات معلنة وغير معلنة بين الدولتين.
رسالة "مُبطّنة""ليس من الإنصاف أن نبذل جهدًا لإعتبار تيارات سياسية نختلف معها إرهابية.. ومكافحة الإرهاب أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية والشد والجذب بين الأنظمة"، قال تميم بعد دقائق من مغادرة السيسي، قاعة القمة العربية، للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، ما اعتبره كثيرون رسالة موجهة إلى مصر، تتعلق بالإخوان المسلمين الذين تحتضنهم قطر.
القضية الفلسطنية.. قمة الأولويات وتحدث أمير قطر بشكل مطول عن القضية الفلسطينية، قائلا "تظل القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتنا رغم جمود عملية السلام بسبب المواقف المتعنتة لإسرائيل مضيفًا انهم يطالبون بالعمل للضغط على المجتمع الدولي لرفض إقامة نظام فصل عنصري والتعامل بحزم مع إسرائيل.
وطالب بضرورة العمل على وقف الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ورفع حصار غزة الجائر الذي يمنع سكانه من ممارسة حياتهم الطبيعية، مشيرًا إن خطورة المرحلة التي يمر بها الوطن العربي تتطلب تضامنا عربيًا لتحقيق تطلعات الشعوب العربية، مؤكدا قدرة الدول العربية على توحيد الرؤى، مضيفا "لا خلافات تستعصي على الأشقاء".
أين الوفاق الوطني الفلسطيني؟وتابع: "إن قطر تؤكد التزامها بالموقف العربي وحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وضرورة توحيد الصف الفلسطيني نقطة أساسية لإنهاء الاحتلال، لافتا إلى أن الاختلاف في الأراء السياسية له أثار سلبية على بعض مجالات التعاون الأخرى.
وقال إن قطر تدعو جميع القيادات الفلسطينية للتحلي بالحكمة لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وفاق وطني.
واجبنا في سورياوعن الشأن السوري، أكد تميم، أهمية العمل على جعل وقف إطلاق النار حقيقيا لتخفيف معاناة الشعب السوري، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، مطالبا بحمل النظام السوري على تنفيذ قرارات "جنيف1" تلبية لتطلعات الشعب السوري حتى يحدد مستقبله بنفسه، وأيضا "إجبار النظام السوري على تنفيذ قرار مجلس الأمن فيما يخص وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف أنه "علينا نحن العرب أن نقوم بواجبتنا فيما يخص مساعدة الشعب السوري الذي لم يتشرد بسبب كارثة طبيعية لكن بسبب نظام الحكم الذي حول ثورة إلى حرب أهلية"، مؤكدا أنه "لا يمكن الفصل بين واجبنا الإنساني والسياسي تجاه الشعب السوري".
سيادة ليبياوحث "تميم"، خلال كلمته، الأشقاء الليبيين على دفع خلافاتهم جانبا للحفاظ على سيادة الأراضي الليبية، ورفض الفوضى والديكتاتورية، مؤكدا أن التحدي الأكبر في ليبيا هو بناء الدولة ومؤسساتها، وبموجب ذلك المعيار يتحدد الموقف تجاه الأطراف الليبية.
معاناة الشعب اليمنيوجدد أمير قطر، حرص بلاده على وحدة واستقرار اليمن، مؤكدا دعمه لاستئناف جهود المشاورات السياسية للتوصل إلى حل ينهي أزمة ومعاناة الشعب اليمني.
الإرهاب.. التحدي الأكبروأكد "تميم" أن الإرهاب يظل من أخطر التحديات التي تستهدف الأمن والاستقرار العربي، وقال "لا شك أن مواجهة الإرهاب والتمسك بشرائعنا تتطلب منا التوافق على رؤية مشتركة تقود جهودنا لمحاربة الإرهاب بالتعاون مع المجتمع الدولي على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية".
معاداة الإسلام.. لأغراض سياسيةوأعرب "تميم"، عن استنكاره من استغلال بعض السياسيين الأوروبيين لنزعة معاداة الإسلام لأغراض سياسية في بلادهم، قائلا: "لا يمكن السكوت على أن يصبح التحريض ضد إسلامنا وعربيتنا تنافسا بين الأحزاب الشعبوية في الدول الغربية".