لم يكن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقمة العربية في دورتها الـ28 مؤكدًا ولكن تم حسمه بعد تطمينات، بتحقيق جانب هام وهو عقد لقاء مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، من أجل إنهاء حالة التوتر بين مصر والمملكة العربية السعودية، عندما وقفت القاهرة ضد مشروع قرار يدين بشار الأسد في سوريا.
وقالت مصادر إن السيسي تلقّى وعدا بأن يتم عقد اللقاء مع الملك سلمان، وتسوية تلك الخلافات، وأشارت إلى أن الوساطة التي قام بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والمبنية على تدخله الإيجابي لتقريب وجهات النظر بين السعودية ومصر، بالإضافة إلى الجهود التي قام بها ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أخيرًا أدت إلى التهدئة واحتواء الخلافات.
وكانت الوساطة الأمريكية لها دور رئيسي في التحضير لإنهاء الأزمة بين مصر والسعودية، إذ أثمرت الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، والتقى خلالها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بادرة إعادة شركة "أرامكو" السعودية ضخّ شحنات البترول التي كانت ترسلها إلى مصر بناء على اتفاق وقع بين السيسي وسلمان في القاهرة، والذي كان ينص على مدّ شركة "أرامكو" مصر بمنتجات نفطية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات، بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين "أرامكو" والهيئة المصرية العامة للبترول.
وجاءت زيارة ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة إلى مصر، والتي تمت قبل يومين فقط من انعقاد القمة العربية في الأردن اليوم، من أجل توحيد المواقف والجهود قبل انعقاد القمة، إلا أن أحد أهم أسبابها هو رأب الصدع بين القاهرة والرياض.
حيث أن البحرين أكثر دول الخليج قُربا من السعودية، ولديها علاقات قوية مع القاهرة، وبالتالي يمكن أن تؤدي دور الوساطة، وهو أمر قد يكون مقبولًا خلال الفترة الحالية، خصوصًا مع عودة إمداد مصر بالبترول السعودي مرة أخرى.
وقالت المصادر إن قرارات القمة ستشدد على تجديد التمسك بمبادرة السلام العربية، وحل الدولتين سبيلًا وحيدًا لإنهاء الصراع، لكن الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي، قال في تصريحات إن الأمين العام لجامعة الدول العربية، لم يتحدث عن موقف فلسطيني جديد، أو مشروع جديد، ضمن مشروعات التسوية، وأنه أكد على أن مشاريع القرارات الخاصة بفلسطين تشكل عادة نحو 30 صفحة، تحتوي على مجمل القرارات والمشاريع الخاصة بالقضية الفلسطينية، موضحًا أن الجانب الفلسطيني أعاد صياغتها بحيث تؤدي نفس المعنى، ولا تتجاوز الـ20 صفحة.
وأوضح زكي أن الجانب الفلسطيني عرض الصياغة الجديدة على الدول العربية التي لها علاقة بالملف لتنسيق المواقف وأن أبو الغيط، عندما تحدث عن الملف الفلسطيني، أراد أن يتحدث عن الصياغة الجديدة التي تتجاوب مع تغيرات الأمور والأوضاع، لكن لم يشر إلى تغير في مضمون القرارات.
وأكد أن السيسي سيبدي ليونة بما يتعلق بموقفه السابق من الأزمة السورية، خاصة أن حليفه الروسي، بدأ يتخلى تدريجيًا عن تمسكه ودفاعه عن بشار الأسد.
وكان السيسي قال في حوار سابق له إن الموقف المصري تجاه الأزمة السورية يتأسس على 5 محددات رئيسة، هي احترام إرادة الشعب السوري، وإيجاد حل سلمي للأزمة، والحفاظ على وحدة الأرض السورية، ونزع أسلحة المليشيات والجماعات المتطرفة، وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.
وحول الموقف المصري من النزاعات في الدول، قال السيسي إن سياسة مصر تقوم على مبادئ أساسية، هي عدم التدخل في شؤون الآخرين، ودعم إرادة الشعوب، والحلول السلمية. وكانت السعودية أوضحت في مناسبات عدة رفضها بقاء الأسد في السلطة، مؤكدة أن الشعب السوري هو الذي يقرر بدء فترة انتقال سياسي التي يجب أن تكون من دونه، مشددة على ضرورة التمسك بإعلان "جنيف 1".