اعلان

كارثة..بدء العد التنازلي لانهيار "سد الفرات"

انهيار سد الفرات
كتب : سها صلاح

بدأ العد التنازلي لكارثة انهيار سد الفرات وتحرير 14 مليار متر مكعب من المياه المحجوزة خلفه، والتي قد تشكل موجة بارتفاع 50 مترا، قد تسبب في تدمير مدينتي الرقة ودير الزور، والمناطق المحيطة بنهر الفرات، وصولًا إلى بابل والأنبار وكربلاء في العراق.

والغرض من إقامة السد كانت تنظيم مجرى النهر ومنع حدوث الفيضانات، وتخزين المياه لاستخدامها في الري، ودعم المحاصيل الاستراتيجية كالقمح، وتوليد 880 ميجا وات من الكهرباء، تغذي محافظات الرقة ودير الزور والحسكة وحلب.

وخلال الأيام الأخيرة كشف مهندسون سوريون عن تعرض السد لسلسلة غارات جوية، نتيجة وقوعه في منطقة نزاع بين تنظيم "داعش" الإرهابي وبين "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة من قوات "التحالف الدولي".

الغارات أدت إلى وقف أنظمة صرف المياه المتسربة عن العمل، وتدمير غرفة العمليات والتحكم، ومع استمرار الأعمال العسكرية ومنع دخول فنيي الصيانة لإجراء الإصلاحات المطلوبة، وصل منسوب المياه في البحيرة إلى 302.5 متر عن سطح البحر، حيث تقترب هذه النسبة من المنسوب الأقصي لتخزين البحيرة، والبالغ 304 أمتار فوق سطح البحر، الأمر الذي يهدد السد بالانهيار نتيجة الارتفاع اليومي لمنسوب المياه، وتعطل الرافعة الرئيسية التي تفتح بوابات الضخ، وتدمير غرفة العمليات، ومنع فرق الصيانة والفنيين من الدخول إليه.

وكان ناشطون قد اتهموا "قسد" بقنص المهندسين أثناء محاولتهم الدخول إلى منشأة السد، في حين نفت "سوريا الديموقراطية" ذلك، وأصرت على أن السد غير معرض للانهيار.

وهذه المنطقة تحوي صالة خاصة لتجميع المياه الناتجة عن التسرب من العنفات، لكن احتراق غرفة العمليات، وانقطاع التغذية الكهربائية، مع استمرار العمليات العسكرية، أدى إلى ارتفاع مياه السد بشكل تدريجي، وتوقف الرافعة العملاقة التي تتحكم بفتح بوابات السد، ووقف التحكم بالعنفات وخروجها عن العمل، وبدء غرق السد بشكل تدريجي.

وعن المخاطر المحتملة في حال انهيار السد فإن 14 مليار متر مكعب من المياه، ستؤدي إلى تشكيل موجة بارتفاع 50 مترًا، تنطلق باتجاه "سد البعث"، الذي خرج عن الخدمة، نتيجة عدم تمرير المياه من سد الفرات، هذه الموجة ستصل إلى مدينة الرقة بارتفاع 12 مترًا، وستصل إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق بارتفاع 3 أمتار، وستهجّرُ أكثر من 3 ملايين شخص في محافظتي ديرالزور والرقة، وسيمتد تأثيرها إلى محافظة الأنبار العراقية ومدينة كربلاء وبغداد، ويمكن أن تؤدي إلى غرق مدينة بابل الأثرية، وتصبح جميع المدن السابقة، آثارًا كـ"بابل".

بدوره أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور جواد أبو حطب، في مؤتمر صحافي، ضم مهندسين سوريين عملوا سابقًا في سد الفرات "أن خطر انهيار سد الفرات يفوق في تأثيره القنبلة النووية، فهو سيؤدي لمحو مدن بأكملها، وكارثة بشرية كبيرة، مع وجود 65 في المئة من أهالي محافظة الرقة على ضفاف الفرات، وحوالي 90 في المئة من مدينة دير الزور ومدنها الرئيسية كمو حسن والبوكمال، وتدمير الحياة البيئية والتربة الزراعية والحقول النفطية في المنطقة".

وفيما يعتبر وقف المياه من الجانب التركي حلًا سريعًا، يرى المدير السابق لسد تشرين المهندس ناصر خربوطلي، أن المسؤولية تقع على المجتمع الدولي في منع انهيار السد، بوقف الأعمال العسكرية، والسماح لفرق الصيانة والتشغيل بالوصول إلى مبنى السد، للحد من الأضرار التي لحقت بالتجهيزات، الميكانيكية والكهربائية، وإعادة تشغيل المحطة الكهرمائية.

وتسود حالة فزع بين أبناء الرقة، مع موجة نزوح كبيرة للأهالي من المناطق القريبة من مجرى النهر، إلى مناطق أكثر أمنًا.

وكانت "وكالة أعماق" التابعة لتنظيم "داعش"، قد نشرت في 26 مارس، صورًا لغرفة التحكم بعمليات السد بعد احتراقها نتيجة العمليات العسكرية.

كما نشر موقع "التحالف الدولي" الخاص بمعركة الرقة، في اليوم ذاته، صورًا جوية تظهر آثار الاحتراق، ما أدى للتنبه إلى الكارثة الإنسانية، وبدء التحرك لإنقاذ المدنيين ومنع انهيار أكبر السدود السورية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً