"الإرادة تصنع المستحيل".. رضا "بيكاسو كفر الشيخ" تحدى الإعاقة بالفن التشكيلي (صور)

لم يكن فنانًا تشكيليًا عاديًا، أو مدرسًا مساعدًا في إحدى كليات جامعة الأزهر بسهولة، إنما أصبح من أشهر فناني الوطن التشكيليين، رغم إعاقته، تحدى الإعاقة وتمسك بإلإرادة وزرع الأمل في نفسه، ووضع هدفًا له وسعى بكل ما يملك لتحقيقه، مثل مصر في الكثير من المحافل المحلية والدولية وحصد العشرات من الجوائز، وكرمه رؤساء ووزراء دول لتحديه الإعاقة ولثقته في نفسه وتقديمه فنًا مميزًا.

رضا أحمد فضل، أحد أبناء قرية شباس الشهداء، التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وُلد فضل فاقدًا لـ"الكفين والساعد الأيمن" وكانت طفولته شاقة لكنه استطاع أن يحولها لطفولة فنية وموهبة، التحق بكُتاب القرية فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، والتحق بالمعهد الأزهري، وأتم تعليمه حتى الثانوية بقريته، وقبلها حصد العديد من الجوائز في مرحلة الابتدائي والإعدادى أهمها جائزة أول جمهورية، وجائزة في الرسم والقصة القصيرة في المسابقة التي نظمتها جريدة الجمهورية، وكرمته جامعة الدول العربية، حين حصل على ميدالية بيت العرب، ومن كرمه هو الأمين العام المساعد وقتها في عام 1999، وأراد أن يتلحق بكلية التربية الفنية لكن واجهته صعوبة حيث أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

يتحدث رضا فضل

عن تلك الحظة التى رُفض فيها قبوله بالكلية قائلًا: "صدمني الموظف برفضه لأوراقي

بحجة أنني غير لائق لأنني من ذوى الاحتياجات فصممت أن التحق بالكلية وقدمت في الاختبارات

وفزت بالمركز السادس والتحقت بالكلية".

 

يضيف الفنان التشكيلي: "واجهت صعوبات كثيرة في

طفولتي كان أهمها كيف أمسك بالقلم وأرسم فساعدتنى والدتى وشقيقتى وأصبحت أنافس زملائى

في الكتابة والرسم والقراءة ووضعت لنفسى هدفًا وسعيت بكل قوتى لتحقيقه، وهو أن أكون

أول الدفعة بعد التحاقي بكلية التربية الفنية، وحصلت في السنة النهائية على امتياز

مع مرتبة الشرف عام 2003 ووقتها لم يكن هناك تعيين في الكلية، كما حصلت على دبلوم الخط

العربي 2005، كما حصلت على دبلوم تكميلي من كلية التربية الفنية بالزمالك عام 2007،

وبعدها حصلت على تمهيدي ماجستير وعملت كمدرس للتربية الفنية إلى أن تم تعينى عام

2012 مدرسًا مساعدًا في الكلية.

 

يضيف المدرس بكلية

التربية الفنية جامعة الأزهر قائلًا: "تناول التجريب في الرسم والتصوير مع رواد

المؤسسات الاجتماعية، وأخذ العينة من المعاقين ذهنيا كانت رسالة الماجيستير، وظللت

8 سنوات أعلم الرسم للأطفال في مؤسسة محمد رشيد بالإسكندرية، فتعلق بهم وبأعمالهم،

وكانت فرصة له كي يأخذهم في عينات التجربة وبالفعل قدموا نتائج ممتازة".

 

يتابع الفنان التشكيلي

قائلًا: "كثيرًا من الأسوياء ليس لديهم طموح وإرادة وبالتالي هم ليس لديهم أي

قدرات، أحزن بشدة على شبابنا الذى ينتظر الفرصة تأتي إليه دون البحث عنها، وأجد أن

هناك كثيرون من ذوى الاحتياجات استطاعوا الوصول للعالمية كلً في مجاله، فالإعاقة ليست

سببًا للتكاسل، والإرادة تصنع المستحيل وتحقق المعجزات". 

يتابع رضا حديثه:

"أمارس حياتي طبيعيًا وتزوجت وأنجبت طفلين يبلغان مني 5 سنوات و3 سنوات وكان لزوجتى

الفضل علي في استكمال مسيرتي حيث أنني سأناقش رسالة الدكتوراه قريبًا وسأفتتح معرض

خاص بي في بداية شهر أبريل".

 

واختتم حديثه قائلًا: "مثلت مصر في العديد من

معارض الفن التشكيلى منها مسابقة التراسينا في تونس، وكرمني الأمير الوليد بن طلال،

والرئيس الأسبق حسني مبارك، وحرمه ووزراء الشباب، والثقافة والعديد من المحافظين، كما

أنني حصلت على ميدالية بيت العرب من جامعة الدول العربية 1999، والميدالية الذهبية

في مهرجان الشباب العربي الحادى عشر 2008، ميدالية سعد زغلول 2009، وشهادة تميز من

اليونيسيف 2000، وشهادة مشاركة من وزارة الترفيه التونسية 2005 و2015، وأوسكار صالون

بصمات العرب 2013 و2017، كما أنني مثلت مصر فى تونس 2005 وتونس 2015 ومهرجان الشباب

العربى 2008 وفى أرمينيا 2013

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً