كشفت هيئة الإذاعة البريطانية الـ"بي- بي- سي" عن مشاهد الرعب من قلب الموصل الموجوع من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي وعن الخوف من الحشد الشعبي الذي يمكن أن يكون خليفة داعش في الموصل.
ووفقًا لرحلة الـ"بي- بي- سي" التي بدأت بمتحف الموصل الذي دمره "داعش"ثم اتجهوا لمنطقة الدواسة التي كانت تعد أحد شرايين الموصل الاقتصادية، لكن أغلب محالها التجارية وفنادقها الشعبية تحولت إلى ركام، "إنها الحرب" علق بذلك ضابط برتبة رائد في الشرطة الاتحادية طلب عدم الكشف عن اسمه.
حياة المواطنينقال عمار أحد سكان الموصل نحن نحاول بكل طاقتنا الحفاظ عليها وأحيانًا نخسر الكثير من رجالنا، ولكن كما قلت لك إنها الحرب التي سيكون فيها في النهاية ضحايا من كلا الطرفين.
لوحتان ثمينتانمتحف الموصل ليس ببعيد عن منطقة الدواسة، وقد دخلنا إليه من خلال فتحة في الجدار أقامها تنظيم "داعش" من أجل الانتقال إلى المباني المجاورة.
كان أحد قناصي تنظيم "داعش" لا يزال يهدد حياة من هم حول المبنى، فصوت الرصاص كان قريبًا جدًا، فضلًا عن أن عددًا من قدائف الهاون سقطت بالقرب منا.
وقال مراسل الإذاعة صادفنا ليلى التي كانت إحدى العاملات في المتحف، كانت بصحبة مجموعة من الصحفيين الأجانب، وأخبرتنا أن هناك "لوحتين في الطابق العلوي من المبنى، تخشى عليهما من السرقة"، هما أثمن ما تبقى في المتحف، أما بقية الآثار فمصيرها كان إما التدمير أو السرقة.
وأضاف مراسل الإذاعة لم نستطيع وقتها إكمال سيرنا إلى سوق الأربعاء القريب من المدينة القديمة، فتنظيم الدولة لا يزال يمتلك عنصر المفاجأة وتهديد القوات الأمنية من خلال السيارات المفخخة والانتحاريين، وهما سلاحه الأقوى، بالإضافة إلى الطيارات المسيرة التي يقتصر تهديدها على نوعية أهدافها على الأرض، فالقنابل التي تحملها تستطيع تدمير عربة محملة بالعتاد وليس سيارة مدرعة.
حفارو خنادق تنظيم "الداعش"وقال المراسل في طريق عودتنا إلى أحد المنازل المخصصة للصحفيين عبر منطقة تلول أبو سيف، دعانا المقدم علاء هاشم في الشرطة الاتحادية إلى وجبة غداء في مقره في منطقة حمام العليل، وهناك التقينا بشخص يطلقون عليه اسم "الحجي" من مواليد 1996، ألقي القبض عليه بتهمة مبايعة التنظيم والعمل معه "كحفار" في أحد الخنادق التابعة للتنظيم في منطقة تل الشعير.
نزح الآلاف من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" بالموصل، لكن بقي الآلاف محاصرين في المدينة، تنظيم الدولة هو من أطلق عليه لقب "الحجي"، وتعرض للجلد خلال فترة هيمنة التنظيم فجلد "51 جلدة" عقابا له على تدخينه السجائر، ليصبح بحسب قوله بعدها "أحد تجارها" بعد مبايعته إياهم "باسم ابن عمه"، وأقدم على ذلك العمل "نكاية في ابن عمه" الذي كان يكرهه.
وأوضح الحجي أنه "في أحد الأيام أثناء عمله في حفر الخنادق دخل عليه أحد عناصر التنظيم ويدعى أبو إسلام وهو من طاجيكستان ليقول له بلغة عربية ركيكة: "أشم راحة منكر؟" فقال الحجي: رائحة سجائر.
فطلب من زميل له عراقي يدعى أبو سالم شم يديه ليهز الأخير برأسه ليؤكد الأمر وعلى الفور أمر بمغادرة المكان، ليقوم اثنان من شرطة التنظيم باصطحابه إلى مركز للشرطة تابع لهم ويحكم عليه بشهر سجن و51 جلدة".
اعتمد تنظيم داعش على الأحداث الذين غرر بهم عن طريق الدين ليكونوا عمالا له وطباخين وحتى سائقين، قتل من قتل منهم، واعتقل الكثيرين منهم، أما القسم المتبقي فمصيره إما الهرب وإما الاختباء.