يشارك في الانتخابات الرئاسية الفرنسية للمرة الثانية على التوالي، وهو يعلم ان حظوظه في بلوغ قصر الإليزية صعبة للغاية، وهو الذي ترشح في الانتخابات السابقة وحصل على أصوات 11% من الناخبين، قبل أن يعلن تأييد الرئيس الرئيس الحالي فرانسوا هولاند في جولة الإعادة، إنه جان لوك ميلانشون، والرجل يذكرنا بموقف حمدين صباحي الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في مصر لدورتين على التوالي حيث على المركز الثالث في انتخابات 2012، وخسر أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي في انتخابات 2014، التي حصل فيها السيسي على 98% من أصوات الناخبين.
النشأة
جون لوك ميلونشون، الوزير السابق في حكومة ليونيل جوسبان، من مواليد مدينة طنجة في 19 أغسطس عام 1951، وعاش سنوات طفولته الأولى بها إلى جانب والديه.
وعن طفولته في مدينة طنجة يقول ميلونشون بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة "ميدي1تي في" أتذكر "نهايات الأسبوع التي كنت أقضيها على الشاطئ، واستعدادات والدي للخروج، وذكريات أمي التي كانت تدرس في الأحياء الفقيرة في طنجة، آنذاك بدأ الوعي والإحساس بآلام الإنسان والحيوان لدي ولدى أختي".
واختلفت نشاطات ميلونشون في المدينة، كان اليساري والناشط البيئي، الذي يتقن فن الخطابة والتقنيات الرقمية الحديثة، إذ اعتاد على زيارة كنيسة سانت ماري سانت دجين في طنجة، حيث اعتاد أن يقدم ترانيما باللاتينية.
ويفتخر ميلونشون، دوما في كل لقاءاته وحواراته الإعلامية بانتمائه لمدينة طنجة، ويؤكد ارتباطه المستمر بها حيث يزورها بصفته الشخصية والعائلية كلما سنحت له الفرصة إلى ذالك.
الحياة السياسية
في العام 1986، أصبح عضوا في مجلس الشيوخ، بعد خمس سنوات من العمل إلى جانب الرئيس الفرنسي الأسبق «فرانسوا ميتران».
ثم شغل الرجل التروتسكي في العام 2000 منصب وزير في الحكومة الاشتراكية في عهد الرئيس «ليونيل جوسبان»، وهو من مؤسسي الحزب الاشتراكي لكنه سرعان ما ابتعد عن الحزب، وانضم إلى اليسار الراديكالي.
و«ميلنشون» العنيد والخطيب المفوّه، وصاحب الكاريزما الظاهرة، نائب بالبرلمان الأوروبي منذ عام 2009.
وسبق أن شارك في السباق الرئاسي في 2012 وحصل على 11.1% من الأصوات.
يشارك «ميلونشون»، في الانتخابات المرتقبة كمستقل وكمرشح لحركة «فرنسا العاصية» بدعم من الحزب الشيوعي.
برنامجه الانتخابي
ويتضمن برنامجه، كمنافسه الاشتراكي «بنوا هامون»، إنشاء «جمهورية سادسة»، ولكن بوجهة نظر مخالفة.
كما يتفق مع «هامون» أيضا بفكرة تحديد حد أدنى للأجور وقدره قدره 1300 يورو، وإطلاق خطة انتقال إلى الطاقة النظيفة في الطاقة برأس مال 50 مليار يورو، وهو ما يتوافق فيه مع هامون أيضا بالخطوط العريضة، ولكنه يختلف معه في الموقف من الاتحاد الأوروبي.
كما يحاول جذب أصوات الناخبين الاشتراكين، من خلال تنصيصه في برنامجه الانتخابي أيضا على قضية السماح للمهاجرين بالمشاركة في الانتخابات المحلية ومعارضة قانون العمل الذي فرضته الحكومة الاشتراكية، وأيضًا الإغلاق الفوري والنهائي لمحطة "فيسينهايم" النووية من أجل استمالة ناخبي الخضر.
ويستبعد مراقبون إمكانية مرور ميلونشون للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، رغم أن اسمه يبرز ضمن خمسة أسماء الأولى في السباق الانتخابي من بين 11 اسما، وقد أظهر استطلاع الرأي الذي أنجزته مؤسسة "هاريس أنتيراكتيف" لصالح "فرانس تلفزيون" مباشرة بعد المناظرة التلفزيونية الأولى التي جمعت المرشحين الخمسة الرئيسيين، الأسبوع الماضي، حصول ميلانشون على المركز الرابع بنية تصويت بلغت 18 %.