كشف صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أنه منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان يأمل اليمين الإسرائيلي أن يهتم ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويمنح إسرائيل حق التصرف بكل ما يتعلق بالبناء في المستوطنات.
وقالت الصحيفة لا تسمح السياسة الأمريكية الجديدة بضم المستوطنات إلى إسرائيل، ولكنها تحظر البناء في المناطق E1، وتحظر إقامة بؤر استيطانية غير قانونية وجعلها مستوطنات جديدة، كما وتقرر أنه يجب أن يتم كل بناء جديد في المستوطنات بالقرب من خط البناء الحالي "ما يمنع تماما إقامة مستوطنات جديدة".
ووفقًا للصحيفة فإن الموافقة الاستثنائية الصامتة التي حصل عليها نتنياهو من الإدارة الأمريكية هي بناء مستوطنة جديدة للسكان الذين تم إخلاؤهم من بؤرة عمونا ولكن ليس واضحًا بعد أين ستُبنى، متى، وهل ستُبنى مستوطنة كهذه حقا ؟
وأوضحت الصحيفة أن قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لن يؤدي إلى تجميد البناء في المستوطنات، ولكن سيؤدي إلى أن تصبح عمليات التخطيط والبناء بطيئة، وسيقلل عدد وحدات السكن الجديدة التي ستُبنى، وسيحد من انتشارها في أنحاء الضفة الغربية.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو وغرينبلات، مبعوث ترامب لشؤون الشرق الأوسط، لم ينجحا اليوم في التوصل إلى اتفاق فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات، وتم إرجاء اتخاذ القرار حول الموضوع في وقتنا هذا، أي أن نتنياهو قرر وحده يوم الخميس الماضي أنه يرغب في فرض تقييدات على البناء، بما معناه أن الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ دولة إسرائيل، تجمد البناء في المستوطنات دون ممارسة ضغط أمريكي.
وأضافت الصحيفة أنه رغم ذلك يبدو أن نتنياهو نجح في التوصل إلى تسوية مع منظمات اليمين والمستوطنين وكسب دعمهم لقراره، كان هناك من أثنى على هذا القرار في اليمين وعرضه كـ "سياسة مواصلة البناء في ظل تقييدات معينة".
وقال رئيس حزب "البيت اليهودي" في بداية جلسة مجلس الوزراء "يبدو هذا القرار ملائمًا ويشكل تطبقيه اختبارًا حقيقيا".
بالمقابل كانت ردود الفعل متباينة في اليسار الإسرائيلي، هناك من سخر من الوضع العبثي الذي جعل رئيس حكومة اليمين، نتنياهو، يجمد البناء في المستوطنات بإرادته، وهناك من أثنى على الرئيس ترامب لأنه بفضله تم إيقاف البناء في المناطق، بالمقابل، في حركة "السلام الآن" هناك ادعاءات أن القرار يتضمن عدة إمكانيات تتيح تخطي التقييدات عمليًا وتسمح بمتابعة البناء في المستوطنات بحرية.
ومن الواضح أن رئيس الحكومة الإسرائيلي سيعمل كل ما في وسعه للحافظ على العلاقا مع الرئيس ترامب، حتى إذا جاء هذا على حساب البناء في المستوطنات بهدف عدم عرقلة "الصفقة" التي يدفعها الرئيس الأمريكي.
لم تضع إدارة ترامب سياسية واضحة وعلنية بعد، ولكن يوضح المسؤولون في الإدارة جيدًا أن الرئيس جاد فيما يتعلق بنواياه لعقد "صفقة" تُلزم في نهاية الطريق بوقف البناء في المستوطنات.
وأوضح الناطق باسم الإدارة الأمريكية أن "الحكومة الإسرائيلية قد أوضحت أنه بهدف التقدم تعتزم تبني سياسية خاصة بالمستوطنات تأخذ بالحسبان مخاوف الرئيس وقد أثنت الولايات المتحدة على هذا القرار".