"أم السينما المصرية" بهذا التعبير يمكن وصف الفنانة القديرة أمينة رزق، التى تمر، اليوم الأحد، ذكرى ميلاده.
اسمها بالكامل "أمينة محمد رزق" من مواليد 10 أبريل 1910بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، والتحقت بمدرسة طنطا فى السادسة من عمرها وكانت تشاهد السيرك فى احتفالات مولد السيد البدوى.
في أوائل العشرينات، بدأت تتردد مع خالتها على كازينوهات ساحل روض الفرج لمشاهدة العروض التمثيلية والفواصل الغنائية التي كانت تقدمها فرقة يوسف عزالدين، ثم انتقلت إلى شارع عماد الدين.
ظهرت الفنانة أمينة رزق لأول مرة على خشبة المسرح عام 1922 حيث قامت بالغناء إلى جوار خالتها فى إحدى مسرحيات فرقة علي الكسار في مسارح روض الفرج.
البداية المسرحية
فى عام 1924 التحقت بفرقة رمسيس وعمرها لم يزيد فى هذه الفترة عن 14 عام حيث وقفت على خشبة المسرح لتؤدى دور صبى يدعى” ديمترييف” فى مسرحية راسبوتين أمام أستاذها ورفيق مشوارها المسرحى يوسف وهبى.
وقدمت معه العديد من الأدوار البارزة فى مسرحيات فرقة رمسيس وتأثرت خلال هذه المرحلة بمدرسة يوسف وهبى في الأداء المليودرامى.
جاءتها الفرصة الذهبية عندما أقدم يوسف وهبي على إخراج مسرحية “الذبائح” أسند لها أول دور رئيسي للبطلة "ليلى".
وفي عام 1930 أسند لها أدوار البطولة بالتبادل مع الفنانة فردوس حسن، وبعد خروج فردوس حسن من الفرقة فى الثلاثينات أصبحت أمينة رزق بطلة الفرقة بلا منازع، وظهرت أمام يوسف وهبى في العديد من المسرحيات منها "أولاد الفقراء، بنات اليوم، الطمع، عطيل، فاجعة على المسرح، حب عظيم، رجل الساعة، الدنيا مسرح كبير".
كان أول ظهور لها في السينما في الفيلم الصامت "سعاد الغجرية" عام 1928، ولكن بدايتها الحقيقية كانت من خلال أعمالها مع الفنان يوسف وهبي الذى كونت معه ثنائيًا فنيًا ناجحًا فى المسرح والسينما أيضًا، وكانت البداية الحقيقية لها في السينما من خلال فيلم “أولاد الذوات” عام 1932.
عملت الفنانة أمينة رزق مع كل مخرجي السينما المصرية تقريبا، باستثناء يوسف شاهين وتوفيق صالح، الذين رأوا فيها وجهًا مصريًا بسيطًا وحنانًا جارفًا يظهر في ملامحها مع تعبيرات مليئة بمشاعر الأمومة مع مسحة من الحزن، وربما بسبب هذه الخصائص تم حصرها في دور الأم فأجادت فيه بشدة.
وقامت بأحد الأدوار في ثانى الأفلام المصرية "قبلة في الصحراء" الذي عرض عام 1924 وتلاحقت بعدها أدوارها في السينما حتى وصلت مشاركتها في أكثر من مائة فيلم تم إختيار بعضها بين أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية مثل “دعاء الكروان”.
الأم
قدمت أمينة رزق فيلم" الأم "وهى فى العشرينيات من عمرها وظهرت فيه أمًا لنجوم من نفس سنها عن طريق فن الماكياج وبالطبع فن الأداء ومعايشة الشخصية.
وبعيدا عن الفن، كانت الفنانة أمينة رزق بمثابة الأم حقيقية لجميع لفنانين لما تتمتع به من طيبة فلب وحكمة وخبرة أعوام من الكفاح مما يجعلهم يطلقون عليها “ماما أمينة”.
وواصلت مسيرتها الفنية فى السينما حتى بلغ رصيدها حوالى 150 فيلم من أبرزها "المجد الخالد، الدكتور، دعاء الكروان، قلب امرأة، أولاد الفقراء، عاصفة على بيت، كليوباترا، البؤساء، أريد حلا، وغيرها من الافلام التى تعد علامات فى تاريخ السينما المصرية.
جوائز
حصلت على وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما مُنحت أوسمة من المغرب وتونس، وحازت عدة مرات على الجوائز الأولى كأحسن ممثلة عن أعمالها السينمائية وتقديرًا للمكانة الرفيعة التى إحتلتها وقد تم تعينها عضوًا بمجلس الشورى في مايو1991.
الاعتزال
ورفضت أمينة رزق في سنواتها الأخيرة فكرة الإعتزال، رغم حادث السيارة الذي تعرضت له وأصابها بكسور فى ساقها وواصلت مسيرتها الفنية وكانت متألقة دائمًا.
المسلسلات
قدمت الفنانة القديرة أمينة رزق العديد من المسلسلات نذكر منها "زينات والثلاث بنات، أوبرا عايدة، ضد التيار، عمر بن عبد العزيز، الزناتى خليفه، كوبرى الاحلام، ناس ولاد ناس، الكهف والوهم والحب، مخلوق اسمه المرأة، عصفور النار، رسول الإنسانية، وقال البحر، أحلام الفتى الطائر، أيها الحب لاتهجرني، ليلة القبض على فاطمة، امى الحبيبة، عنترة، طريق النور، البشاير، الأيام".
وللإذاعة قدمت العديد من المسلسلات منها مسلسل”سيرة ومسيرة” وغيرها.
الزواج
لم تتزوج الفنانة أمينة رزق أبدا وكانت دائما تقول تزوجت الفن وأنجبت كل أولادى الموهوبين فى المسرح والسينما وتؤكد أنها لم تشعر بالندم لأنها وهبت حياتها للفن.
أما علاقتها الوثيقة بالفنان يوسف وهبى والتى كانت وراء انطلاق شائعة زواجهما سرًا وهو ما نفته الفنانة القديرة بشدة مؤكدة أن علاقتها بالفنان الكبير يوسف وهبى مجرد علاقة عمل وتعده رائد من رواد الفن فى مصر وأستاذ محنك، ويكفى اختياره لها لتشاركه الأعمال السينمائية التى أخرجها وفى نفس الوقت كانت الممثلة الأولى فى فرقته المسرحية.
وتوفيت الفنانة أمينة رزق فجر يوم الأحد 24 أغسطس 2003، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد صراع، استمر شهرين، مع مرض سرطان الرئه اليسرى، إضافة الى اضطرابات في وظائف جهاز التنفسى.
وأصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية مما أدى إلى وفاتها.