الإرهاب يضرب "الدب الروسي".. مدينة "فلاديمير بوتن" تعج بالقتلى والجرحى.. والأمن يتهم 2900 مواطن بالإرهاب

انفجار مترو أنفاق سان بطرسبرج
كتب : سها صلاح

استهدفت عملية تفجير إرهابى، محطة مترو في سان بطرسبرغ الروسية، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، تزامنًا مع زيارة يقوم بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، إلى المدينة التي ولد فيها.

تعد سان بطرسبورغ المدينة الأشهر بعد موسكو، بالنسبة للمواطنين الروس وحتى الأجانب، إذ تعتبر عاصمة السياحة والفنون والثقافة لروسيا الاتحادية.

ويبدو أن تسمية "القيصر" التي ألصقت بالرئيس الروسي بوتن، لم تأت من فراغ، إذ يعتبر آخر حكام روسيا، الذين ولدوا في المدينة التاريخية بعد لينين أول زعيم سوفييتي. 

وكانت المدينة مقرًا للقياصرة، حتى آخر حكمهم من أسرة رومانوف، حين نجحت الثورة التي قادها لينين في إطاحت القيصر نيقولا عام 1917، ولا تبتعد روسيا عن مرمى الإرهاب منذ حربها في الشيشان، إذ شهدت عاصمتها موسكو عدة أحداث إرهابية دامية.

وانضم نحو 2900 مواطن روسي أصول غالبيتهم من جمهوريات شمال القوقاز، إلى مجموعات متشددة في سوريا والعراق، بحسب جهاز الأمن الروسي. 

أسس المدينة القيصر بطرس الأول عام 1703 ببناء قلعة ضخمة على نهر نيفا الكبير في الخليج الفلندي "بحر البلطيق"، وسرعان ما تحولت إلى ميناء عسكري تجاري كبير وساهمت بصنع الانتصار في حرب الشمال التي استمرت أكثر من عشرين عامًا، وفتحت آفاق اتصال واسع مع الحضارة الأوربية وقد حملت هذا الاسم تخليدًا لمؤسسها القيصر بطرس أو بيوتر الأول. 

من مدينة سانت بطرس بورغ انطلقت قذائف البارجة أفرورا باتجاه قصر الشتاء معلنة بدء الثورة عام 1917، وسميت عام 1924 لينينغراد أي مدينة لينين أول زعيم سوفييتي.

يعيش في سانت بطرسبورغ حاليَا قرابة خمسة ملايين نسمة، وفيها عدد كبير من الأبنية الحجرية ذات الهندسة المعمارية المتميزة ودور الموسيقى والبالية والأوبرا والقصور الفاخرة أشهرها قصر الشتاء الذي بني عام 1754 اعتمادًا على فن العمارة الفرنسية في القرون الوسطى، وهو مليء بالقاعات الفخمة الضخمة والأعمدة الشاهقة المنحوتة المزخرفة والحدائق البديعة والنوافير والمجالس القيصرية ذات القناطر الحجرية وكان مقرًا للقياصرة حتى آخر حكمهم من أسرة رومانوف حين اقتحمه البلاشفة عام 1917.

وفي هذه المدينة عشرات المتاحف المتنوعة أشهرها متحف الأرميتاج الذي أنشئ زمن الأمبراطورة 1764، ويعتبر من أشهر متاحف العالم بتكوينه المعماري ومحتوياته الفريدة حيث يحتوي على قرابة ثلاثة ملايين لوحة فنية لكبار الفنانين الروس والأجانب بمن فيهم دافينشي ورينوار ومونية إلى جانب موجودات وتحف متنوعة والحلي وأوان وأدوات وتيجان القياصرة والأحجار الكريمة والأيقونات ولقيات وهدايا، وتحف من كل مكان بما في ذلك من الشرق الأوسط والحضارة الفرعونية والساعات الرملية القيصرية القديمة والفازات البديعة والثريات والمنحوتات والقاعات والأعمدة والنقوش المذهبة وكثير جدَا غير ذلك وفي سانت بطرس بورغ تتم سنويا في فصل الصيف احتفالات ما يسمى بالليالي البيضاء والتي تستمر عشرة أيام حيث لا تغرب الشمس عن المدينة إلا قليلاَ دون أن يحل ظلام دامس وتجري في هذه الليالي حفلات موسيقية غنائية متنوعة لأكبر الفنانين والفرق الروسية والأجنبية الشهيرة. 

وفي هذه المدينة العديد من الجسور الضخمة المتحركة والتي تنفتح آليا وفق جدول زمني محدد لدى اقتراب السفن الكبيرة وهي تعبر نهر نيفا نحو بحر البلطيق أو بالعكس. بقي أن نشير إلى أن عددَا من كبار المسؤولين الروس قد جاؤوا من مدينة سانت بطرسبورغ إلى السلطة بمن فيهم الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتن ويطلق عليهم اصطلاحا تسمية مجموعة بطرسبورغ السياسية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
ملخص وأهداف مباراة ليفربول وباير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا