قال الكاتب الأردني الدكتور فهد الفانك اليوم الاثنين إن الاتفاق السعودي المصري على ربط البلدين الشقيقين بجسر بري عبر البحر الأحمر كان من أهم القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها في لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال الكاتب - في مقال له اليوم بصحيفة (الرأي) الأردنية حمل عنوان (جسر الملك سلمان) – إن هذا الجسر سوف يخدم اقتصاد البلدين ويسهل الانتقال بالاتجاهين سواء كان ذلك بالنسبة للصادرات والواردات أو حركة العمال المصريين العاملين في السعودية أو حركة الحجاج والمعتمرين أو حركة السياحة.
وأضاف "لهذا الجسر معان وأبعاد معنوية أخرى، لأنه يمثل إعادة ربط الجناح الشرقي للوطن العربي بالجناح الغربي برا بعد أن قامت إسرائيل كحاجز في وجه اللقاء البري، كما أن له أبعادا عسكرية من حيث تسهيل وسرعة انتقال الجيوش بالاتجاه المطلوب وإن كان يؤخذ عليه في هذا المجال أنه سيكون هدفا سهلا للعدو إذا لم تتوفر له مظلة دفاعية متطورة".
وتابع "ليس معروفا أين سيقام هذا الجسر فهذا متروك للمهندسين، لكن المأمول أن يكون أقرب ما يمكن للأردن للاستفادة منه في مجال النقل والانتقال خاصة وأنه كلما اقترب الجسر من العقبة كلما انخفضت كلفته لأن المسافة بين الشاطئين المطلوب ربطهما تتسع كلما تحرك الموقع جنوبا".
وقال "لابد أن نلاحظ بارتياح أن دولا عربية رئيسية تبني جسورا في حين يقوم غيرها ببناء الجدران في إسرائيل ضد العرب وفي أوروبا ضد اللاجئين وفي العراق ضد الطائفة السنية وفي أمريكا ضد المكسيك في معرض الحملة الانتخابية".
واختتم الكاتب المقال قائلا "السعودية قوة اقتصادية على مستوى عالمي ومصر قوة بشرية تقترب من مائة مليون مواطن والتقاء القوتين من أبرز الأمثلة على جدوى التكامل العربي"..مؤكدا على أن المحور السعودي المصري أقوى رد على التحديات والمخاطر الراهنة التي يواجهها الوطن العربي.
أما الكاتب الأردني طارق مصاروة فقد وصف في مقاله الذي حمل عنوان (لا سند للعرب غير العرب) والذي نشرته صحيفة (الرأي) اليوم زيارة العاهل السعودي لمصر بأنها مبشرة لأنها تتحدث عن مشروعات واضحة تقودها شركات سعودية وتهتم بمشروعات ضخمة مصرية بلغت اتفاقاتها وتفاهماتها 17 اتفاقية ووثيقة تفاهم.
وقال إن الجانبين اتفقا على مشروعات استراتيجية يمكن أن تتجاوز فوائدها مصر والسعودية إلى العالم العربي وفي مقدمة هذه المشروعات مشروع إنشاء الجسر البري الذي يربط بين البلدين، ونوه بأن السعودية كانت قد بادرت بإقامة جسر يربط مملكة البحرين بالبر السعودي ؛ وهذا هو الذي أثار حفيظة إيران لأنها كانت تراهن على ضم البحرين بإثارة التعصّب المذهبي واستعمال منظماته في شبيه متكامل مع حزب الله في لبنان..وقد أثبت جسر فهد بوصول (درع الجزيرة) إلى شوارع المنامة قبل استفحال الاحتجاجات التي اختلط بها الاعتصام في الساحات العامة واغتيال وإرهاب أجهزة الأمن البحريني".
وقال "إن الجسرين مع مصر ومع البحرين مهمان جدا ولولا وجود الكيان الإسرائيلي في إيلات لكان من السهل استعمال الطريق البري من السعودية للأردن لمصر.. وهذا ما تحقق مع مصر في الجسر العربي باتصال مباشر سريع وسهل من العقبة إلى نويبع.. ومرّت منه أنابيب الغاز المصري إلى الأردن".
وأضاف "إن مصر بحاجة الآن إلى من يقف إلى جانبها وليس هناك غير العرب وثرواتهم لأن أمريكا ليست حليفا حقيقيا كما أثبت الإيطاليون أنهم أوروبيون لا نستطيع الوثوق فيهم بعد قصة اختطاف أحد الرعايا الإيطاليين في القاهرة ووجوده مقتولا"..مشددا على أنه لا أمريكا ولا أوروبا ولا روسيا والصين تقيل مصر من عثرة الربيع العربي والتيارات الدينية المتطرفة لذا فإنه يتعين على العرب أن يقتلعوا أشواكهم بأيديهم.
واختتم الكاتب مقاله قائلا "لا يعود العالم العربي من تحت الماء بالخطابات والعنترات الكلامية التي دمرتنا طيلة نصف قرن، وإنما يعود بالعمل وبالإيمان الحقيقي بوحدة النضال الوحدوي، وبتوزيع الثروة القومية توزيعا عادلا بنفس الاقتصاد الجماعي، ويقيم كيانات حية هي أقرب إلى وحدة الحياة والمصير".