يبدو أن الحكومة القطرية لن تكف عن مناكفة نظيرتها المصرية، منذ توتر العلاقات بعد 30 يونيو 2013، كما لا تدخر جهدا لمحاولة الإضرار بمصر في شتى النواحي إلا وفعلته.
حقل غاز بالقرب من الحقل المصري
أحدث فصول هذه المناكفة هي توقيع شركة قطر للبترول رفقة أكسون موبيل الأمريكية اتفاقا مع قبرص للبحث عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل الجزيرة المتوسطية والتي تملك حدودًا بحرية مع مصر.
ويوم الأربعاء الماضي، وقعت شركة النفط الأمريكية أكسون موبيل وقطر للبترول، اتفاقا مع قبرص للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل الجزيرة، ومن المتوقع ان تبدأ الشركتان العمل في العام المقبل، وتم اختيار هذه الشراكة كجزء من الجولة الثالثة لمنح تراخيص الاستكشاف في المنطقة البحرية 10.
ووصف وزير الطاقة القبرصي جورج لاكوتريبيس وجود الشركتين في المنطقة الاقتصادية الخالصة لبلاده وللمرة الأولى في شرق المتوسط بأنه أمر "رائع".
وقال خلال حفل التوقيع "أحد أهدافنا الرئيسية خلال جولة منح التراخيص كان الدفع قدما بعمليات الاستكشاف في منطقتنا الاقتصادية" التي تهدف الى اكتشاف احتياطات هيدروكربونية، مضيفًا: "وهذا بالتحديد ما أنجزناه".
وأشار الوزير إلى أنه سيتم حفر 12 بئرًا استكشافية في المناطق البحرية 6 و8 و10 التي تم إعطاء تراخيص للعمل فيها.
وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، سعد شريدة الكعبي، إن هذا الاتفاق يوسع نطاق عمل قطر للبترول الدولي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وفقًا لبيان الشركة.
وبحسب البيان، يقوم التحالف حاليًا بإجراء مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد؛ لبدء أعمال الحفر والتنقيب بحلول عام 2018، كما سيعمل التحالف على بناء الكفاءات الوطنية في مجال النفط والغاز.
وكانت الشركة اعتزمت، في 7 فبراير الماضي، التحالف مع شركات عالمية لإعادة تحويل ما لا يقل عن 750 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي المسال إلى الحالة الغازية بحلول العام 2018.
وسيتم توقيع عقود الاستكشاف وتقاسم الإنتاج الخميس مع شركتي إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية للمنطقة البحرية 6، وإيني للمنطقة البحرية 8. وستتلقى قبرص ما مجموعة 103.5 ملايين يورو من الشركات عند توقيع العقود بحسب لاكوتريبيس.
وأعلنت أكسون موبيل وقطر للبترول أنهما بدأتا بالتخطيط لعمليات الحفر، وتنويان حفر أول بئر استكشافية في العام 2018.
وقال أندرو سوايجر نائب رئيس شركة أكسون موبيل: "نتطلع إلى العمل مع حكومة قبرص لتقييم واستكشاف الامكانات الهيدروكربونية".
هذه المناطق البحرية المعروضة قريبة من حقل "ظهر" قبالة مصر الذي اكتشفت فيه شركة ايني احتياطات هائلة تقارب 30 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وقامت الشركة الأميركية نوبل إينرجي بأول اكتشاف امام سواحل جنوب شرق قبرص عام 2011 في منطقة أفروديت (المنطقة البحرية 12)، والتي من المتوقع ان تحتوي على حوالى 127،4 مليار متر مكعب (4،54 تريليون قدم مكعب) من الغاز.
وتملك الشركتان الإسرائيليتان ديليك وافنر، حصة تساوي 30 بالمئة في هذا الحقل. وتحتاج قبرص اكتشاف مزيد من احتياطات الغاز من أجل جعل مخططاتها في هذا المجال صالحة اقتصاديًا، وكونها تسعى إلى ان تصبح لاعبا إقليميا في مجال الطاقة.
كما إن قبرص تخطط لبناء مصفاة لتسييل الغاز الطبيعي يسمح بالتصدير عبر السفن الى آسيا واوروبا، لكن الاحتياطات المؤكدة المكتشفة حتى الآن غير قابلة لجعل هذا ممكنا.
وتتطلع قبرص ومصر للعمل من اجل نقل الغاز من حقل أفروديت الى مصر بوساطة خط انابيب تحت الماء، وتطمح مصر الى البدء بتصدير الغاز وربما النفط بحلول 2022.
وتسعى شركة قطر للبترول مواصلة تفوقها على منافسيها في الولايات المتحدة وأستراليا، عن طريق خفض التكلفة في عملياتها المحلية، وتسعى للتوسع في الخارج بمشاريع مشتركة مع شركات نفطية دولية، حسب ما قالت الشركة القطرية في فبراير.
زيارة الأمير القطري لإثيوبيا
ويعتزم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، القيام بزيارة لإثيوبيا، الإثنين المقبل، هي الأولى من نوعها منذ تسلمه السلطة عام 2013.
ومن المنتظر أن يبحث أمير قطر، خلال الزيارة التي تستغرق يومين، مع رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، ورئيس البلاد، ملاتو تشومي، العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز مجالات التعاون بين البلدين، إضافة إلى جملة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق بيان السفارة القطرية بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.
وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية، إنه من المتوقع أن يبرم الجانبان اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وأن يتفق الطرفان على الإعفاء من التأشيرة المتبادلة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمية بين البلدين.
وتأتي الزيارة بعد ختام زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى إثيوبيا في نهاية الأسبوع الماضي، والتي استمرت 3 أيام التقي خلالها رئيس الوزراء الإثيوبي هالي مريام ديسالين، وتفقد خلالها عدد من المشاريع.
وشهدت الفترة الماضية تقاربًا سودانيًا قطريًا بعد زيارة الشيخة موزة المسند، والدة أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، للسودان في نهاية مارس الماضي.
ويرى الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، أن أمير قطر بحث كيف يضر مصر جيدًا، وجد أن أهم مشكلة هي أزمة سد النهضة التي لم تحل بعد".
تابع في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "أعتقد أنه سيدفع أموالًا كثيرة من أجل توقيع ضرر على مصر، وهذا يفسر سبب زيارته الإثنين القادم إلى إثيوبيا".
أكد اللاوندي، أن الوضع مع دول الخليج متأزم للغاية، حتى في ذلك السعودية، وأعتقد أن موافقة الأخيرة على ضرب الشعب العربي السوري مسألة أزعجت مصر كثيرًا".
مخطط النايل سات
وكشف أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، خطة قطرية للقضاء على القمر المصري "نايل سات"، قائلًا إن "الإعلام في مصر يدار بطريقة خاطئة، خاصة وإن الإعلام في مصر يدور في فلك محلي وداخلي ولكن الحقيقة أن المعركة أصبحت في السماء وفي المدارات الفضائية".
وأضاف هيكل، أن القمر الصناعي المصري كان له مدار وحيز كان من المفترض أن يسيطر عليها ولكن ما حدث هو أن ذلك الحيز ظل متروكا حتى وقع تحت سيطرة قنوات القرصنة التي تذيع أفلام سينمائية مسروقة من خلال قمر يوتل سات الفرنسي إضافة إلى بث القنوات الإخوانية من خلال هذا الحيز.
وأشار هيكل إلى أن البساط الآن يتم سحبه من تحت أقدام القمر الصناعي المصري، بعد إقامة تحالف بين القمر القطري سهيل والعرب سات، وهو ما يتم الآن من تحويل مستخدمي Be In Sport من قمر نايل سات إلى سهل سات، وهذه بداية عملية سحب البساط من القمر المصري لصالح قطر، والتي سيليها انتقال مجموعة من القنوات بالتتابع إلى الأقمار الأخرى وخروجها من النايل سات.
ولفت هيكل إلى أن مشكلة النايل سات يدار بفكر حكومي، وهو ما يحول دون دخول النايل سات في منافسة باقي الأقمار الصاعدة التي تعمل على جذب الاستثمارات والقنوات الكبيرة من خلال عمل عروض وتخفيضات كبيرة تصل لحد منح ترددات مجانية.