قال مصطفي حمزة، الباحث في شئون حركات الإسلام السياسي، إن تنظيم داعش يتغذى على الطائفية، ويسعى لإشعالها في مصر، وخلق بيئة مواتية له، ليعوض خسائره في سيناء، وفشله في تحويلها لمنطقة توحش وصراع، على الرغم من كل المحاولات التي يقوم بها لإرباك الأجهزة الأمنية هناك، واستنزافها في مواجهات عشوائية، مؤكدًا أن مخطط الطائفية سيفشل بسبب طبيعة النسيج المصري الوطني وتركيبته، التي تختلف عن دول أخرى تضم عرقيات طائفية وإثنيات يمكن استغلالها لمصلحة التنظيم مثلما حدث في سوريا والعراق.
وأوضح حمزة في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن تنظيم داعش يصف المسيحيين في مصر وغيرها بـ"الصليبيين" الذين يجب قتالهم و"النكاية" فيهم، لبث الرعب في نفوسهم، لافتًا النظر إلى أن التنظيم يحقق من استهداف المسيحيين عدة أهداف، أولها زعزعة الأمن والاستقرار، وإرباك الأجهزة الأمنية، وبث الفتنة الطائفية، وإحراج النظام السياسي، واستعداء الخارج والدول الغربية عليه، بحجة حماية الأقليات في مصر، حتى تدخل الدولة المصرية في حالة صراع مع هذه الدول، مما يؤدي لإضعاف النظام المصري، تمهيدًا لإدخاله أو جره للدخول في مرحلة "شوكة النكاية والتوحش" حسب خطة "داعش" الفاشلة.
وطالب مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة استصدار قرار جمهوري بإنشاء المعهد القومي لمكافحة التطرف والإرهاب، بحيث يتناول الظاهرة من جميع جوانبها، من خلال علماء الاجتماع والنفس والاقتصاد والسياسة، وخبراء الإرهاب والجماعات المتطرفة، وعلماء الدين الإسلامي والمسيحي، مشددًا أن الحاجة لوجود هذا المعهد أصبحت ماسة جدًا مع تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في الفترة الأخيرة، والتي من المتوقع أن تستمر فترات قادمة على حد قوله.