تعرَف على مهام الأمين العام للأمم المتحدة

كتب : سها صلاح

يعد منصب الأمين العام للأمم المتحدة أهم منصب في الهيئات الدولية، ويُعرف بحسب الميثاق العام بأنه "المسؤول الإداري الأول" للمنظمة، ويعد لدى المجتمع الدولي رمزًا للأمم المتحدة، ومعبرًا عن المثل العليا الموجودة في الميثاق العام للمنظمة، بجانب كونه دبلوماسيًا وناشطًا وشخصًا متفائلًا مؤمنًا بإمكانية تحقيق السلام العالمي، ويبلغ راتب الأمين العام للأمم المتحدة ما يُقارب الـ227 ألف دولار سنويًا، بالإضافة إلى تمتعه بمنزل آمن وحماية دائمة.

ينتخب الأمين العام للأمم المتحدة بتصويت الجمعية العامة بعد ترشيح مجلس الأمن، وتكون فترة الولاية 5 سنوات قابلة للتجديد.

ترأس الأمانة العامة للأمم المتحدة 9 أشخاص من دول مختلفة حول العالم، آخرهم البرتغالي أنطونيو غوتيريش، الذي تسلم الأمانة العامة من الكوري بان كي مون، في يناير2017.

وشغل غوتيريش قبل انتخابه أمينًا عامًا منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة في الفترة، من يونيو 2005، إلى ديسمبر 2015.

وكان عضوًا برلمانيًا بالبرتغال، وشغل منصب رئيس الوزراء لفترة، كذلك كان رئيسًا للمجلس الأوروبي، بالإضافة إلى مناصب ومبادرات دولية أخرى تهتم بشؤون اللاجئين والتنمية.

يشمل دور الأمين العام عدة مهام رئيسية، منها أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد السلام والأمن الدوليين، ويُطلب منه أن يقوم بالوظائف الأخرى التي يوكلها إليه مجلس الأمن والجمعية العامة وهيئات الأمم المتحدة الرئيسية الأخرى، مثل المبادرات الاستثنائية، ووضع مواثيق وخطط جديدة لتحقيق السلام، وإعداد دراسات وتقارير عن حقوق الإنسان، وهو المتحدث العام باسم المنظمة.

ولتحقيق السلام العام، فإنه يقوم هو أو كبار موظفيه بمبادرات علنية وسرية؛ لمنع نشوء منازعات دولية أو تصاعدها أو انتشارها.

يشمل البرنامج اليومي للأمين العام التشاور مع زعماء العالم، وحضور ندوات مختلف هيئات الأمم المتحدة، ويسافر إلى جميع أنحاء العالم للسعي في تحسين الأوضاع الدولية.

كان عند مؤسسي الأمم المتحدة آمال كبيرة في جعل الحروب المستقبلية مستحيلة، وتحقيق السلام العالمي، وحل النزاعات دبلوماسيًا، لكن انقسام الدول الأعضاء خلال الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي حتى عام 1991 جعل هذه الآمال مستحيلة التحقيق.

ولم يتغير الوضع كثيرًا بعد انتهائها، فإلى جانب كثير من المبادرات التي لم تحقق إلا نجاحًا ظاهريًا فقط، فإن الأمين العام دائمًا ما يُعرب عن قلقه عند حدوث شيء ما يهدد اﻷمن والسلم العام أو ينتهك حقوق الإنسان، ولا يبدو أن قلقه يعني شيئًا للمعتدِي، أو يدفع الظلم عن المظلوم.

تصريحات بان كي مون

اشتهرت تصريحات الأمين العام السابق بان كي مون طوال فترة ولايته بالقلق تجاه الأحداث العالمية، التي تهدد السلام أو تنتهك حقوق الإنسان.

وبسبب كلمة "يشعر بالقلق" التي لا يكاد يخلو منها تصريح للأمين العام أنشأ مغردون على تويتر وسمًاهاشتاغ #بان_كي_مون_الرجل_القلق، للسخرية من تصريحات بان كي مون.

بان كي مون يعرب عن "قلقه" من "قلق" المجتمع الدولي من عليه بسبب إفراطه بـ"القلق" ويدعو لعدم

" القلق" من " قلقه"،#بان_كي_مون_الرجل_القلق

بينما غرَّد آخرون بعد اختيار أنطونيو غوتيريش خلفًا لبان كي مون.

اليوم تنتهي ولاية #بان _كيمون ولا قلق بعد اليوم..

فقد أقلقنا قلقه كثيرا..ولم يقدم لقضايانا أكثر من ذلك..#الأمم_المتحدة

وقال رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إن عدد مرات قلق بان كي مون خلال عام 2014 وصل إلى 180 قلقة، وفي عام 2015، وصل إلى 48 قلقة فقط، تنوعت بين القلق العميق والبالغ والشديد.

عدوى القلق

أعرب الأمين العام الجديد أنطونيو غوتيريش أيضًا عن قلقه عدة مرات، منذ توليه المنصب بداية هذا العام.

فقال في التقرير ربع السنوي المقدم لمجلس الأمن بشأن الحالة في دارفور، إنه يشعر بـ"القلق البالغ إزاء استمرار انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان التي ترتكب ضد المدنيين، خاصة المشردين داخليًا والنساء والأطفال".

وفي تصريح آخر، أعرب عن قلقه أيضًا تجاه خطة خفض تمويل الولايات المتحدة الأميركية للأمم المتحدة، كذلك أعرب عن قلقه من الاشتباكات التي شهدها خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا قبل شهرين، داعيًا الطرفين إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه إلحاق الضرر باتفاق وقف إطلاق النار بينهما.

يتسع دور الأمين العام دائمًا إلى ما يتعدى القلق، فهو بطبيعة منصبه يمكنه الاضطلاع بدور "الحكم" في النزاعات بين الدول الأعضاء، وتقديم مبادرات لتحقيق السلام، وتنبيه مجلس الأمن إلى المسائل التي تهدد السلم العالمي، لكن تنوعت التصريحات بين القلق والشجب والإدانة، ولا يُرى في الأفق خطوات حقيقية لمنع انتهاك حقوق الإنسان أو تصاعد الأزمات الدولية التي تزداد تعقيدًا كل يوم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً