سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الخميس الضوء على العديد من القضايا التي تهم القارئ المصري والعربي في مقدمتها الإرهاب والوضع في سوريا.
افتتح العنوان "حقيقة يجهلها الإرهاب" أكد الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" أن القراءة الصحيحة للجرائم الإرهابية الجبانة، التي أخذت في ارتكابها مؤخرا جماعة التكفير والتفجير والإرهاب، ضد المصريين المتواجدين في دور العبادة في الأعياد والمناسبات الدينية، تهدف في أساسها وجوهرها إلي النيل من مصر وإشاعة أكبر قدر من الترويع وعدم الاستقرار في الدولة.
وقال بركات إنه من الواضح من خلال النظرة المدققة في النمط والمنهج الإجرامي الذي يتبعه القتلة الإرهابيون، حرصهم الإجرامي علي إحداث أكبر قدر من الدمار والتخريب، وإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وسفك أكبر كمية من الدماء".
وأكد أن الهدف من وراء ذلك هو السعي بكل الوسائل الإجرامية، لإحداث أكبر قدر ممكن من الترويع واثارة الفزع العام لدي المواطنين، لعل ذلك يؤدي إلي شيوع الفتنة والفوضي بين أبناء الشعب، وصولا إلي إحداث ثغرة في النسيج المجتمعي تتيح للجماعة الإرهابية الادعاء بغيبة الاستقرار في الدولة، وتصدير رسالة للعالم بذلك.
واختتم محمد بركات مقاله قائلا "ذلك هو هدفهم المريض وسعيهم الضال من وراء جرائمهم وإرهابهم الدموي في إطار كراهيتهم لمصر وشعبها، وهذا هو ما يسعون إليه، وهو ما لن يتحقق بإذن الله، نظرا لكونهم يجهلون حقيقة وجوهر الشعب المصري، رغم انها جلية وواضحة ومؤكدة علي مر العصور، هذه الحقيقة التي تقول بكل الصدق والبساطة، "إن مصر شعب واحد وأمة واحدة لن يستطيع احد ان يفرق بينها في يوم من الأيام".
وفي عموده "في الصميم" بصحيفة "الأخبار" قال جلال عارف تحت عنوان "وقت الحساب قادم مع الداعمين للإرهاب": الآن نواجه موجة جديدة من موجات الإرهاب في حرب لم تنقطع ضد مصر. لكننا نخوضها ونحن أقوي. أزحنا الخطر عن حدودنا.. توحدت كلمتنا ضد جماعات الإرهاب كما لم يحدث من قبل. سقطت كل الأقنعة. وبان الوجه القبيح لمن كانوا يحاولون اقناع العالم بأن الإرهاب يمكن أن يكون معتدلا"!!».. وأن يكون الإخوان عنوان هذا الاعتدال!! عرف العالم كله أن الإرهاب بدأ مع (الإخوان) واستمر معهم، وأن كل جماعاته علي مدي تسعين عاما خرجت من تحت عباءة هذه الجماعة.
وأكد عارف أن القوي الكبري التي منعت عنا السلاح ونحن نواجه الإرهاب، تدرك الآن حجم الخطأ الذي ارتكبته بعد أن أصبح الإرهاب يدق أبواب الجميع. والدول التي تدعم الإرهاب لم تعد قادرة علي اخفاء جرائمها ولا علي تحسين وجهها القبيح.
وفي خطابه عقب تفجير الكنيستين كان لافتا تأكيد الرئيس السيسي علي مطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة الدول التي تدعم الإرهاب، والتي تأتي بالمقاتلين لتدفع مصر وشعبها من استقرارها وأمنها بسبب هذا الدعم.
وقال جلال عارف "لقد سقطت كل الأقنعة، ونفد صبر العالم كله، وأدرك الجميع حجم الخطأ حين راهن البعض علي استخدام هذه الجماعات الإرهابية والدول الراعية لها لتنفيذ مخططاتها. الآن.. لم يعد أمام العالم كله إلا طريق واحد، وهو الحرب الشاملة علي كل جماعات الإرهاب، وعلي كل من يدعمونها بالمال والسلاح".
أما فهمي عنبه رئيس تحرير "الجمهورية"، فأكد في عموده "كلام بحب" أن الشعب السوري يدفع من أرواح ودماء أبنائه.. ثمن صراعات دولية لا دخل لهم بها.. ويسدد من استقرار ووحدة بلاده.. فاتورة حرب تخوضها علي أرضه بالوكالة عشرات الآلاف من مقاتلي القوات النظامية ومن المرتزقة ومن الإرهابيين الذين يمثلون القوي العظمي والإقليمية.
ورأى عنبه أنه رغم اختلاف الدول الكبري والإقليمية في كل شيء.. وتعارض مصالح الشرق مع الغرب.. إلا إنهم اتفقوا علي شيء واحد.. هو بقاء الوضع في سوريا علي ما هو عليه.. وترك الحرب الدائرة مستمرة.. لحين التوافق علي تقسيم البلاد ليأخذ كل طرف نصيبه من "الكعكة".. أو لحين فناء الشعب الذي تحاول كل دولة أن تبدو في صورة المدافع عنه والمطالبة بحقه في الحياة.. بينما الجميع يتآمرون ضد كل ما هو سوري!!
وأشار الكاتب إلى أن نفس سيناريو تدمير العراق وغزوها تكرر والعرب غافلون.. بل ويشاركون في سحق السوريين.. فكما أوهموا العالم بامتلاك صدام حسين لأسلحة تدمير شامل نووية وكيماوية.. عادوا لذات الحجة وان الأسد يستخدم الكيماوي ولابد من معاقبته.
وأكد أنه لن تحل الأزمة السورية إلا إذا توفرت إرادة دولية حقيقية وقرارات ملزمة من مجلس الأمن واتفاق "أمريكي - روسي أوروبي".. وتوافق "عربي - عربي".. وهدنة "تركية - إيرانية".. وتصميم من أبناء سوريا أنفسهم علي إنهاء المسألة وجلوس الحكومة مع المعارضة.. وبدون ذلك فلنقل علي سوريا السلام الذي لا لقاء بعده ليس مثلما قال قيصر وهو يودعها علي غير رجعة.. ولكن لان الدولة نفسها لن تكون موجودة ولن نشاهد سوريا علي الخريطة.. وإنما دويلات متعددة!!.
وفي عموده (نقطة نور)، في صحيفة (الأهرام) وتحت عنوان "هل استخدم بشار سلاحه الكيماوي"، تساءل الكاتب مكرم محمد أحمد "لماذا يورط الرئيس السوري بشار الأسد نفسه فى استخدام غاز سرين السام ضد المتمردين في مدينة خان شيخون فى محافظة إدلب، التي سقط فيها أكثر من 70 قتيلا بينهم عدد غير قليل من النساء والأطفال، في الوقت الذي تحقق فيه القوات السورية عددا من الانتصارات العسكرية المهمة تؤكد قدرته على حسم الموقف عسكريا خاصة أنه يعرف على وجه اليقين أن الأمر لن يمر بسهولة وأنه يمكن أن يتلقى عقابا رادعا؟!.
وأوضح مكرم أن هذا هو السؤال المهم الذي يلقيه الروس الذين يتشككون في تقارير المخابرات الأمريكية التى تؤكد أن بشار الأسد استخدم غاز سرين السام لأنه أقل كلفة وأشد تأثيرا فضلا عن آثاره المرعبة خاصة مع انخفاض أعداد قوات الجيش السورى إلى حدود لا تتجاوز 18 ألفا!
وقال الكاتب إن الروس أعادوا سؤالهم مرة أخرى على مسامع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الذي يزور موسكو الآن في مهمة صعبة تستهدف إلزام الروس التخلي عن مساندتهم لبشار الأسد، لأنه ما من خيار آخر سوى مقاطعة الغرب للروس وفرض المزيد من العقوبات وهو أمر يتوافق عليه الامريكيون والفرنسيون والبريطانيون وآخرون إضافة إلى الاحتمالات المتزايدة لتصعيد العمل العسكرى لإسقاط بشار كما فعل حلف الناتو فى ليبيا.
وأشار إلى أنه رغم إعلان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، أن المخابرات الأمريكية تملك أدلة كافية على حادث خان شيخون، تتجاوز وجود عينات من أجساد ضحايا الحادث تحمل آثار غاز سرين، إلى شرائط فيديو تصور إحدى طائرات سوخوي 22 وهى تلقي بحمولتها السامة فوق المدينة مع اتهام واضح ومباشر لروسيا بأنها تتستر على جرائم بشار لأنه من الصعوبة بمكان ألا يعرف الروس مقدمًا بعملية استخدام الغاز بينما يخالط جنودهم وضباطهم الجنود السوريين في قاعدة الشعيرات قريبًا من حمص التي انطلقت منها طائرات السوخوى، يؤكد الروس أن المتمردين السوريين هم الذين يستخدمون الأسلحة الكيماوية للإيقاع بحكم بشار الأسد.
واختتم مكرم محمد أحمد، مقاله متسائلا "لماذا تغير فجأة موقف الرئيس ترامب الذي كان حتى الأمس القريب يدعو الجميع إلى الاعتراف بوجود بشار في السلطة ويؤكد أن الأولوية المطلقة ينبغى أن تكون للحرب على داعش وليس إسقاط بشار، معربا عن ظنه أن ترامب اكتشف في حادث خان شيخون فرصة كبرى تؤكد للأمريكيين وجود رئيس قوى فى البيت الأبيض يملك قدرة الحسم والقرار، وبرهانا قويا يسقط كل الشبهات حول علاقته مع موسكو إضافة الى رسالة تهديد مباشر تكبح جماح كوريا الشمالية.