في سلسة من الزيارات التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للكنائس المصرية، تزامنًا مع احتفال الإخوة الأقباط بالأعياد الخاصة بهم، زار الرئيس الخميس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية بالكاتدرائية في العباسية، لتقدمة واجب العزاء، وتأتى هذه الزيارة بعد أيام قليلة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها مصر على كنيستي طنطا والإسكندرية خلال احتفال الأقباط بأحد "السعف"، وأسفرت عن وفاة العشرات وإصابة آخرين.
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التي يذهب فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي ليهنئ الإخوة الأقباط في أعيادهم، حيث كانت زيارته اليوم بالكاتدرائية في العباسية هي الزيارة الرابعة له منذ توليه الحكم، وكانت الزيارات السابقة بمقر الكاتدرائية الأرثوذكسية في القاهرة، تقدم خلالها الرئيس بالتهنئة للأقباط بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وأعلن في الزيارة السابقة للكاتدرائية عن إقامة أكبر كنيسة وأكبر مسجد في مصر في العاصمة الإدارية الجديدة، وتبرع بمبلغ مائة ألف جنيه مصري، مساهمة منه في إنشائهما.
وكان المشهد الثانى في يناير الماضي، حيث شهدت الكاتدرائية زيارة للرئيس السيسي، أثناء احتفال الأقباط بقداس عيد الميلاد في مقر الكاتدرائية في القاهرة، بحضور البابا تواضروس الثاني، ورجال الكنيسة وكبار المسؤولين المصريين، وتوجه خلال هذه الزيارة برسالة إلى الأقباط تفيد "إن الجميع في مصر يحبونهم"، وأضاف أن الحكومة انتهت من ترميم الكنائس التي تضررت من أعمال العنف في أغسطس 2013، تزامنًا مع فض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية.
وذكر السيسي أن "الشعب المصري يتعامل بأمانة وشرف وإخلاص ومحبة وسلام ولا يبغي غير ذلك سواء له أو لغيره، وهذه النوايا يدعمها الله، فالله يدعم الحسن فالسلام حسن والخير حسن والتعاطف حسن وأي قبح ليس له مكان بيننا"، وعلى الجانب الأخر استقبل الأقباط السيسي في مقر الكاتدرائية في القاهرة بالورود والزغاريد، ولقيت كلمته ترحيبًا من الحاضرين والبابا تواضروس الثاني على وجه الخصوص.
أما المشهد الثالث فكان في يناير عام 2016، ولكنه تمتع بذكرى حفرت في وجدان كل مصري، حيث انتشرت قوات الحرس الجهوري بشكل مفاجئ بمحيط الكاتدرائية وبعدها بدقائق أعلن عن قدوم الرئيس السيسي في ليلة عيد الميلاد لتهنئة الأقباط بعيدهم، وكان رد الأقباط على ذلك هو ترديد عبارة " بنحبك يا سيسي"، وكان ذلك أكبر رد عملي على فتاوي من يحرمون تهنئة الأقباط بعيدهم، حيث رفض فتاواهم عمليًا بالتوجه لزيارة الكاتدرائية والتأكيد على وحدة الشعب المصري.
وخلال هذه الزيارة وجه الرئيس عدة رسائل إلى الإخوة الأقباط، كانت أولهم التأكيد على ضرورة المحبة، والثانية هى انه لن يكون هناك من هو قادر على التفرقة بين المصريين، أما الرسالة الثالثة فهي وصية تحمل دعوة للانتباه، إذ قال "عايز أوصيكم وأوصى نفسى إنه مفيش حاجة تؤذينا لا ظروف اقتصاديه ولا سياسية ولا أى حاجة.. أى حاجة نقدر عليها إلا إننا نختلف"، لكنه عاد وأكد على الحق في الاختلاف الطبيعى والتنوع، مضيفا "محدش قدر ولا هيقدر يخلى الناس حاجة واحدة".
ولم تتوقف سلسلة الرسائل عند هذا الحد، فقط كانت الرسالة الرابعة هي دعوة للاعتزاز والثقة فى النفس ومواجهة حالة الإحباط، وأكد السيسي في رسالته الخامسة على اهتمامه بالعلم والتعليم والقراءة، وكانت الرسالة الأخيرة عندما قدم السيسي اعتذار بطعم الوفاء والمحبة إلى الأقباط خاصة، والمصريين عامة، وهى أن مصر لا تنسى أبناءها، ولا وإخلاصهم ووفاءهم لها.
وكانت الزيارة الرابعة لها مذاق خاص هي الأخرى في الوسط المصري بصفة عامة، وعلى الأقباط بصفة خاصة، حيث شهدت الكاتدرائية زيارة الرئيس السيسي أثناء احتفالات عيد الميلاد المجيد، وكانت هذه أول زيارة لرئيس مصري للكاتدرائية في عيد الميلاد بعد أن تم افتتاحها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت هناك زيارات سابقة لحكام مصر للكنيسة، ولكنها لم تكن في وقت الاحتفال بقداس عيد الميلاد، وكانت الزيارات التي شهدتها الكاتدرائية سابقًا لأسباب متعلقة بأحداث جارية.