قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه بالرغم من اشتهار الزعيم النازي أدولف هتلر بعمليات القتل الجماعية لملايين خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أنه رفض استخدام غاز السارين ضد خصومه العسكريين.
ولا يعود السبب وراء ذلك في أن هتلر كان أقل شرًا من الرئيس السوري بشار الأسد، رغم التصريح الجريء الذي أدلى به السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، بأن "شخصًا بوضاعة هتلر" لم يستخدم الأسلحة الكيماوية بنفس أسلوب استخدام الأسد لها.
ولم يكن السبب في ذلك أيضًا، بأن هتلر لم يمتلك غاز السارين، فقد توصل أحد العلماء الألمان إلى غاز الأعصاب خلال إحدى التجارب التي كان يجريها على بعض المركبات الكيماوية في محاولة لقتل الخنافس، وقام الجيش الألماني بإنشاء مصنع لغاز السارين عام 1943، وطلب الضباط من هتلر استخدامه، ولكنه لم يفعل.
وكشفت الصحيفة أن هتلر لم يستخدم غاز السارين لأنه كان قد تعرض شخصيًا لاعتداء بغاز الخردل عام 1918 خلال الحرب العالمية الأولى وكان يعلم جيدًا المآسي التي تسببها مثل هذه الأسلحة.
ذكر أيان كيرشو في كتابه حول السيرة الذاتية لهتلر الذي واجه انتقادات كبيرة، أن هتلر ورفاقه تعرضوا خلال الانسحاب من مخبأهم أثناء أحد الاعتداءات للعمى الجزئي جراء التعرض لغاز الخردل ولم يتمكنوا من النجاة بحياتهم إلا بعد أن تشبثوا ببعضهم البعض وتبعوا أحد رفاقهم الذي كانت إصابته أقل حدة".
وذكر هتلر في كتابه "في بداية الصباح، بدأت أشعر بالألم أيضًا، وتزايد الألم مع مرور الوقت،وفي السابعة صباحًا، كانت عيناي تؤلماني بشدة.. وبعد بضع ساعات، أصبحت عيناي كالفحم المتوهج وأصبح الظلام يحيط بي من كل مكان.
وتم اصطحاب هتلر إلى المستشفى، حيث تعافى في النهاية وعلم بهزيمة ألمانيا، والعالم بأسره يعرف ما حدث بعد ذلك.
ومع ذلك لا يكاد يوجد أي أدلة تاريخية توحي باعتراض هتلر على استخدام غاز السارين جراء تجربته في التعرض لغاز الخردل.
ورغم ذلك فهناك ثروة من السجلات التاريخية حول العدو الرئيسي لهتلر في الحرب العالمية الثانية، وهو ونستون تشرشل،حيث تبنى تشيرشل استخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب العالمية الأولى.
وكتب رئيس الوزراء لاحقًا في إحدى مذكراته عام 1919 "لا أتفهم تلك الحساسية المفرطة حول استخدام الغاز، ليس من الضروري أن يتم استخدام أكثر الغازات فتكًا، فالغازات يمكن استخدامها لإثارة الرعب والفزع دون ترك أي آثار جسيمة على معظم المتعرضين لها".