العمليات الإرهابية التي يسمع بها الجميع ليست وحدها فقط تُشير إلى تربص المتطرفين بالدولة المصرية، وهناك وقائع لا يعلم عنها أحد شيئًا إلا القليل، وتؤكد ذلك أيضًا.
ويؤكد خبراء نفسيون، أن أي تعمد لإيذاء الغير يعد إرهابًا، وليس مجرد تفجير كنيسة أو قنص جنود فقط، حيث أن العنف أصبح ليس ظاهرة فردية، ولا ظاهرة خاصة بمجتمع دون آخر، بل هو ظاهرة عالمية، تطورت لتراكمات، وانفجرت في الآونة الأخيرة في مصر بشكل غير مسبوق.
وفي هذا التقرير نرصد بعض هذه الحالات الفجّة والتي تحدث فيما بيننا..
داعشية في شوارع كفر الشيخنشرت مواطنة تُدعى آمال سليمان، من سكان منطقة غرب كفر الشيخ، صورة بها عبارات ورموز مجهولة منقوشة على سور بجوار منزلها، يقع بين مدرستي سيدي طلحة الابتدائية، والسادات الإعدادية، ما تسبب قي إثارة القلق بين الأهالي.
وأضافت سليمان، من خلال منشور عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، لاقى تداولًا، أنها بسؤالها صبية كانوا يلعبون بجوار المدرسة، أكدوا لها أن من قام بذلك سيدة منتقبة وفرت مسرعة.
تتابع: “الأولاد عندي لقوا ده مكتوب بجوار البيت، ولما سألوا عن اللي كتب لقوا إن واحدة لابسة نقاب هي اللي كتبت.. معقول عندنا دواعش؟".
من جانبه قال اللواء سامح مسلم، مدير أمن كفر الشيخ، إنه لا علم لديه بهذه العبارات المجهولة. موضحًا أنه سيسأل جهاز الأمن الوطني عن هذا الموضوع، إضافة إلى البحث في صحة هذه الواقعة والوقوف على ملابساتها، ثم توضيح الأمر.
جزار المنوفية وجارتهومنذ أيام، انتشر عبر "فيسبوك"، منشورًا صادمًا، حيث يحوي صورًا لسيدة تُدعى "حنان"، من منطقة العزبة الغربية، بشبين الكوم، بمحافظة المنوفية، وهي في حالة يُرثى لها، بعد أن تعدى عليها جارها "الجزار".
وفي المنشور، كُتب:”نداء عاجل للسيد وزير الداخلية، نأسف لبشاعة المنظر، عايزين حق السيدة حنان، الست دي كل هما بنتها وابنها اللي في مدارس بيتعلموا، الست دى قررت تأكل أولادها بالحلال، الست دي معاها عربية كرو بالحمار وتبيع عليها أنابيب بمجهودها، وعندها جار اسمه (مصطفي بلاقيت) مهنته جزار، وقام بالتشاجر مع السيدة (حنان حسين أحمد غلوش)، وكان في يده السكين وقام بذبح فمها زي ما حضرتكم شايفين الصور، وأنها عندما ذهبت للمستشفى تلقت العلاج وعملت محضر ولكن يا جماعة الخير هذا الرجل الطاغية هددها أن يغتصب بنتها وأن يقتل ابنها أو يقوم بتشويه وجههم.. حسبي الله ونعم الوكيل".
التحرش بفتاة الزقازيقومطلع أبريل الجاري، شهدت مدينة الزقازيق واقعة مؤسفة، حيث تعرضت فتاة ترتدي فستانًا قصيرًا لتحرش جماعي، مما استدعى الشرطة للتدخل وإطلاق النار لفض المتجمهرين.
وذكر شهود عيان أن عددًا كبيرًا من الشباب طاردوا فتاة في حي القومية، وتحرشوا بها لفظيًا وجسديًا، بحجة ارتدائها "ملابس مثيرة".
وقال الشهود إن الأهالي حاولوا إبعاد المتحرشين إلا أنهم فشلوا، فقامت الفتاة بالهرب واحتمت بأحد الكافيهات الشهيرة للهروب منهم، إلا أنهم لاحقوها واحتشدوا مرة أخرى أمام الكافيه وسببوا أزمة مرورية بالمنطقة، حتى جاءت الشرطة وأطلقت 12 طلقة في الهواء لتفريقهم.
وفي مقطع فيديو ملتقط عبر كاميرا المراقبة الخاصة بالكافيه الذي احتمت به الفتاة ضحية واقعة التحرش الجماعي، تظهر حالة الزحام المروري الذي بدت عليه المنطقة، والتي أعقبها تجمهر عدد كبير من الشباب، وتظهر الفتاة الضحية في المنتصف، بعدها نجح مجموعة من الأهالي في تحريرها من الشباب، لكنها لم تسلم من ملاحقاتهم، حتى قام صاحب الكافيه، ويُدعى "عمرو هاشم"، والعاملون به وعدد من الأهالي الذين تواجدوا أثناء الواقعة، بانتشال الفتاة من بين أيادي المتحرشين مرة أخرى، ثم قاموا بإدخالها إلى الكافيه، والتصدي لمجموعة الشباب المتهمين في الواقعة ومنعهم من الدخول إلى الكافيه خلفها حتى جاءت الشرطة.
وقال صاحب الكافيه، إن بداية الواقعة كانت حينما كان متواجدًا في الكافيه الخاص به إذ فوجئ بتجمع المئات من الشباب في الشارع المواجه للكافيه، والمؤدي إلى منطقة القومية، فظنَّ في بادئ الأمر أنها مشاجرة، وباستطلاع الأمر تبين قيام مجموعة من الشباب لا تتخطى أعمارهم 19 عامًا بالتحرش بفتاة، وهو ما أثار غضبه وغضب الأهالي وأصحاب الكافيهات المتواجدين في المنطقة، فقاموا من فورهم بمساعدة العاملين بالكافيهات والمطاعم بفرض سياج بشري حول الفتاة وتلقي الضربات التي كانت تسدد إليهم دون عبء بها في سبيل انتشال الفتاة من بين أيادي المتحرشين، وبالفعل تمكنوا من إدخالها إلى الكافيه والاتصال بالشرطة، وبعد مُضي دقائق حضر النقيب عبد الله وصفي معاون مباحث قسم شرطة ثان الزقازيق، وتمكن وبرفقته قوة من قسم الشرطة من اصطحاب الفتاة بعد مناوشات مع الشباب المتجمهرين في الشارع، اضطر خلالها إلى إطلاق النيران فى الهواء لفض تجمهرهم وإفساح الطريق أمام سيارات الشرطة لمغادرة المكان وبرفقتهم الفتاة الضحية.
وألقى ضباط مباحث مركز شرطة ثاني الزقازيق، القبض على 6 من الشباب المشتبه في تورطهم في محاولة الاعتداء على الفتاة وتجريدها من ملابسها والتحرش بها، في منطقة فيلل الجامعة بدائرة القسم.
وأفادت التحريات التي أجراها الرائد عصام عتيق رئيس مباحث قسم شرطة ثاني الزقازيق، بأن الفتاة حضرت إلى مدينة الزقازيق لحضور حفل زفاف، وعقب انتهاء الفرح قامت بالخروج في منطقة الفيلل للتنزه، قبل أن تتعرض لتلك الواقعة، وبعرض المشتبه فيهم من المقبوض عليهم على الفتاة تمكنت من التعرف على أحدهم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2252 إداري قسم شرطة ثاني الزقازيق لسنة 2017.
ذبح قبطي في شوارع الإسكندريةمطلع يناير الماضي، تباينت ردود الفعل في مصر حول واقعة قيام شخص ملتح بذبح قبطي يملك محلا للتسالي والخمور أمام المارة بشارع خالد بن الوليد بمنطقة المنتزه بالإسكندرية.
وألقت قوات الأمن القبض على مشتبه به بارتكاب عملية القتل، وقررت النيابة حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق.
ولكن لا يزال بعض الغموض يكتنف الحادث حتى الآن خاصة مع عدم توافر معلومات حول دوافع مرتكب الحادث وصلته بالقتيل.
خبير: مجتمع غبي ودواعش مع بعضه وغياب للدولةويقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بمستشفيات القوات المسلحة، إن انتشار وسائل الإعلام التقليدية والحديثة بطرق غير مسبوقة أدى إلى الشعور بأن المجتمع بأسره يميل إلى العنف، مشيرًا إلى أن المجتمع يعاني من انحدار ثقافي بطريقة فجّة.
أضاف في تصريحات خاصة، أن "الشعب كانت ثقافته غربية متحضرة قبل ثورة 52، وحينما جاء السادات تحولت الثقافة إلى وهابية، وحينما جاء مبارك عشنا ثقافة (بالحب)، حيث أنه ترك كل شخص يفعل ما يشاء ويعتنق ما يشاء، ثم ظهر الإعلام الجديد وأفلام السبكي وخالد يوسف، أفلام العشوائيات والدعارة والعنف والضرب، وكل هذا كان له دور في تدمير ثقافة الشعب".
تابع: “الناس بقى بالنسبالها التحرش عادي، والخناقات عادي، اتنين يتخانقوا مع بعض فيقوم واحد ملبس التاني قميص نوم زي ما حصل في مسلسل (الأسطورة)، وكله بيقلد بعضه، ولو استمرينا على هذا الحال سيكون القادم أسوأ، لأن المجتمع بقى غبي مع دولة غائبة”.
استكمل: “الإرهاب لم يكن ليضرنا في شيء لو أننا معًا بدون هذا الانحدار الثقافي، والحقيقة إننا إحنا اللي بنضرب بلدنا، دواعش في بعض، ليس لدينا ثقافة تقبل الآخر، ده الأهلاوي والزملكاوي مش قابلين بعض، روح أي مصلحة حكومية هتلاقي موظف يطلع عينك، هو نفس الموظف ده اللي بيشتكي من أمين الشرطة اللي جمب بيته، ونفس أمين الشرطة ده اللي بيشتكي من الممرضة والدكتور في المستشفى".
إعلامي: مفرخة جديدة للدواعش بالشوارع والمساجدالإعلامي محمد الدسوقي رشدى، قال إن دعم الإرهابيين غير قاصر على التمويل المادي والمعنوي من الخارج بل هناك دعم يأتيهم من داخل الشوارع والمساجد والجمعيات الأهلية العاملة في البلاد، لافتًا إلى أن تطهير الجيش لأرض سيناء من الدواعش والقضاء عليهم يقابله مفرخة جديدة للدواعش داخل المساجد التابعة لوزارة الأوقاف ويدورها السلفيون إلى جانب دورات التنمية البشرية التي تقوم بها لتخريج إرهابيين صغار.
وأضاف "رشدي"، خلال تقديمه برنامج "آخر النهار"، عبر فضائية النهار "One"، أن وزارتي الأوقاف والتضامن مسئولتان عن ذلك، مشدّدًا على أن الأوقاف عاجزة عن فرض سيطرتها على هذه المساجد ومعاهد إعداد الدعاة، الأمر الذي جعل هؤلاء المتطرفين يعقدون العديد من الدورات التي يتعلم فيها النشء أن التعليم والتليفزيون حرام، والنصاري كفار، وغيره من هذه الأفكار المتطرفة التي يغسلون بها أدمغة الأطفال والشباب.