أصابت العلاقات المصرية السودانية حالة من التوتر العام، وذلك على خلفية احقية كل منهم في حلايب وشلاتين، وما تبع ذلك من أوقات تسوء فيها العلاقات وأوقات أخري يكون التعاون هو سيد الموقف.
وكانت أخر علاقات التوتر بين البلدين، نقل مصر لصلاة الجمعة من مسجد جمعون بشلاتين، كرسالة واضحة منها بان حلايب وشلاتين هى أرض مصرية، وسبقها ما نقله موقع سوداني عن وزير الدفاع الفريق أول عوض بن عوف، أعلن خلال جلسة مغلقة في البرلمان بشأن الأوضاع الأمنية في البلاد الأربعاء، "أن الجيش المصري يمارس نوع من المضايقات والاستفزازت للقوات السودانية في منطقة حلايب، ونحن نمارس ضبط النفس بانتظار حل المشكلة سياسيًا بين الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي".
وسبق اعلان السودان باستفزاز الجيش المصري لها، خطة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بزيارة السودان لبحث عدد من القضايا المشتركة، وإزالة سوء الفهم الذي يحدث بين الطرفين منذ شهور، حسبما أكد خلال اجتماع لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري بحضور رؤساء لجان "الدفاع والأمن القومي، والشؤون الأفريقية، والعلاقات الخارجية".
وأشار إلى أنه سيزور السودان لعقد جولة حوار سياسي، يتم خلالها إثارة جميع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وإزالة أي سوء التفاهم الذي أصاب العلاقات.
وفى الثامن من إبريل الجاري نشب توتر جديد في العلاقات بين مصر والسودان، على إثر إقدام الأخيرة، فرض تأشيرة دخول على المصريين الذكور من سن 18 عاما، حتى سن 49 عامًا، إضافة إلى تحصيل رسوم من المغادرين المصريين بقيمة 530 جنيها سودانيًا.
وعلى أثر هذا القرار الأول من نوعه منذ انفصال السودان عن مصر عام 1956، احتجزت السلطات السودانية ركاب رحلة مصر للطيران رقم 853، القادمة من القاهرة إلى الخرطوم، وطالبتهم بسداد 50 دولارا، أو 500 جنيه للدخول، فيما طالب مدير مكتب شركة "مصر للطيران" في الخرطوم بمهلة لتطبيق القرار، وعندها سمحت السلطات السودانية بدخول ركاب الطائرة، وعددهم 122 راكبا إلى السودان، وفق تقارير إعلامية.
وفي الشهر الماضي أعلن عبد المحمود عبد الحليم، السفير السوداني في القاهرة، إن وسائل الإعلام المصرية سخرت من السودان وكذلك السوشيال ميديا خلال تناولهم خبر زيارة الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ووالدة الأمير الحالي تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني للسودان، موضحًا أن السودان من حقها أن تستضيف من تريد قائلًا " إحنا حرين ندعي لأرضنا من نشاء".
وعلى الجانب الأخر كان هناك تعاون مثمر بين مصر والسودان من خلال منتخب السودان للشباب تحت 20 سنة، في نوفمبر 2016 الذي أختتم معسكره الأول بالقاهرة استعدادًا لبطولة إفريقيا للشباب 2017، وكان الفريق قد خاض تجربتان ناجحتان مع فريق الشباب المصري.
وفي سياق متصل قال هاني رسلان، الخبير في الشأن السوداني، أن ما تفعله السودان ما هو إلا محاولة لإظهار نفسها بجانب مصر، ولهذا تقوم بالرد على أى محاولة تقوم بها مصر، وظهر ذلك خلال منع المصريين من الدخول إلى السودان إلا بتأشيرة على دخول الذكور، موضحًا أن السودان دائمًا ما تحاول الظهور وإبراز دورها ولفت الإنتباه على خلفية توتر العلاقة بينها وبين مصر.
وأشار في تصريح لـ" أهل مصر" أن نقل الصلاة اليوم من شلاتين رد مصري لا يشوبه أى انفعال ولكنه يكمن بداخله القوة والذكاء، موكدًا أن قطر تلعب دورًا في محاولة تقوية النفوذ السوداني، لوضع مصر في أزمات، ولكنها لن تنجح في ذلك.
وأوضح أن المحاولة السابقة لمنع دخول المصريين إلى السودان وفرض تاشيرة عليهم، لا يعد محاولة قوية وذلك ما استدعي عدم اهتمام القاهرة بهذا القرار، لأن فئات المسافرين من مصر إلى السودان هي العمالة وافراد جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، في تصريح لـ "أهل مصر" أن نقل التليفزيون المصري اليوم لشعائر صلاة الجمعة لأول مرة من شلاتين، كان لها دور كبير في أظهار مدي الهدوء المصري في الدفاع عن أرضه، موضحًا أن هناك دعوات تفيد بطرد السفير المصري من السودان عقب موقف مصر اليوم من بث الصلاة بشلاتين.
وأوضح أن زيارات قطر للخرطوم وزيارات السودان إلى الدوحة ازدادت في فترة تصاعد الخلاف بين مصر والسودان، مشيرًا إلى عدم اعتقاده بأن قطر تكون وراء مثل تلك الدعوات لأن الشعب السوداني يقدر نظيره المصري والعلاقة بينهم أقوى من أي مال قطري.