قالت دراسة أعدها كلًا من الدكتور شون غرين، الأستاذ المساعد في جامعة ويسكونسن ماديسون، والدكتور آرون زايتس من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد. إنّ ألعاب الفيديو، وخاصة ألعاب الحركة، تُنشط الذكاء البشري.
وخلص المختصان في الدراسة التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أنّ ألعاب الفيديو تنمي مهارات الانتباه وعمليات الدماغ والوظائف المعرفية، بما في ذلك القدرة على الإبصار في مستويات متدنية من الإضاءة.
الباحثان أجريا اختبارات شملت 12 ألف تلميذ وطالب أسترالي، وجرى الاختبار في مجالات الحساب والقراءة والعلوم، علاوة على جمع معلومات عن نشاط الطلبة على الإنترنت.
خلصت تجارب البحث إلى أنّ ألعاب الفيديو قد تساعد الطلبة على تطبيق وشحذ الخبرات المكتسبة من المدرسة. وفي إيضاح النتائج قال ألبيرتو بوسو من جامعة ملبورن في أستراليا: "الطلبة الذين يلعبون ألعاب فيديو كل يوم أحرزوا 15 نقطة فوق المعدل في الحساب و17 نقطة في العلوم".
ومضى بوسو إلى القول: "حين تمارس ألعاب الفيديو، فأنت تحل أحجيات متعددة باستمرار، محاولاً الانتقال إلى المستوى الأعلى، وهذا يتطلب استخدام بعض المعارف والمهارات في حقل الحساب والقراءة والعلوم التي درستها خلال اليوم"، ما يعني تطبيق العلوم التي درستها خلال اليوم عملياً، فتثبت المعلومات الواردة فيها في ذاكرتك.
لكن وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك" و"واتس آب"، تقود إلى نتائج عكسية. في هذا الخصوص قال الدكتور بوسو: "التلاميذ المداومون على وسائل التواصل الاجتماعي يضيعون وقتهم الذي يفترض أن يقضوه في المذاكرة بعد المدرسة لتثبيت المعلومات التي اكتسبوها، ولكن اللجوء إلى فيسبوك والدردشة بحد ذاته قد يكون مؤشراً على فشلهم في الحساب والقراءة والعلوم، ما دفعهم إلى الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي"! وهذا يحيلنا إلى لغز" من جاء أولاً: البيضة أم الدجاجة؟"
الرسوب وإعادة العام الدراسي قد يكون أثرها أسوأ على الطالب من استخدامه "فيسبوك"، طبقاً لدراسة نشرت في دورية "إنترناشيونال جورنال أوف كوميونيكيشن". كما أثبتت الدراسة أن الطلبة المنحدرين من مكونات عرقية صغيرة أو من عرقيات تتكلم بلغات محدودة التداول معرضون للفشل في مدارسهم أكثر من أولئك المدمنين على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الدردشة.
وكانت دراسة بريطانية نشرتها وكالة الأنباء الألمانية قد كشفت مؤخرا أن ألعاب الفيديو يمكن أن تثير سلوكيات عدوانية لدى اللاعبين، ليس بسبب العنف الظاهر فيها ومشاهد القتال وسفك الدماء، بل بسبب صعوبتها وعدم قدرة اللاعب على إحراز تقدم فيها، ما قد يولد لديه حالة إحباط وانتكاس تؤجج فيه روح العداء.
جاء ذلك بناءاً على تجربة أجراها أندرو برزبلسكي، الباحث بمعهد دراسات الإنترنت التابع لجامعة أوكسفورد البريطانية، وريتشارد رايان، المتخصص في علم النفس التحفيزي بجامعة روتشستر، وتوصلا خلالها إلى أن الإحباط الناجم عن عدم تحقيق نتائج جيدة في ألعاب الفيديو يمكن أن يؤدي إلى سلوكٍ عدواني لدى اللاعبين.
ويبقى السؤال الذين يمكن أن يشغل الأهل والمربين: متى يعود الناس إلى الألعاب التقليدية المسالمة الرخيصة الهادئة ويبتعدوا عن جنون العالم الرقمي لتهدأ مشاعرهم؟.