يتصدر مشروب " الجبنة "، كعادته كل عام إحتفالات أهالى مدينة القصير بأعياد الربيع " شم النسيم"، والذى يقوم بعملها وتقديمها " عوض محمد إبراهيم "، أو كما يقول عليه أهل مدينة القصير " العم عوض "، فهو يبلغ من السن 60 عامًا من ساكن مدينة القصير وموطنه الأصلى مدينة حلايب جنوب البحر الأحمر على الحدود المصرية السودانية.
إلا أن " العم عوض "، لم يترك هذا الإحتفال أن يمر مرور الكرام، إلًا وأن ضع بصمته فيه، وأن يمكث فى مكانه المعروف والمعتاد عليه منذ سنوات على شاطئ البحر لتجهيز وعمل " الجبنة "، وبيعها وتقديمها لكبار السن وكذلك الشباب.
ألتقت عدسة " أهل مصر " بالعم " عوض "، لكى يروى لنا ما هو مشروب الجبنة، وذلك وسط عائلته وأصدقائه القادمين من جنوب البحر الأحمر " حلايب " ليقضوا معه الإحتفال بعيد الربيع " شم النسيم ".
ويقول العم " عوض "، الجبنة هو المشروب الرسمي لقبائل مثلث " حلايب وشلاتين "، جنوب البحر الأحمر، والذي يعد واجب الضيافة، المعتمد لديهم بما يقابل الشاي والقهوة في ربوع مصر وأنحاءها المختلفة.
و تابع " عوض"، أن مشروب الجبنة مشروب عربي شهير، يتم تجهيزه من خلال عملية التحميص اليدوي للبن الأخضر، عن طريق قليه داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق، وتستغرق عملية التحميص ٣ دقائق، وأثنائها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة التي يطلبها الضيف".
ويضيف قائلًا: بعد تجهيز تلك الخلطة يضاف إليها القليل من السكر ثم يقدم المشروب داخل فناجين صغيرة مصنوعة من الخزف الصينى الملون"، موضحًا سعر الكيلو جرام من الجبنة الجيد يتراوح بين 15 جنيها إلى 20 جنيهًا.
وأوضح أن الأدوات التي تستخدم في صناعة هذا المشروب متواجدة في كل بيت من بيوت أهالي الجنوب وكأنها شيء أساسي، وتلازمهم تلك الأدوات في كل مكان عند رعي الجمال والخروج للصيد البري، وكذلك الصيادين يصطحبونها في مراكبهم.
و أختتم العم " عوض " عن وصف الجبنة، أن الجبنة تحلو فى مجالس السمر مع الأهل والجيران وأن الفرد الواحد قد يتناول أكثر من 40 فنجانًا في السهرة واذا كان هناك ضيف فلا يحق له أن يترك أي بواقي للقهوة داخل الفنجان، لأن ذلك يعتبر إهانه للمضيف، وعلى الضيف أن يشرب أكثر من 3 فناجين، وإذا لم يقم بهز الفنجان عقب الفراغ من الشراب فهذه دليل على أنه لا يريد مزيدًا من الجبنة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
