تحيي منظمة الأمم المتحدة يوم اللغة الصينية بعد غد الخميس، وتعد جزءا من مبادرة تهدف إلى زيادة الوعي والاحترام لتاريخ وثقافة اللغات الرسمية الست للمنظمة العالمية.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاحتفال بيوم اللغة الصينية رسميا في 20 أبريل عام 2010 ، وجرى أول احتفال رسمي العام 2011، وتم اختيار اليوم موعدا لتكريم تسانغ جيه، وهو شخصية أسطورية يقال إنها التي اخترعت الرموز الصينية قبل نحو 5000 سنة.
ويرجع تاريخ السجلات الأثرية للغة الصينية إلى ما قبل أربعة آلاف سنة على الأقل، ويتكلم بها حاليا أكثر من 1.4 مليار شخص في العالم، بما يعني أن واحدا من كل 7 أشخاص في العالم يتحدثونها، وتتميز بآلاف اللهجات، لكن اللغة الصينية الفصحى (الماندارين) يتكلم بها أغلب الصينيون ويفهمها ما يقدر بـ 95 % من الصينيين.
وتكتب الصينية بنظام كتابة فكرية تسمى "هاندز"، التي اخترعت قبل 4000 عام، ويحتاج الطالب إلى 6000 رمز ليقرأ جريدة عادية، وأكثر من ذلك ليقرأ الكتب القديمة.
وفي الصين وسنغافورة يستعملون "الحروف المبسطة" التي لها أشكال مبسطة، لكن في هونغ كونغ وتايوان لا يزال يستعملون الحروف التقليدية.
وتكتب اللغة الصينية أيضا أحيانا بنظام بينيين اللاتيني للتعليم وللأجانب، ومجموع الرموز الصينية أكثر من 60 ألفا أو يزيد والشخص الصيني العادي يعرف ما بين 5000 - 6000 رمز، أما الأجانب فالذي يتقن اللغة يعرف ما بين 3000 – 5000 على الأكثر.
واللغة الصينية لا تحتوي على أبجدية، وإنما تحتوى على كلمات..فالرمز الواحد عبارة عن كلمة مستقلة، ويكتب الرمز من اليسار لليمين، ومن أعلى لأسفل، وما يخالف ذلك يعتبر خطأ.
والقواميس والمعاجم الصينية إنما تعتمد على نظام عدد الخطوط في الرمز الواحد فتجرد الكلمة من الخطوط الزائدة، وما تبقى بعدئذ تعد خطوطه ويأخذ مكانه في القاموس.
وأهم اللهجات أو اللغات الصينية هي المندارينية، وهي اللهجة الرسمية في جمهورية الصين الشعبية، ومن أهم اللهجات الأخرى الكانتونية والتايوانية والدونكان ، وكلها لغات نغمية.
وينقسم نظام اللغة الصينية في الوقت الحالي إلى نظامين، أى نظام الشكل الأصلي المعقد للمقاطع الصينية ونظام الشكل المبسط للمقاطع الصينية.
ويستعمل نظام الشكل الأصلي في تايوان وهونغ كونغ وماكاو وكذلك أوساط الجاليات الصينية الذين يعيشون في أمريكا الشمالية، ومهما كان الاختلاف في نظام الكتابة لنوع المقاطع الصينية، فالاختلاف في كتابة المقاطع الصينية نفسها لا يصل إلى 25%، وقامت اليابان بتبسيط كتابة المقاطع الصينية، ولا تزال تحافظ على كتابة بعض المقاطع الصينية بالأسلوب التقليدي الصيني.
أما أسلوب الكتابة في كوريا الجنوبية فيقترب من أسلوب الكتابة الصينية التقليدية، ولكل مقطع صيني معان كثيرة، وله قدرة كبيرة على تكوين المفردات، ويمكن للعديد من المقاطع الصينية أن تصبح مفردات مستقلة، ما جعل نسبة استعمال المقاطع الصينية عالية جدا، ويمكن لنحو 2000 مقطع صيني أن تغطى أكثر من 98 % من الوسائل الكتابية للتعبير، وبالإضافة إلى ذلك تتميز المقاطع الصينية بميزات الكلمات الصوتية والمعنوية لذلك كانت نسبة قراءة المقاطع الصينية عالية جدا، وتتميز المقاطع الصينية بأنها تغطى نسبة أكبر من المعاني مقارنة باللغات الأخرى.
وتنتمى اللغة الصينية إلى نظام اللغة الصينية التبتية، وهناك العديد من اللهجات المحلية للغة الصينية، منها اللهجة الشمالية، ولهجة وو، هونان، كه جيا، وقوانغدونغ، وفوجيان.
ومن الناحية الجغرافية، فإن اختلاف اللهجات المحلية للغة الصينية كان واضحا جدا، وإن الذين يسكنون في مناطق اللهجات المحلية المختلفة عادة لا يفهمون ما يقوله الجانب الآخر، ولكن اللغة الصينية المكتوبة التي يستعملها الصينيون هي واحدة، بمعنى آخر أن اللهجات المحلية للغة الصينية موحدة إلى حد بعيد من حيث الكلمات المكتوبة، وأن اللغة المستخدمة هي اللغة الصينية الواحدة.
في جنوب ليبيا يهدد المصالحة الوطنية