"أعداء الإسلام" لكبار العلماء: "الأزهر لن يطور الخطاب الديني"

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

أصدرت هيئة كبار العلماء، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بيانا مساء أول أمس يدينون فيه الهجوم على الأزهر الشريف، ونص البيان على أن المناهج التعلمية فى الأزهر الشريف فى القديم والحديث هى وحدها الكفيلة بتعليم الفكر الإسلامى الصحيح الذى ينشر السلام والاستقرار بين المسلمين أنفسهم، وبين المسلمين وغيرهم، وتشهد على ذلك الملايين التى تخرجت فى الأزهر من مصر والعالم، وكانوا ولا يزالون ودعاة سلام وأمن وحسن جوار، ومن التدليس الفاضح وتزييف وعى الناس وخيانة الموروث تشويه مناهج الأزهر واتهامها بأنها تفرخ الإرهابيين.

والحقيقة التى يتنكر لها أعداء الأزهر بل أعداء الإسلام هى أن مناهج الأزهر اليوم هى نفسها مناهج الأمس التى خرجت رواد النهضة المصرية ونهضة العالم الإسلامى بدءًا من حسن العطار ومرورًا بـ محمد عبده والمراغى والشعراوى والغزالى، ووصولا إلى رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم، والقائمين على رسالته فى هذا الزمان.

وعلى هؤلاء المنكرين ضوء الشمس في وضح النهار أن يلتفتوا إلى المنتشرين فى جميع أنحاء العالم من أبناء الأزهر، ومنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وعلماء ومفتون ومفكرون وأدباء وقادة للرأى العام، ويتدبروا بعقولهم كيف كان هؤلاء صمام أمن وأمان لشعوبهم وأوطانهم، وكيف كان الأزهر بركة على مصر وشعبها حسن جعل منها قائدًا للعالم الإسلامى بأسره وقبلة علمية لأبناء المسلمين في الشرق والغرب.

وقدمت هيئة كبار العلماء خالص تعازيها للإخوة الأقباط والشعب المصري أجمع في ضحايا التفجريين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستي مارجرجس والمرقسية، وأعلن الازهر خلال البيان أنه متضامن مع الكنيسة المصرية في وجه كل من يتعدي عليها.

وعلى الجانب الأخر وجه عدد من فئة الرأى العام هجومًا ضاربًا على الأزهر الشريف عقب البيان الصارد بالأمس، كان أبرزهم إسلام البحيري الذي علق بطريقة ساخرة عما قالته هيئة كبار العلماء عن طريق تدوينه له على موقع الفيس بوك قائلًا "ما يسمى هيئة كبار العلماء في الأزهر طلعت بيان النهارده سيبكم من تفاصيله لأن في مليون رد على كلامهم لكن مش وقته".

وأوضح أن "المذهل المفجع الصادم في البيان إنهم بيقولوا بالنص إن أعداء الأزهر هم أعداء الإسلام وده يلخص كل أذى حل على مصر والإسلام والإنسانية بسبب أشخاص الأزهر الحاليين".

وقال: "تخيلوا التدليس وصل إنهم يخلوا انتقاد الأشخاص وفكرهم هو انتقاد المؤسسة، ثم في مرحلة أعلى يخلوا انتقاد المؤسسة هو عداء للإسلام كله"، وفي الختام وجه بحيري نصيحة من خلال قوله" نصيحة... ترك الأزهر على حاله كما هو الآن بأشخاصه ومناهجه هيكون سبب مباشر وحقيقي في خراب مصر".

ولم يكن بحيري هو فقط من وجه انتقاد إلى البيان الصادر عن هيئة كبار العلماء، فهناك النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة بمجلس النواب، الذي قال أن بيان هيئة علماء الأزهر لا أمل فيه أبدًا في أن تقوم هذه الهيئة، بأي خطوة في سبيل التطوير المنشود للخطاب الديني.

ودعا هيئة كبار العلماء التي استشهدت بالإمام محمد عبده أن تقرأ رأيه في مناهج الأزهر وما وصفها به عندما قيل له أنت تعلمت في الأزهر" وكان ذلك ما قاله أبو حامد عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" عقب البيان.

ومن جانبه قال الكاتب الصحفي خالد منتصر، أن لغة البيان الصادر عن هيئة كبار العلماء تعد صيغة مليئة بالخطورة وقبولها وسريانها في جسد المجتمع والتآلف معها هو آخر مسمار في نعش الدولة المدنية، وأخطر ما في البيان هو اعتبار أن اعداء الأزهر هما اعداء الدين الإسلامي، وهذا مضمونه مساواة المؤسسة بالدين.

وإضاف "أن الأزهر الذي أنشئ ٣٥٩ هـ كمؤسسة شيعية ثم أصبح سنيًا في ٥٦٧ هـ تقريبًا مع الأيوبيين، هل معنى ذلك أن الإسلام هذا الدين بكل تاريخه ظل حائرًا خمسمائة سنة ونصف قرن كمان حتى اكتشفه الأزهر ؟!!، معقول !، معلوماتي الدينية المتواضعة أن الوحي قد انقطع بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، الرسول الذي كانت الصحابة تسأله الرأي أم الوحي قبل اتخاذ القرار، فهل شيوخ الأزهر صار يهبط عليهم الوحي، حاشا لله وصاروا لا يسئلون عما يفعلون، وهل صار كلامهم وحيًا لا رأيًا".

أما عن المستشار أحمد عبده ماهر، المفكر الإسلامى، فقد قال أن الكلام الذي قالته هيئة كبار العلماء في البيان بالأمس مجرد كلام ولكن الواقع مختلف تمامًا، موضحًا أن العالم سيكون أفضل كثيرًا بدون وجود الأزهر، وأن استقبال شيخ الأزهر بالخارج يأتي لقيمة الأزهر الشريف وليس لقيمة شيخ الأزهر.

وأوضح أن القوة الناعمة التي هي الأزهر لا تدرس فكر القتل وفقه الكراهية في المناهج الخاصة بها، وظهر ذلك في الكتب الخاصة بهم مثل كتاب "صحيح مسلم"، المنسوب زورًا للرسول "صل الله عليه وسلم" على حد تعبيره، مشيرًا انه طرح فكره في تغير مناهج الأزهر على شيخ الأزهر السابق طنطاوي، وتقبل ذلك وقام بتغير المناهج، ولكن عقب وفاته تم عودة المناهج القديمة مرة أخرى بعدما تولي الشيخ الطيب مشيخة الأزهر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً