كشفت صحيفة "The Canary" عن تقرير مسرب من وكالة الاستخبارات الأمريكية أكد فيه أن دوغلاس لوكس أحد كبار جواسيس الوكالة كُلف بوضع خطة لتغيير الحكومة السورية خلال السنوات الأولى للحرب هناك (2012-2013)، وكان يعتبر عيون وآذان أمريكا على الأرض السورية.
وقالت الصحيفة إن لوكس كشف عن تجربته في سوريا، حيث أنه وبعد سنوات من تواجده في أفغانستان، وبينما كان جليس المنزل للتعافي من آثار تعاطي المخدرات وكسر في الكاحل، قام لوكس بشكل غير متوقع بالتواصل مع المعارضة المسلحة في سوريا، كجزء من عملية حساسة للمخابرات الأمريكية المركزية.
وبرز بعد ذلك، حسب وصفه، كعميل استخباراتي يقود عملية مخابراتية في سوريا، على الرغم من أنه لا يملك أي معرفة سابقة بالبلد، وكل ما يعرفه عنها هو أنها تتصدر الصفحات الأولى في الصحف العالمية منذ أكثر من عام.
ويصف لوكس اللحظة التي تسلم فيها مهمته رسميًا من وكالة الاستخبارات المركزية في مقطع من كتابه، حيث يعترف أنه كان عليه فجأة أن يبدأ بالقراءة عن سوريا: "ثم توقفت عن شرب الكحول، واشتريت كوبا من قصب السكر البارد، وقبعة رعاة لبقر على رأسي، أقود دراجتي يوميا إلى النادي الرياضي، واقرأ عن سوريا بتمهل، وعلمت أن الوضع على الأراضي السورية معقد جدًا، ويعكس التنوع العرقي والديني في سوريا نفسها.
وعرف عن لوكس أنه يتحدث اللغة العربية بشكل محدود، ولكن حسب روايته، قال إنه بنهاية المطاف استطاع أن يكتب خطة رفيعة المستوى للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لإسقاط الأسد، وذلك بعد جولة سرية قصيرة قام بها في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وتلخص هدف عمله السري في سوريا كانت إزاحة بشار الأسد عن السلطة، فإن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "ديفيد بيتروس" قد اعتمد بعض توصيات لوكس بتسليح ما يسمى "المعارضة المعتدلة".
ولكن هل من المعقول أن الخطة التي كان من شأنها أن تسقط الأسد، وتؤثر على حياة ملايين السوريين، وتغير الشرق الأوسط إلى الأبد، هي خطة ألفها عميل في وكالة الاستخبارات المركزية، لا يتكلم العربية، ولا يعلم عن سوريا أي شيء إلا ما يقرأه ويسمعه في عناوين الأخبار.
يفترض الجميع أن الوكالة لديها أشخاص من ذوي الخبرات في أي منطقة في العالم، ولكن حقيقة الأمر أن أصحاب الخبرات كثيرًا ما يكون لديهم صعوبة في إنجاز المهمات، فالمؤسسة تفضل وجود الانحياز بالعمل على الخبرات الفنية، واجهت هذا كثيرا في عملي، لدينا خبرات رائعة ولكن لا يتم إرسالهم في هكذا مهمات، وسنكون محظوظين إن تمت استشارتهم فقط.