اعلان

"سامية جمال لغز حياته.. والقمار لم يُفقره".. معلومات عن فريد الأطرش ابن الأمراء وشقيق أسمهان

فريد الأطرش

في مثل هذا اليوم 21 أبريل 1910، ولد الفنان الراحل فريد الأطرش، في بلدة القريا في جبل الدروز، وينتمي إلى آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا.

والدهوالده فهد فرحان إسماعيل الأطرش، تزوج ثلاث مرات: الأولى سنة 1899 وكانت زوجته طرفة الأطرش وأنجب منها ابنه طلال، والثانية سنة 1909 وكانت زوجته علياء المنذر، وأنجب منها خمسة أولاد: ثلاثة ذكور، وهم (أنور وفريد وفؤاد)، وبنتان وهما: (وداد وآمال)، والتي غدت فيما بعد المطربة الشهيرة أسمهان، وفي السنة 1921 تزوج ميسرة الأطرش وأنجب منها أربعة أولاد، وهم (منير ومنيرة وكرجية واعتدال)، وتوفى عام 1925 ودفن في مدينة السويداء في سوريا.

والدتهوالدته هي الأميرة علياء حسين المنذر، وهي مطربة تمتعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا، وهو لون غنائي معروف في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، تأثرت بمطرب العتابا اللبناني يوسف تاج الذي اتبّعت أسلوبه فيما بعد المطربه صباح، توفيت سنة 1968 ودُفنت في بلدة الشويت في جبل لبنان، حيث كان للعائلة منزلًا هناك، إضافةً إلى منزلهم الكبير في بلدة القريا في السويداء.

حياتهعاني "فريد" حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته، من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربًا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الأطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسوريا.

عاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان، والتحق بإحدى المدارس الفرنسية، حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت كوسا بدلًا من الأطرش، وهذا ما كان يضايقه كثيرًا، ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأُعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطُرد فريد من المدرسة، التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك.

نفد المال الذي كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهذا ما دفعها للغناء في روض الفرح لأن العمل في الأديرة لم يعد يكفي، وافق فريد وفؤاد على هذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب.

حرصت والدته على بقاء فريد في المدرسة غير أن زكي باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى، عزف فريد في المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد في تلك اللحظة، إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود، أقام زكي باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار، أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح في طلته الأولى.

بعد جملة من النصائح اهتدى إلى بديعة مصابني التي ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرًا في إقناعها بأن يغني بمفرده، ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء. 

بداية المشواربدأ العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبًا أن تكون النتيجة فصله من المعهد، ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع، فاستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الامتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين امتحنوه سابقًا إضافة إلى مدحت، فغنى أغنية الليالي والموال لينتصر أخيرًا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة.

سجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) كلمات وألحان يحيى اللبابيدي، فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع، لكن ما كان يقبضه كان زهيدًا جدًا.

استعان "ملك العود" أو"موسيقار الأزمان"، كما يُلقب، بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وغيرهم وزود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية، وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (يا بحب من غير أمل)، وبعد التسجيل خرج خاسرًا لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور. 

لعب القمارعرف فريد عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان اتصاله بالقمار شيئًا من تلك العادات السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع.

حب الخيلعُرف أيضًا بحبه للخيل، ذات يوم وفيما كان في ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة وعلم في الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة، فترك موت أخته أثرًا عميقًا في قلبه، وخُيّل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه.

الزواجتزوج فريد الأطرش من الفن، كما كان يقول دائمًا في حواراته حينما يُسأل عن سر عدم زواجه رغم تقدمه في السن، بل أضاف مازحًا في أحد الحوارات: "أنا مبحبش تعدد الزوجات"، مع العلم أن علاقاته النسائية لم تكن خفية على العاملين بالوسط الفني.

حب سامية جمالقصة الحب التي جمعته بالراقصة سامية جمال، اشتهرت حينها، والتي انتهت برفض "فريد" الزواج منها خوفًا على مكانته الفنية، أو احتمالية فقدانه لمعجباته اللاتي كن بالملايين في ذلك الوقت.

تزوجت سامية جمال من رشدي أباظة، إلا أن علاقتها بـ "الأطرش" لم تنقطع واستمرت الصداقة بينهما، وشكلا معًا ثنائًا سينمائيًا حصد المنتجون من ورائه الملايين، وذات يوم من عام 1974 اكتشف "فريد" ضياع المصحف الذي كان قد منحته إياه "سامية" قبل سنوات، ولم يكن يفارقه أبدًا.

وأثناء حضوره لإحدى الحفلات، تقابل الأطرش مع سامية جمال وقال لها: "أنا متشائم جدًا السنة دي لأن المصحف بتاعك ضاع.. أنا حاسس إني هموت السنة دي يا سامية"، فطمأنته وأحضرت له "مصحف" آخر، وفق ما نشرته الصحف آنذاك، نقلًا عن "فريد" أثناء جلساته الخاصة.

أغانيه وأفلامهغنى فريد ما يتجاوز الـ200 أغنية، من أشعار الكثيرين، كما أن ألّف لمعظم نجوم عصره أيضًا، ومنهم أسمهان، وإسماعيل ياسين، وتحية كاريوكا، ثريا حلمي، ووديع الصافي، وسامية جمال، وغيرهم، وكُتب عنه ما يزيد عن 15 كتابًا.

اشترك فريد في 31 فيلمًا سينمائيًا كان بطلها جميعًا، وقد أُنتجت هذه الأفلام في الفترة الممتدة من السنة 1941 حتى السنة 1975، وأشهر الأفلام على الإطلاق والذي جنى أرباحًا طائلة هو فيلم (حبيب العمر)، لأنه مثل قصة حب حقيقية بينه وسامية جمال.

وفاتهتعرض إلى ذبحة صدرية، وعاش متنقلًا بين مستشفيات أوروبا لإجراء العمليات الجراحية في القلب، وفور تماثله للشفاء كان يطل على جمهوره من خلال حوار إذاعي ليؤكد خوفه من أن يموت قبل أن تظهر ألحانه الجديدة إلى النور.

ولأن فريد الأطرش كان يشعر دائمًا بأن حالته الصحية قد ترغمه يومًا على التقاعد كفنان، فإن خوفه الوحيد كان من معاناة العوز والحاجة، ولهذا كان هاجسه باستمرار هو أن يؤمن لنفسه وطوال حياته موارد تؤمن له الحياة الكريمة، لذا استمر في العمل حتى وقت قريب من وفاته، وفق ما جاء في مقال صحفي نشرته مجلة "الموعد" سنة 1975، بعنوان "فريد الأطرش..عاش غنيًّا ومات غنيًّا".

وفي 26 ديسمبر 1974، تحققت نبوءة "ملك العود" حول وفاته، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى "الحايك" في بيروت، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، تاركًا وصية بدفنه في مصر إلى جوار شقيقته "أسمهان" بمدفن البساتين، وهو نفس المدفن الذي ضم شقيقهما الثالث "فؤاد" بعد ذلك.

تم نقل جثمان الموسيقار الراحل إلى مصر عملًا بوصيته، على أن تخرج الجنازة من مسجد "عمر مكرم"، ولم يكن رجال الأمن على علم بأن الآلاف سوف يحضرون لتشييع جثمان الراحل في ميدان التحرير، لدرجة أن الميدان امتلأ حتى آخره، ما دفع رجال الأمن إلى إلغاء الجنازة وإخراج الجثمان من الباب الخلفي للمسجد مباشرة نحو المدافن، وفق ما أوضح الإعلامي محمود سعد في حلقة من برنامج "آخر النهار".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً