ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية، أن نحو 28.5% من الناخبين المسجلين داخل فرنسا أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية حتى قبل منتصف اليوم.
ويعد هذا المعدل مماثلا لما تم تسجيله في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أجريت عام 2012 وفاز بها الرئيس الاشتراكي فرانسوا أولاند، لكنه أقل بصورة طفيفة عن معدل الـ 31.2% الذي تم تسجيله في انتخابات عام 2007، التي فاز بها الرئيس المحافظ السابق نيكولا ساركوزي.
من جانبه، قال إيلي حاتم، المستشار السياسي لمؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، الذي تترشح عنه مارين لوبان، إن هناك إقبالا جيدا على صناديق الاقتراع، رغم الحادث الإرهابي، الذي وقع أول أمس، في الإليزيه، مشيرا إلى أن الفرنسيين يشعرون أنه يجب عليهم أن يدلوا بأصواتهم نظرا للمسئولية الملقاة على عاتقهم: "أعتقد أن هناك رد فرنسي على هذه الأيادي الخارجية، للرد على البلبلة، وتثبت أن الفرنسي سيعيش حياته بصورة عادية حتى وسط هذه البلبلة".
وعن استطلاعات الرأي حول أي المرشحين أقرب للفوز بالانتخابات، قال: "لا أصدق أبدا استطلاعات الرأي، فهي تخطئ دائما، كل دراسات استطلاعات الرأي التي حدثت بعد الاعتداء، قالت إن الفرنسيين سيترددون عن الذهاب لصناديق الاقتراع، ولكننا لاحظنا أن الإقبال لا يختلف عن الانتخابات السابقة التي فاز بها فرانسوا أولاند".وأضاف: "المرشح الاشتراكي ماكرون، هو الأوفر حظا -حتى الآن- للوصول مع لوبان إلى المرحلة الثانية".
وتابع: "حزب الجبهة الوطنية لم يمارس الحكم منذ تأسيسه على يد والدها جان ماري لوبان، وهذا يثبت أن ما تقوله لوبان من خطاب هو مختلف عن غيره من الخطابات. فمنذ 20 عاما لاحظ (لوبان الأب) أن الأوضاع السياسية والاجتماعية رديئة فمن الصعب اجتذاب أجانب يجيئون إلى فرنسا من المهاجرين بأعداد هائلة، فأدى ذلك إلى وجود تدهور اجتماعي ما تطور إلى تلاعب بأشخاص وجعلهم يقومون بأعمال تخريبية في فرنسا وأعمال بلبلة، والفرنسيين الأجانب الذين لم تمنحهم فرنسا فرصة حقيقية للحياة يتاجرون في المخدرات أو ينفذون أعمالا تخريبية، ودائما يقول (أنا أنتقد سياسة الهجرة التي تؤدي إلى هذه المشاكل التي نعيشها)".وأردف: "نعلم أن الاتحاد الأوروبي سحب سيادة فرنسا، وأدى إلى نوع من الطغيان على السيادة الفرنسية، ويمكن لمخربين أن يأتون على الحدود من بلجيكا لإجراء عمليات متطرفة".
أمريكا دمرت العالموفيما يتعلق بكون "لوبان" غير قادرة على مكافحة الإرهاب، أكد: "الإرهاب مشكلة عالمية لها مسئولية يتحملها وسائل المخابرات الأمريكية، ونعلم أن هناك أكثر من 16 مخابرات أمريكية تتلاعب في السياسة الدولية والموساد الإسرائيلي وهناك مشاريع سياسية تعتمد على هذه المخابرات لإقامة بلبلة في العالم وبخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وسيطرة أمريكا على العالم التي يتحكم بها اللوبي الصهيوني، هذه المشاريع تريد أن تقيم بلبلة في العالم، وما يحدث في العالم العربي هو نتيجة هذا المشروع السياسي الذي يهدف لإحداث تفكك في الدول عموما، وضياع الشعوب وعدم معرفة العدو التقليدي".واستطرد: "حكومتا ساركوزي اليمينية وأولاند الاشتراكية لم يتعاملوا مع هذا المشروع السياسي وأيدوا بصورة غير واضحة هذه المشاريع التي ساهمت في تفكك بعض الدول وبخاصة الدول العربية، ما أدى إلى تصاعد المنظمات التخريبية التي تتعامل بها هذه المنظمات لإثارة البلبلة".
واختتم: "مريان لوبان تدعم الحكومة المصرية وتدعم الحكومة السورية للحفاظ على هذه الدول وعدم تفككها ليس مثل ما حدث في ليبيا أو العراق وتلاعب الإسلام السياسي بها.. هي ليست ضد المسلمين، وإنما ضد "الإسلام السياسي"، لديها أفكار علمانية تقليدية، هناك قوانين فرضت على المسيحيين -هذه القوانين أدت إلى محاربة المسيحية والكاثوليكية والتقاليد الفرنسية- فأصبحت فرنسا فارغة من تقاليدها المسيحية الكاثوليكية، وللأسف لوبان تأثرت بذلك وتقول إن على الإسلام أن يتبع المسيحيين ويحترمون القوانين العلمانية في فرنسا، لكن أنا لا أشاطرها هذا، يجب العودة إلى فرنسا التاريخية المسيحية الكاثوليكية".استغلال سياسيمن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، علي نصر الدين، المقيم في فرنسا: "لا أتفق مطلقا مع هذه الرؤية، فما تقوم به لوبان هو استغلال سياسي في أحط درجاته، الأمن ليس مسئولية لوبان أو برنامجها، الأمن مشكلة عالمية تعاني منه فرنسا والدول الأخرى، هو سرطان متفشي في العالم، كل خطابها وكل كلامها لا جديد فيه، هنالك فوبيا إسلامية وهناك تحريض ضد المسلمين بشكل عام، وتستغل بعض الأحداث لخدم برنامجها، لا أتعقد أنها الوطنية الوحيدة في فرنسا، كل المسئولين مسئولون عن أمن فرنسا وأمن الشعب الفرنسي".وتابع: "من يعتقدون أنه بوصول لوبان إلى الإليزيه لن يكون هناك إرهاب، هؤلاء مخطئون، الإرهاب له قواعده وأساليبه ولوبان لن تقدر على نشر الأمن بالشكل الذي تراه"، مضيفا: "لوبان انعزاليه فرنسية تريد أن تعود للوراء أشبهها كثيرا بهؤلاء الرجعيين الإسلاميين العرب الذي يركضون إلى الوراء بدلا من التوجه إلى الأمام".
التأهل المحسوموأكد هلال العبيدي، محلل سياسي، مقيم في باريس أيضا: "أغرب انتخابات في تاريخ فرنسا، رغم وجود يقين بتأهل لوبان إلى الدور الثاني، تشير أغلب التوقعات إلى حصول من يتأهل معها، على رئاسة فرنسا، ليس حبا به ولكن بغضا لليمين.وأضاف: "أبرز المرشحين المحتمل ترشح أحدهم مع لوبان، هم (ماكرون ومرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلونشون، وبونوا هامون، الذي ينافس فرنسوا فيون)"، متما: "كل شيء يبدو غامضا عدا أن لوبان ستجتاز الدورة الأولى بنجاح".