استيقظت الجماعة الاسلامية وذراعها السياسي حزب البناء والتنمية، بعد أربع سنوات من النوم العميق، حيث قررت إطلاق مبادرة لوقف العنف في سيناء، وذلك بالتزامن مع ذكري تحريرها، داعيًة جميع الأطراف إلي قبول جماعة الاخوان داخل المعادلة السياسية المصرية.
وتشمل المبادرة ثلاث مراحل وهم "مرحلة وقف التدهور واحتواء الأزمة وتهيئة الأجواء لحلها، ومرحلة الحوار من أجل تحديد المشكلات وطرح الحلول، ومرحلة وضع خطة شاملة تتضمن توقيتات لحل المشكلات، ومرحلة التنفيذ انتهاء بالمصالحة الوطنية".
ومن بين البنود الغربية التي أعلنتها المبادرة: "إعلان المجموعات المسلحة بسيناء عن وقف العمليات اعتبارًا من 2542017، وقيام الحكومة المصرية بوقف المداهمات والملاحقات اعتبارًا من ذات التاريخ".
واختتمت الجماعة المبادرة بمناشدتها للأزهر الشريف كمؤسسة وطنية لها منزلتها في نفوس المصريين وبما لها من مكانة دولية إذ يمثل شريكًا أساسيًا في بناء السلام العالمي؛ إلى قيادة تحرك وطني جامع يتبنى هذه المبادرة أو يعدلها أو يستبدل بها ما يراه حلا مناسبا للخروج من هذه الأزمة التي تعصف بالبلاد.
ودعت "كافة القوى السياسية والمؤسسات الوطنية والشخصيات العامة وكل مخلص لهذا الوطن أن تقوم بطرح هذه المبادرة على مائدة حوار مجتمعي موضوعي بعيدًا عن التشنج أو التملق وفي إطار تغليب مصالح الوطن".
من ناحيته استبعد أحمد عطا، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن يكون للمبادرة التي أطلقتها الجماعة الاسلامية، والتي دعت إلي وقف الجماعات المسلحة للعمليات الإرهابية في سيناء مقابل وقف الجيش المصري لمداهمات، بأن يكون لها أي صدي في الشأن الداخلي أو الخارجي.
وقال عطا في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إن "الجماعة الاسلامية أشبه بالراجل العجوز ليس لها تأثير من حيث الثقل التنظيمي لإجراء أي مبادرات وهذا يرجع لأسباب كثيرة، أبرزها أن الجماعات تحسبها في طرف الدولة منذ أن اجرت مراجعات نبذ العنف في تسعينيات القرن الماضي".
وأضاف عطا، أن قيادات الجماعة الاسلامية ليس لهم اتصالات مع قيادات التنظيمات المسلحة بالخارج والذين يوجهون أنصار بيت المقدس وولاية سيناء، حيث سبق اثناء ولاية الرئيس المعزول محمد مرسي، انه طلب من طارق الزمر التواصل مع تيار التوحيد والجهاد في شمال سيناء وفشلت وساطة "الزمر" بكل تاريخه مع الجماعات المسلحة.
وفي السياق ذاته أكد عبد الرحمن صقر القيادي المنشق عن الجماعة الاسلامية، أن المبادرة التي أطلقتها الجماعة الإسلامية بغرض وقف العمليات الإرهابية في سيناء "هى املاءات خارجية" الغرض منها معرفة رد الحكومة عن المصالحة.
وقال صقر في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إن "مبادرة البناء والتنمية بهذه الصياغة هي مبادرة ليس نابعه من البناء والتنمية ولا الجماعة الاسلامية وانما هي املائات خارجية او داخلية والمقصود منها رمى الحجر في الماء الراقد لمعرفة رد فعل الحكومة عن المصالحة او رد فعل التنظيمات".
وتساءل القيادي المنشق عن الجماعة الاسلامية: "هل الجماعات المسلحة على استعداد لعمل ذلك أم أن الامر تحت السيطرة لهم؟"، مستبعدًا أن يكون الحزب أو الجماعة بهذا الذكاء، "فتاريخ الجماعة خير دليل على فشلها وقلة النضوج".
واتفق معه ربيع علي شلبي القيادي المنشق عن الجماعة الاسلامية، بأن تفشل الجماعة في التخطئ مرحلة واحدة، وصفًا هذه المبادرة بأنها من أجل "الشو الإعلامي" والدليل علي ذلك أنها مازالت حتي الان لم تتبرأ من قياداتها في الخارج المتبنين للعنف كعاصم عبد الماجد وطارق الزمر وممدوح اسماعيل وغيرهم من القادة والشباب الذين اتحدوا من أجل تأصيل العنف في العالم بعد نجاح ثورة 30 يونيو.