تحل علينا اليوم الذكري الـ 35 لعيد سيناء، حيث استردت مصر أرض الأبطال والفيروز، بعد أن احتلها العدو الإسرائيلي في عام 1967، وظل مسيطرًا عليها لمدة 15 عامًا، حتى استعادتها مصر في عام 1982، حيث تم رفع العلم المصري على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء في ذلك الوقت، واكتمل التحرير بعودة طابا إلى احضان مصر عام 1989.
ويروي اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، رئيس أركان حرب الحرب الكيميائية ومستشار كلية القادة والأركان، ذكري سيناء ترسل رسالة بأن الجيش المصري يضحي بدمه وحياته من أجل استرداد كل شبر في الوطن، موضحًا أن الحرب الكيميائية كان لها دور كبير في هذه الحرب التي اشتركت فيها كل أفرع القوات المسلحة المصرية، وعلى صعيد أخر كان للحرب الكميائية دور في تأهيل القوات للعمل في حالة استخدام العدو أسلحة الدمار الشامل، والتي تتكون من الأسلحة النووية الكيميائية والبيولوجية أيضًا، وكان لها دور كبير في اقتحام قناة السويس في الصفوف الأولى للنقاط القوية وتدميرها باستخدام ما يسمي " قاذفات اللهب الخفيفة".
وأشار أن الشهيد محمد الخبيري، هو أول شهيد في الحرب الكيميائية، حيث خسر حياته من خلال قيامه بإلقاء نفسه فوق مدفع رشاش في النقطة 149، واستطاع بكل مهارة إسقاط هذه النقطة وتفريغ محتويات قاذف اللهب وتدميرها، حتى يكون هناك فرصة لقوات الاقتحام أن تدمر هذه النقطة بعد أن كان من الصعب اقتحامها.
وعلى الجانب الأخر كان لصواريخ الدخان دور كبير في انعدام رؤية نقاط ملاحظات العدو في النقاط القوية، وتقوم القوات من جانبها بالهجوم بعد ذلك وتدمير نقاط العدو المتواجد بهذه النقطة، وكان لاستخدام مولدات الدخان دور في إخفاء الحد الأمامي للدفاعات غرب القناة، وكان نصيب كل فرقة من الخمس فرق هو 10 كيلو لإخفاء انتقال الفرق وأعماق قتالها قبل العبور، وحاز هذا السلاح على إشادة كبيرة من جانب كل الخبراء العسكريين.
وفي صباح يوم 7 أكتوبر استطاعت عناصر الحرب الكيميائية من مولدات الدخان، أن تقوم بإخفاء المعابر الحقيقية والهيكلية والخداعية حتى لا يقوم العدو باستهدافها، وهذا يدل على أن الحرب الكيميائية كان لها دور كبير في استرداد مصر لأرض سيناء.
وأوضح أن المخطط الاستراتيجي المصري تعرض لصعوبات كثيرة، على رأسها المانع الحارق، وأكمل قائلًا: "كانت إسرائيل تخطط إلى رش مواد بترولية على سطح القناة ثم تشعلها، حتى لا تتمكن القوات المصرية من العبور وتمنع موجات العبور المتكونة من القوارب المطاطية التي تحمل 6 جنود على كل منهما".
وفي 28 فبراير عام 1971، لاحظ الجيش المصري أن العدو الإسرائيلي يقوم بتجربة ضخ المواد البترولية وإشعالها، ووصلت درجة الحرارة الناتجة عن هذه الاشعالات 700 درجة مئوية، وهي درجة يمكن باستخدامها "شوي السمك داخل الماء"، على حد تعبيره، أما عن ارتفاع اللهب فكان 15 مترًا، وكل ذلك هو نوع من أنواع الحرب النفسية على المقاتل المصري، موضحًا أن خطة التخلص من هذه الأزمة كانت تدمير خزانات الوقود قبل استخدامها ولكن هذه الخزانات واقعة تحت تحصينات قوية، وبالتالي من الصعب تدميرها بالطائرات، وكان المقترح الثاني هو سد فتحات الخزانات بمادة صلبة حتى لا يكون هناك مجال لخروج اللهب، وهذا هو بالفعل ما حدث.
ومن جانبه قال العقيد حمدي، من القوات الجوية المصرية، أن مصر بدأت في إعادة بناء القوات الجوية في نفس يوم النكسة، وهذا اتضح من خلال سفر مجموعة من الطياريين والفنيين لإحضار الطائرات الجزائرية المقاتلة، والتي وصلت يوم 9 يونيه، وعقب ذلك بأسبوع قام الاتحاد السوفيتي بمد القوات الجوية المصرية بطائرات ميجو 21 مفككة داخل طائرات انتونوف، وكان عدد الطائرات هو من 8 إلى 10 طائرات بشكل يومي.
وأوضح أنه بعد مرور40 يومًا، على النكسة قامت القوات الجوية المصرية، بضرب جميع تشوينات العدو بسيناء في الـ 14 و15 من يونيه عام 1967، وعقب ذلك خضعت القوات إلى التدريب الشاق العنيف وهذا ما جعل هناك خسارة لعدد من الطيارين في التدريب، نتيجة لمرورهم بمراحل صعبة.
وأشار العقيد أن الشعب المصري كان له دور رائع في التصدي للعدو، وظهر ذلك من خلال استهداف القوات الإسرائيلية لعدد كبير من المدنيين ومثل ذلك القذف الذي تعرضت له مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل، لتدمير الروح المعنوية والوطنية للمصريين، وكان الشعب المصري دائم الوقوف خلف القوات المسلحة، ولم يهتز رغم كل ذلك.
وقال اللواء طيار أركان حرب، صلاح عارف، أن الـ 25 من إبريل هو مكمل لنصر أكتور 1973، وذكريات الحرب لإ يمكن نسيانها فهي ليست تاريخ فقط، بل هي حياة، مشيرًا إلى أن "الطالعة الجوية" الخاصة به كان لها دورها قوي في تعطيل قوات العدو من الوصول لقواتها ونجدتهم إثناء قتالهم مع القوات المصرية على النسق الأول، وكان من المقرر أن تكون الطالعة الجوية 3 ساعات و35 دقيقة ولكنها أمتدت لأكثر من ذلك، نظرًا لوجود لواء مدرع متقدم أمام الطائرة وهذا يستعدي عدم التحرك حتى لا تتعرض الطائرة إلى إطلاق النار على يد اللواء المدرع، ولكن ذلك لم يؤثر على سير الحرب.