أقام الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر المبارك الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتى السابق، فى قصر الشويخ اليوم الأربعاء، مأدبة غداء على شرف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ118 قداسة البابا تواضروس الثانى والوفد المرافق له، بمناسبة زيارته الحالية للكويت.
وأعرب الشيخ ناصر المحمد، فى كلمته، عن ترحيبه بالبابا تواضروس "ضيفا عزيزا على دولة الكويت وشعبها"، مبينا أن هذا الاحتفاء "ليس مجرد احتفاء بصاحب السلطة الروحية التى ترعى ملايين المسيحيين فى مصر والسودان وليبيا والحبشة وتمتد إلى معظم بلاد العالم، إنما هو احتفاء بخليفة القديس مرقس الذى كان أحد الرسل السبعين الذين اختارهم نبى المسيحية وأطلقهم لنقل البشارة".
وقال: "أهلا وسهلا بك يا صاحب القداسة من أرض الكنانة إلى أرض الكويت"، مضيفا أن "الاحتفاء بك هو حق تفرضه أواصر العروبة التى تربطنا بمصر".
وتابع الشيخ ناصر المحمد أنه "فى هذا العصر الذى صار فيه كوكب الأرض صغيرا وأصبحت الحروب خبرا يوميا تبثه وكالات الأنباء وأصبح العنف ظاهرة تمزق المجتمعات وصار الأبرياء عرضة لجرائم، يصبح دور رجال الدين ضرورة لازمة لإعادة التوازن لعصرنا".
وبين أن "الاختلالات فى حياتنا المعاصرة إنما هى نتيجة الفقر فى الجانب الروحى لدى الإنسان، وهو فقر يقود إلى الأنانية والجشع وضعف الضمير، وفقر لا يواجه بالغذاء والمال، إنما يواجه بإيقاظ الضمائر وإبقائها نابضة، ويواجه بتكريس الرابطة الإنسانية بين البشر ونشر السلام والمحبة".
ولفت الشيخ ناصر المحمد إلى الدور الكبير الملقى على عاتق رجال الدين فى مواجهة الانحرافات، "فهم الذين يخترقون قلوب الناس لتوجيه تلك المعانى بالشكل الصحيح"، قائلا: "لهذا فنحن بحاجة لأمثالكم يا قداسة البابا لمواجهة الاختلالات فى حياتنا المعاصرة ومعالجتها وإعادة الاعتبار للجانب الروحى لدى الإنسان".
وأشار إلى أنه "رغم المخاطر التى تحيط بكوكبنا، إلا أننا نعيش فى عصر غير مسبوق، إذ حولتنا وسائل الاتصال إلى سكان قرية واحدة وجعلت المعارف المختلفة فى متناول اليد وأصبح الناس بمختلف دياناتهم ومذاهبهم وطوائفهم وجنسياتهم يتخاطبون ويتحاورون على مدار الساعة وأصبح لزاما علينا أن نقبل بالاختلاف ونؤمن بالتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة".
وأضاف أنه "يتحتم علينا أن نبنى أرضية من التعاون على أسس من الثقة والاحترام ومكافحة الفوارق الاجتماعية وصيانة كرامة وحقوق الأطراف وأن نتعاون ونعمل معا فى المجالات المشتركة بيننا، ولعل أبرزها منظومة القيم الإنسانية كضمان حقوق الإنسان وسلامته وقيم التسامح والمحبة ومساعدة الفقراء ونجدة المعوزين وإسعاف المنكوبين".
وتوجه رئيس مجلس الوزراء الكويتى السابق بالشكر للبابا تواضروس "على جهودكم المستمرة فى السعى لتكريس هذه المعانى ليس على مستوى جمهورية مصر الشقيقة ولا على مستوى أتباع الكنيسة القبطية فقط، إنما فى محيطنا العربى والدولي".
وتابع: "أننا تابعنا حكمتكم وحلمكم وتماسككم فى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى نال من كنائسكم، وإذ نشارككم الأسى ونعزيكم فى مصابكم الأليم، فإننا على ثقة بأن قيادة دينية من أمثال قداستكم قادرة على اجتياز الصعاب من أجل أداء دورها الدينى والروحى بين المؤمنين".
ودعا الشيخ ناصر المحمد الله العلى القدير أن يجعل هذا المصاب آخر الأحزان وأن يحفظ مصر.