قال البطريريك برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، إنه خلال عقدين شهدت البشرية هجمات مستمرة تسببت في الموت والأذى لملايين الأشخاص وأصبح التهديد الأخطر في المجتمع المعاصر هو تهديد الإرهاب، مما أسفر عن اتهام ودائما الأديان صراحةً بالتحريض على الإرهاب والعنف، والدين منه براء، مؤكدًا أنه يجب أن نروج للحوار في مواجهة العنف والهجمات على الكنائس القبطية، من أجل تحقيق التعايش المشترك بين الشعوب.
وأعرب خلال كلمته في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، عن سعادته البالغة للمشاركة في هذا المؤتمر مهنئًا الإمام الأكبر على تحليه بالرؤية والشجاعة لينظم هذه المبادرة المهمة التي تروج للسلام بين رموز كافة الأديان، مقدما تعازيه لكل الشعب المصري، معبرًا عن أن الأديان ارتبطت بالحوار والمحبة واحترام هوية الأفراد وحضارتهم وإقامة الحوار الهادئ الذي يحقق السلام الذي يؤدي إلى تعميق الحوار وتحقيق الإنجاز للبشرية.
وأضاف البطريرك، أن العالم كله مسؤول عن احترام الكرامة البشرية، والقيم الإنسانية، فالأديان يمكنها أن تخدم كأدوات للسلام والفهم المشترك، ولهذا فإن الحوار بين الأديان يعترف بالاختلاف بين التقاليد الدينية المختلفة، معتبرًا أن المؤتمر فرصة عظيمة للتأكيد على أن الإيمان يجب أن يستخدم لتضميد جرح الآخر لا إلى إشعال حروب جديدة، وأن السلام الحقيقي في العالم ليس فقط غياب الحرب، ووظيفة الدين أن يرشد الناس نحو القيم والتفاهم المشترك وهذا هو صلب التقاليد الدينية، ولذلك فالإنسانية تستحق المزيد وهذا هو التحدي الأكبر أمام الأديان.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإسلام لا يوازي الإرهاب ولا يجب ربط الدين بالجوانب السلبية، بل يجب تعزيز قيم التسامح والعيش المشترك بين البشرية، فالأديان يمكنها أن تكون جسورًا للتعاون والاحترام وتعزيز السلم والتعايش والتعاون بين كافة الأعراق الحوار بين الأديان، والعنف باسم الدين مرفوض، والأصولية هي مجرد حماسة متزايدة ليست مبنية على المعرفة، والحوار بين الأديان والسلام لا يتحقق من خلال القوة بل من خلال الحب والإيثار والتعايش الإيجابي، ويمكننا مواجهة التحديات بالتعاون معا، فليس هناك دولة أو علم أو دين وحده أن يعمل منفردا بل يجب التعاون المشترك فمستقبلنا مشترك والطريق نحو المستقبل هو الرحلة المشتركة، فإسهام الدين مهم للغاية في بحثنا المشترك عن السلام، والمطلوب من الأديان إرشاد الناس حول القيم المشتركة على الأديان تعزيز قيم التعاون والتعاطف والحب المشترك.