أثار قرار إزالة مطعم "إيليت" بالإسكندرية حالة من الاستياء بين رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والذي يعد من أقدم المطاعم في المدينة، وظل قبلة المشاهير لسنوات طويلة، وهو ضمن الممتلكات التي لا تزال بحوزة اليونانيين في الإسكندرية، وقد تدهور حاله بعد بيعه من ورثته اليونانيين إلى أحد المصريين الذى قرر مؤخرا هدمه نهائيًا، ولا يزال المطعم محتفظًا بملامحه التي أسس بها في عام 1953.
وعلق أحد النشطاء قائلا: "حرام بجد الحاجات دى تتشال دى ذكرياتنا وتاريخنا"، وأضاف أحدهم: "بدل ما يرجعه على صورته القديمة ويحييه من تانى ويكتبله تاريخه ويكون مزار.. دا أثر من آثار الإسكندرية"، بينما علق آخر قائلا: "كان مطعم محترم لأجمل وأشهى نجرسكو ومن معالم الإسكندرية".
ويقع مطعم "إيليت" بمنطقة محطة الرمل، وسط الإسكندرية، ويتميز بجدرانه الخشبية، ومدخله الذي تعلوه كلمة "إيليت" بالعربية والإنجليزية، ويتكون من طابقين، ويمتلأ باللوحات الفنية البديعة التي رسمها فنانون يونانيون، كما تزين سقف أحد الأدوار لوحة بديعة بالألوان الزيتية الطبيعية، لا تزال محتفظة برونقها رغم مرور عشرات السنين.
وكان المطعم ملكًا لليونانية "كريستينا كوستانتينو" التى أصبحت مع السنوات واحدة من أشهر أبناء الجالية اليونانية فى الإسكندرية، والتى اشترته من أصحابه فى فترة الخمسينات، لتجعله بروحها المتميزة المقهى الأشهر بين مقاهى الإسكندرية على الرغم من صغر حجمه وبساطته مقارنة بغيره من الأماكن، وبعد وفاة كريستينا، آل المقهى لإبنها وريثها الوحيد منذ سنوات، ونظرا للعديد من المشاكل المادية التى واجهته باع المكان لأحد المصريين الذى قام ببعض التجديدات التى أساءت للمكان بشهادة كل عشاقه حيث أفقدته روحه المميزة، وطمست تراثه، ليقرر ذلك المالك مؤخرا هدم المقهى نهائيا وسط تغافل المسؤولين وعجز عشاق التراث.
وكان مطعم "إيليت" قبلة للمشاهير لسنوات طويلة، مثل الروائى العالمى نجيب محفوظ وأم كلثوم والملكة فريدة والملكة ناريمان وزوجها، كما زاره المغنى اليونانى السكندرى ديميس روثوس والفنانة داليدا ويوسف شاهين، كما كان يقصده الشاعر أمل دنقل وأدونيس، وكان بمثابة المتحف الفنى والصالون الثقافى الذى يقصده الفنانين التشكيليين والأدباء والشعراء، ليترك كل منهم بصمته الخاصة فى جنباته.