قال سماحة الشيخ علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، إن الناظر في سيرة الأنبياء والرسل ورسالاتهم الدينية يعلم بأن السلام يقع في صميم دعوتهم التي اتّسمت بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والتي تضمّنت وصاياهم وتعاليمهم التي تنهى عن سفك الدماء وعن الظلم والعدوان والتي تدعو إلى مكارم الأخلاق وإلى حفظ الحقوق بإقامة العدل بين الناس، فإن كل هذه الوصايا والتعاليم تشكل مدرسة لثقافة السلام بين الأمم والشعوب، مشيرًا إلى أن المطلوب عند البحث عن ركائز ثقافة السلام في الأديان أن نرجع إلى النصوص الدينية في الرسالات السماوية،.
وأكد الأمين أن الحروب والنزاعات وما ينتج عنها من المآسي لم تكن بسبب الأديان، وإنما كانت بسبب طموحات الإنسان غير المشروعة للسلطة والسيطرة والنفوذ، وهذه الحروب قد ظهرت قبل المذاهب والأديان وبعدها، مشددًا على إن ثقافة السلام في الأديان يجب أن تنطلق من المسجد والكنيسة والمعاهد الدينية، ويجب التأكيد عليها كمادة تعليمية عالمية، ولا يجوز أن تقتصر على دعوات تصدر من بعض الإجتماعات واللقاءات، بل لا بد من تحويلها إلى لقاءات دائمة عبر تشكيل المعهد العالمي للسلام والدراسات المشتركة للأديان.
وأوضح أن الواقع الذي يشهده العالم اليوم من التسابق لدى بعض الدول على صناعة أسلحة الدمار الشامل، وما تشهده دول أخرى وساحات من حروب واحتكام إلى السلاح في بعض المناطق لحلّ النزاعات هو أكبر دليل على عجز المجتمع الدولي والمؤسسات المنبثقة عنه عن وضع الأسس التي تبدد مخاوف البشر من اندلاع حرب مدمرة تهدد مصير البشرية ومستقبلها على كوكب الأرض، والتي تمنع من اندلاع حروب متنقلة في مناطق مختلفة من العالم بسبب النزاعات التي يحتكم فيها إلى السلاح خلافًا للقرارات الدولية، وهذا مما يعكس ضعفًا في السبل المعتمدة لتحقيق السلام.