مأساة بما تحملها الكلمة من معنى، ومعاناة شديدة يعانيها المواطن السكندري محمد محمد أحمد إبراهيم، من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعول أسرة مكونة من 4 أفراد، ويعاني من خلعٍ بمفصل الحوض وانثناء بالكوعين، ومؤخرًا بعد أن حصل على شهادته الجامعية أُصيب بضعف شديد في النظر، وبعد أن قام بالتوجه والخضوع للكشف الطبي جاء تقرير الأطباء بإصابته بضمور بالعصب البصري للعينين حيث بلغ النظر بكل عين 1 على 60 ولا يتحسن.
لا يملك الشاب محمد، 28 عامًا، يقطن منطقة الحضرة قبلي بالإسكندرية، سوى كرسي متحرك قديم يتنقل من خلاله إلى عمله في أحد المدارس بالمنطقة ولقضاء حاجاته ومتطلباته، وكل أمانيه أن يحصل علي شقةٍ بعقار في دورٍ منخفض، وعلى الرغم من كل ما لديه من مشكلات إلا أن المعاناة الحقيقية هي التي يواجهها عند صعوده أو نزوله سلّم العقار الذي يسكن به، حيث يسكن في الدور الثالث علوي، كما أن سلّم العقار ضيق للغاية لذلك يتحتم عليه الصعود والنزول بمفرده مما يجد مشقة كبيرة عند الذهاب إلي عمله والعودة إلي منزله.
ويروي محمد، قصته المأساوية قائلًا: "بعد أن تخرجت من الجامعة أُتيحت لي وظيفة الـ5% باعتباري من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعملت مدرس "لغة عربية" بأحد المدارس بالمنطقة، براتب لا يتعدى 1000 جنيه، وأسكن بشقة في الدور الثالث علوي مما يمثل عبئًا كبيرًا لمعاق مثلي أثناء صعود ونزول السلّم".
ويضيف: "لقد حصلت على شهادة ليسانس آداب قسم فلسفة بتقدير عام جيد جدًا، ويرجع الفضل في ذلك لوالدتي، وهي سيدة مسنة لا تقدر على مساعدتي، حيث أنها عانت كثيرًا أثناء الدراسة ابتداءً من المرحلة الابتدائية وحتى وقتنا هذا من طلوع ونزول السلّم، وكذلك باقي الأعمال والخدمة بالمنزل بشكلٍ كامل".
واستطرد: " ذهبت لأتقدم بطلبٍ للحصول على وحدة سكنية بمشروع الـ500 وحدة سكنية الذي عرضته إدارة الإسكان ولكن فوجئت بأن من شروط التقدم دفع 900 جنيه مقدم للحجز، و21 ألف جنيه عند استلام الوحدة السكنية، ولابد أن يتوفر معي مبلغ 30 ألف جنيه للحصول على الوحدة السكنية"، متسائلًا كيف لشاب معاق في مقتبل العمر وبداية العمل أن يتوفر معه هذا المبلغ، وأنا أريد أن يتوفر لي سكن يتناسب مع حالتي الخاصة، وكذلك لكي أستطيع تكوين أسرة مثل أي شاب آخر، وقد تقدمت بشكوي إلي محافظة الإسكندرية ولكن دون جدوي".
وطالب المدرس المعاق، الرئيس السيسي والمسؤولين بالمحافظة بمراعاة حالته الصحية ومعاناته الشديدة وتسليمه شقة في دورٍ منخفض لتتناسب مع حالته الخاصة، لإنقاذه من الجهد الكبير الذي يبذله أثناء صعود ونزول السلّم رحمة ورأفةً به، مضيفًا أن ذلك هو كل أمانيه، آملًا في حلٍ عاجل لمشكلته التي يعاني منها على مدار 28 عام.